حصان الإخوان الأسود.. «العدالة والتنمية» يطلق حملة لتجنيد «شباب المغرب»

الأربعاء 11/ديسمبر/2019 - 12:50 م
طباعة حصان الإخوان الأسود.. أسماء البتاكوشي
 
بدأت شبيبة حزب العدالة والتنمية الذراع السياسية لجماعة الإخوان بالمغرب، حملة جديدة لاستقطاب وتجنيد الشباب، تحت شعار الممارسة السياسية.
وأطلقت الشبيبة وهي المنظمة الشبابية التابعة للحزب حملتها من مدينة دار البيضاء، والتي استهلتها بالإعلان عن تنظيم «الملتقى الجهوي السياسي» الخامس تحت شعار «تمكين الشباب لكسب رهان الديمقراطية والتنمية»، في الفترة من 13 وحتى 15 ديسمبر 2019، وبحضور سعدالدين العثماني زعيم الحزب ورئيس الوزراء الحالي.
الملتقيات الجهوية وسيلة إخوانية لاستقطاب «الشباب المغربي» 
تعتبر الملتقيات الجهوية التي تنظمها المنظمة المحسوبة على «إخوان المغرب» إحدى الوسائل التي تعتمد عليها الجماعة لتجنيد أتباع جدد من الشباب المغربي، الذي تزيد نسبته على ثلث الشعب المغربي.
ووفقًا لعدد من الإحصائيات الحديثة فإن نسبة الشباب المغربي في (الفئة العمرية ما بين 15 و34 سنة) تصل إلى ما يزيد على 34% من التركيبة السكانية المغربية، أي نحو 11.7 مليون شاب.
وتلجأ شبيبة «العدالة والتنمية» لاستقطاب الشباب وإدماجهم في الحزب الإخواني؛ لأنهم يمثلون دينامو الدولة والمحرك الرئيسي لكل تحولات المجتمع، لما لهم من ميزات وقدرات تمكن العدالة والتنمية من الوصول إلى أهدافها والبقاء في السلطة، وذلك بحسب دراسة نشرها مركز دراسات الوحدة العربية.
وحصل حزب العدالة والتنمية على 24 مقعدًا، من بينهم 8 مقاعد مخصصة للشباب، في الانتخابات  التشريعية لعام 2011، إلا أن الحزب عانى من انتكاسات سياسية أسفرت عن تقويض قاعدة الشباب المؤيدين له.
وأشارت الدراسة التي حملت عنوان «الشباب المغربي والمشاركة السياسية»، إلى أن الشباب المغربي يعاني من حالة عزوف عن المشاركة السياسية، خاصة بعد فشل تجربة حزب العدالة والتنمية التي كانت نموذجًا سيئًا لأحزاب الإسلام السياسي؛ إذ إنه في الانتخابات الأخيرة امتنع نحو 60% من الشباب المغاربة عن الاقتراع. 
واستغل حزب العدالة والتنمية الشعارات الدينية وثقة الناس وخصوصًا الشباب؛ من أجل الوصول إلى السلطة وتحقيق مصالحه المادية والمعنوية، بحسب الدراسة.
واعتبر مركز الوحدة العربية أن فشل تجربة العدالة والتنمية أدى لانطلاق الحراك الاجتماعي الاحتجاجي في مناطق (الحسيمة وجرادة وسيدي إفني)، وذلك للمطالبة بتحسين أوضاع الشباب المغربي وتوفير فرص عمل له.
التجنيد والدمج في «الإخوان»
من جانبه كشف سفيان إنشاء الله، القيادي بشبيبة العدالة والتنمية إن الملتقى الخامس الذي ستنظمه الشبيبة يسعى لـ«الانخراط، والتأطير، والتكوين، التواصل بين الأعضاء وقيادات المشروع الإخواني العام»، وذلك بحسب الموقع الرسمي لمنظمة الشبيبة.
ويطلق مصطلح التأطير والتكوين على عملية التجنيد الذي تقوم بها جماعة الإخوان في المغرب، وتنص المادة 13 من الفصل الثالث من القانون الأساسي لشبيبة العدالة والتنمية على منح العضوية للشباب من قبل مكاتب الفروع المحلية، أو الكتابات الإقليمية، أو الجهوية أو المكتب الوطني، على أن يتم تسجيل الأعضاء في لوائح الشبيبة وفقًا لمقتضيات يحددها النظام الداخلي.
آلية التجنيد الإخواني في المغرب
