القتل القديم

وفي وثيقة حصل «المرجع» عليها ضمت عددًا من أساليب وأدوات القتل القديم التي اعتمد عليها تنظيم القاعدة لمؤلفها المدعو «محمد خليل الحكايمة»؛ حيث انفردت – كونها تحتوي على معلومات خطرة- باستخدام أساليب القتل بالسم، عن طريق استخلاصه من الأطعمة، بجانب اعتراف القاعدة المباشر باستخدامها المخدرات –الكوكايين والهيروين- كأداة للقتل خلال عملياتها.

أعاد تنظيم داعش الإرهابي - باعتباره وليد القاعدة- إحياء تلك الأدوات وإعادة نشرها مرةً أخرى بين خلايا ذائبه المنفردة؛ لاستخدامها في الاغتيالات؛ حيث قام «داعش» على تطويرها عن طريق تكوين خلايا متعددة لشن هجمات إرهابية في قلب أوروبا، ووجهها بشكل رسمي لتنفيذ تلك العمليات، وبدأها منذ ظهوره على الساحة، بتدريب عناصره على ممارسة رياضات عنيفة ودراسة جسم الإنسان لمعرفة الأماكن القاتلة فيه، وطرق رصد الأهداف التي تصلح لعمليات الذئاب المنفردة.

ومن بين الطرق التي عمد إليها المدعو محمد خليل الحكايمة ولجأ إليها داعش، هي «الطعن بالخناجر والسكاكين، عبوة تفجير في موتور السيارة توصل بالدينمو، وضع ثعبان بالسيارة، قطع شريط زيت الفرامل، وضع كرة رصاصية في خزان الوقود عند انتهاء الوقود من الخزان واحتكاك الكرة بالحديد، فينفجر الخزان من جراء الغاز المتبقي، القنص عن بعد، حرق المنازل أو الغرف عند ساعة النوم، الاغتيال بالمسدسات، الاستدراج والقتل، الدهس بالسيارات، والمخدرات باستخدام الكوكايين، والهيروين».

الحكايمة المؤلف القاتل

«محمد خليل الحكايمة».. أحد أبناء الجماعة الإسلامية، هرب لأفغانستان وانضم للقاعدة، وألف وثيقة «كيف تقاتل وحدك»، والتي تحتوي أساليب القتل المتنوعة، واعتمد عليها داعش بعد ذلك، حصل على ماجستير خدمة اجتماعية، انضم للجماعة الإسلامية عام 1979، وألقي القبض عليه عقب حادث اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، وأطلق سراحه لعدم ثبوت مشاركته في العملية، وعقب خروجه شارك في تأسيس الجماعة الإسلامية في أسوان، وكان أحد أعضاء مجلس الشورى في المحافظة.

ألقي القبض على خليل الحكايمة مرات عدة، واحدة منها كان برفقة عمر عبد الرحمن، الأب الروحي للجماعة في أحداث مسجد الرحمن، وشارك في تأسيس اللجنة الإعلامية لها ومجلة «المرابطون» الناطقة باسم الجماعة، ومات غرقًا أثناء ملاحقته من القوات الأمنية في بحيرة فكتوريا.

اتجه عدد من منظرّي «القاعدة» للقول: بأن مؤلف كتاب «إدارة التوحش»، هو محمد خليل الحكايمة، مسؤول الدعاية في تنظيم القاعدة؛ حيث يؤكد الإرهابي هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات في لندن، والمنتمي للقاعدة، أن خليل الحكامية الذي عُرف بكنية «أبو جهاد» هو مؤلف إدارة التوحش، وكتبه إبان وجوده في إيران، لافتًا إلى أنه انضم للقاعدة بمبايعته للظواهري في تسعينيات القرن الماضي.

سموم الأطعمة 

لم تكن الطرق الدارجة هي الوحيدة التي سعت إليها «القاعدة» لتنفيذ عملياته الإرهابية واستهداف الشخصيات الهامة في الدول الأوروبية، بل لجأ إلى استحداث طرق لتنفيذ تلك العمليات بطرق سهلة وبسيطة؛ حيث تطرق إلى العمل على استخلاص السموم من الأطعمة، وتحديدًا من اللحوم والبطاطس وعيش الغراب، وذرة زيت الخروع، وأيضًا من النيكوتين –السجائر- نظرًا لتوافرها بكثرة وتكاليفها رخيصة ومفعولها قوي وفعال.

سُـم اللحـم

يعد هذا السم من السموم التي دأب مؤلف القاعدة استخراجه من اللحوم بطرق معينه باستخدام اللحم والروث والذرة والماء، عن طريق تكوين بكتريا تسمى «كلوستريديوم بوتولاينم»؛ حيث تنمو على المواد الغذائية المعلبة مثل الفواكه والخضار كالفاصوليا والسبانخ والطماطم والزيتون والجبنة والسمك واللحوم، وهي سموم بروتينية تتكسر بالحرارة؛ لأن رفع درجة الحرارة إلى 100 مئوية ولمدة 10 دقائق يكفي لتحطيم السم، ولكنها لا تقضى على أنواع البكتريا وهي لا تنمو إلا في جوٍ خالي من الأكسجين.

وتشبه تلك الجرثومة مرض الجمرة الخبيثة؛ إذ تشكل تكيسًا حولها تستطيع بواسطته الصمود لتغيير البيئة من حولها فيمكنها مثلًا مقاومة الماء المغلي لمدة ست ساعات، كما أنها تتكاثر في بعض أنواع الفاكهة والخضار واللحوم المعلبة إذا كان هناك خطأ في التعليب، وعندما يصبح الجو ملائمًا تتحول تلك الجرثومة من حالة التكيس إلى الحالة العادية وتبدأ في النمو والتكاثر في بيئة خالية من الأكسجين، ثم تفرز سمومها القاتلة.

ويعد هذا السم من أشد وأخطر أنواع السموم فتكًا بالإنسان وأقوى فاعلية عند استنشاقه؛ إذ يصنف على أنه من الأسلحة الجرثومية؛ نظرًا لأنها ناتجة عن الجراثيم والبكتيريا ولا توجد في الطبيعة إلا في التربة أو في أعماق البحار؛ حيث لا يوجد أكسجين.

بذرة زيت الخروع

بذور الخروع من النباتات الراقية التي تسبب التهابات متأخرة في المعدة والأمعاء، ويستخلص منها سم «الريسين» وهو من السموم الشعبية، ونظرًا لانتشار شجر الخروع في العالم فلا توجد أي شبهة عليه، إذ تستخدم لاستخلاص زيت الخروع الذي يباع في الصيدليات كدواء؛ حيث أكد مؤلف القاعدة أن بذرة واحدة من بذور زيت الخروع قد تسبب التسمم؛ حيث تحتوي على 1 ملجم من مادة الريسين، ومقاومة الأطفال لهذا السم ضعيفة، ويموت المصاب بعد مرور 4 أيام.

وتظهر أعراض التسمم مبكرة أو متأخرة، عن طريق الغثيان والقيء وآلام معوية شديدة وعطش شديد، وألم في الحلق، وإذا كانت الجرعة عالية، فإن أعراضًا أخرى تظهر مثل ضعف النبض وجفاف الفم واختلاجات وإغماء وفقدان الوزن وهبوط في ضغط الدم وتوقف الجهاز الدوري ثم الوفاة.