بالرغم من الوجود الأمريكي.. إرهاب «الشباب» ينهش جسد الصومال
الأربعاء 11/ديسمبر/2019 - 12:53 م
طباعة
أحمد عادل
كشف موقع «ناشيونال إنترست» الأمريكي، أن حركة الشباب الصومالية التي تصنفها الولايات المتحدة على لائحة التنظيمات الإرهابية والموالية لتنظيم القاعدة، تمددت داخل الصومال خلال الفترة الماضية بصورة كبيرة.
وذكر الموقع أن الحركة نجحت في السيطرة على معاقل جديدة في العاصمة مقديشو ومنطقة كيسمايو، وهما من أكثر المناطق الحيوية في الصومال، حيث العاصمة والميناء الأهم في منطقة القرن الأفريقي، موضحةً أن الحديث عن هزيمتها «غير ذات قيمة».
وبحسب تقارير سابقة لـ«المرجع» فإن القوات الأمريكية الموجودة في الصومال، تسعى لإنهاء سيطرة حركة الشباب على المدن الصومالية، خاصةً بعد سيطرة الحركة، الموالية لتنظيم القاعدة، على عدة مناطق وبلدات خلال الفترة الماضية.
وكشفت دراسة سابقة نشرتها صحيفة "ذا جارديان البريطانية"، أن الولايات المتحدة الأمريكية شنت 29 غارة جوية عام 2018 و27 غارة في عام2017، علي مواقع وأهداف تابعة لحركة الشباب.
وأوضحت الدراسة أن هناك 4 غارات أخرى شنّتها الطائرات الأمريكية عام2017، ضد مجموعة صغيرة من المسلحين التابعين لتنظيم «داعش» الإرهابي، ويأتي ارتفاع الغارات بعد أن أقر الرئيس الأمريكي تخفيف القيود على استخدام الجيش للقوة العسكرية ضد التنظيمات المتطرفة في الصومال، وأتى ذلك بعد تقارير وزارة الدفاع الأمريكية تفيد بتعاظم قوة حركة الشباب المجاهدين.
وأضافت الدراسة أن الغارات الأمريكية، أوقعت عددًا كبيرًا للمسلحين التابعين لحركة شباب المجاهدين، موضحًا أن رغم الانخفاض الطفيف في عدد الهجمات، التي يشنّها المتطرفون خلال العام الماضي، فإن مسلحي الحركة الموالية لتنظيم القاعدة باتوا يتكيفون مع الغارات الجوية الأمريكية، وأن تلك الغارات فشلت في إضعاف التنظيم الأخطر في منطقة القرن الأفريقي.
جذور التدخل الأمريكي في الصومال
مرت العلاقات الأمريكية الصومالية بالعديد من مراحل الصعود والهبوط، وكانت الأهمية الإستراتيجية للصومال في منطقة القرن الأفريقي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، سببًا في ظهور الاهتمام الأمريكي المتنامي بالصومال.
وبدأت العلاقات الأمريكية الصومالية، في يوليو 1960، في عهد الرئيس الأمريكي دوايت إيزنهاور الذي بادر بتحويل قنصلية بلاده في مقديشو إلى سفارة في عهد الرئيس الصومالي آدم عبدالله عثمان.
وفي ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، قدمت واشنطن مبلغ 20 مليون دولار للنهوض بالاقتصاد الصومالي في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى جانب إرسالها للقوات المسلحة الصومالية كمية من الأسلحة الفتاكة لحماية مصالحها في الصومال.
وكانت مرحلة الثمانينيات مرحلة الاستثمارات الأمريكية في الصومال، إلا أن علاقات العالم بالصومال انقطعت بعد اندلاع الحرب الأهلية والانقسامات الداخلية وانهيار الحكومة المركزية الصومالية، وبعد انتشار حالة الفوضى وانتشار الجرائم وسوء الأحوال الاقتصادية، أدخلت الولايات المتحدة 30 ألف جندي أمريكي بقرار من الأمم المتحدة وحاربت ميليشيات الضابط الراحل محمد عيديد الذين قتلوا عشرات الجنود الأمريكيين وأسقطوا مروحية لهم، وخرجت الولايات المتحدة منها بعد معارك دامت 6 أشهر.
وبعد انسحاب الولايات المتحدة، بدأت بالتعامل مع الحكومات الانتقالية المختلفة التي حكمت البلاد، مثل حكومات الرؤساء السابقين عبد قاسم صلاد حسن، عبدالله يوسف أحمد، وغيرهم بما يخدم مصالحها الإستراتيجية في الصومال وما حولها.
وفي عام 2013، التقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع الرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود في مؤتمر في وزارة الخارجية الأمريكية، أعلنت خلاله عودة العلاقات الدبلوماسية مع الصومال بعد انقطاع دام أكثر من 22 عامًا.
وفي ديسمبر 2018، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت أن الولايات المتحدة استأنفت وجودها الدبلوماسي بشكل دائم في الصومال بعد انقطاع دام نحو 30 عامًا، وعينت واشنطن دونالد ياماموتو، أول سفير لها لدى مقديشو منذ اندلاع الحرب الأهلية في الصومال عام 1991.
ومع بداية تولي ترامب، اهتمت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر بالصومال، وفي مارس 2017، قرر البنتاجون خطة لمنح صلاحيات للقوات العسكرية الأمريكية بشن حملة ضد حركة شباب المجاهدين، ووافق الرئيس الأمريكي على إنهاء سياسة حظر الغارات على الصومال التي اتخذها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، معتبرًا أن الصومال منطقة أعمال عدوانية نتيجة لنشاط حركة شباب المجاهدين، وفي سبتمبر 2017 وضعت الإدارة الأمريكية قواعد جديدة لغارات الطائرات دون طيار في البلاد، والتي تتمركز القوات الأمريكية في قاعدة بلي دوجلي الجوية الصومالية الواقعة في إقليم شبيلي السفلى المجاور للعاصمة مقديشو.