تستغل جماعة الإخوان وذراعها السياسية حزب العدالة والتنمية دوافع «الولاء، والقرابة، والدين» في حث الشباب على الاندماج  في الحزب والمشاركة السياسية في إطاره. 
وتعتمد الجماعة على المدخل النفسي لتجنيد الشباب؛ إذ تركز على الذين يعانون اضطرابات نفسية أو دينية أو اجتماعية، ويعتبرونهم فريسة سهلة للاستقطاب.
ومن جانبه قال سامح عيد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن الشخص لا يدخل إلى جماعة الإخوان إلا إذا كان شابًا صغيرًا وقليلًا ما يدخل أحد إلى الجماعة في سن كبيرة.
وأوضح «عيد» في تصريح لـ«المرجع» أن جماعة الإخوان تعتبر الشباب أرضًا خصبة؛ إذ إنها لاتحمل مشروعًا سياسيًّا، إضافةً إلى أن الصبي قد يكون تعرض لأزمة نفسية حادة فتكون هذه الحادثة طريقه إلى الدخول في الجماعة، مشيرًا إلى أن «الإخوان» تلعب على وتر  المظلومية الوهمية.
وأكد القيادي المنشق أن بناء القواعد الإخوانية، يعتمد بشكل أساسي على المُدرس الذي يكتسب أهميته من تشكيل وعي الطفل وإقناعه منذ الصغر بمنهج الجماعة، خاصة أن مرحلة الطفولة هي مرحلة التراكم المعرفي، والتي يمكن من خلالها عسكرة الناس وحشدهم لحضور أنشطة ثقافية ورياضية، والتعاطف مع الإخوان والانضمام إلى جماعتهم.
وذكر «عيد» أن هناك فتاوى خاصة بأهمية العمل في التدريس كانت تخص نساء الجماعة، إذ يعتبرونها أفضل مهنة، مشيرًا إلى أن دورهن كمعلمات يسمح لهن بالتواصل مع الأطفال في مرحلة الصغر، وتلك هي إستراتيجية الجماعة في الانتشار والتأثير على عقول الشباب بأفرعها في دول العالم كافة بما فيها المغرب. 
من التجنيد  للتمكين
بعد أن تتم عمليات التجنيد والانخراط في «إخوان المغرب»، تلجأ الجماعة وذراعها السياسية على دمج أفرادها في الوظائف الحكومية لتحقيق ما يعرف بـ«استراتيجية التمكين».
وكشفت وثائق حصل عليها موقع «Rue20.Com» المغربي، أن أكبر عمليات التعيين في المناصب العليا، كانت في حكومتي عبدالإله بنكيران وسعد الدين العثماني.
وتخطت التعيينات في المناصب العليا الـ1100 تعيين، خلال فترتي «بنكيران، والعثماني» وكان أغلبهم من أعضاء حزبي «العدالة والتنمية» و«التقدم والاشتراكية» الحليف السابق للعدالة والتنمية.
وأظهر الوثائق أن حكومة العدالة والتنمية المعروفة بـ«البيجيدي»، عينت طول الـ8 سنوات الفائتة أكثر من 760 مديرًا مركزيًّا و128 عميد كلية و47 كاتبًا عامًا و35 مفتشًا عامًا.
وتركز «البيجيدي» على السيطرة على القطاعات التي لها ارتباط مباشر بالمواطن لإبقاء وسائل تواصل مباشرة مع طبقات الشعب المغربي، والحفاظ على مساحة العمل التي تحظى بها  بقاء الجمعيات المرتبطة بالعدالة والتنمية في مختلف الأقاليم والمدن والقرى.
باحث مغربي: حكومة «العدالة والتنمية» تسعى لأخونة الدولة
بدوره يقول الباحث المغربي منتصر حمادة: إن حكومة العثماني وبنكيران سابقًا، تحاول أخونة الدولة ككل، ويفعلون ذلك من خلال التعيينات؛ إذ إن رئيس الحكومة يمتلك في يده كل شيء؛ يملك السلطة التنفيذية وبيده الإدارة والشرطة وكل شيء، ويحاول بسط نفوذه على أجهزة الدولة وأخونتها.
وتابع «حمادة» في تصريح لـ«المرجع»، «العدالة والتنمية»، جاء ليشارك في الحكم تحت مظلة الغزو الإخواني، الذي نجح تحت ضغط قوى إقليمية ودولية.
وأشار إلى أنه من ضمن الانتقادات التي توجه للحكومات السابقة ولحكومة العثماني، هي أن التوافقات السياسية تعتمد على إرضاء بعض الأطراف السياسية؛ لذلك جاءت حكومة الكفاءات؛ لتغيير كيفية التعيين.

شارك