"المعركة الحاسمة" لتحرير طرابلس.. صفعة جديدة للميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية في ليبيا
الجمعة 13/ديسمبر/2019 - 12:15 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
أعلن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، إطلاق "المعركة الحاسمة" لتحرير طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية.
وقال المشير حفتر في كلمة تلفزيونية مساء الخميس 12 ديسمبر: "نعلن المعركة الحاسمة والتقدم نحو قلب العاصمة لتكسروا قيودها وتفكوا أسرها".
وتابع: "ساعة الاقتحام الواسع الكاسح التي ينتظرها كل ليبي حر شريف، ويترقبها أهلنا في طرابلس بفارغ بالصبر، منذ أن غزاها واستوطن فيها الإرهابيون، وأصبحت وكراً للمجرمين الذين يستضعفون فيها الأهالي بقوة السلاح".
وقال حفتر موجهاً كلامه إلى جنود الجيش الليبي: "تقدموا الآن أيها الأبطال. كل إلى هدفه المعلوم لتحطموا القيود وتنصروا المظلوم".
وتابع: "أوصيكم باحترام حرمات البيوت والممتلكات الخاصة والعامة ومراعاة قواعد الاشتباك ومبادئ القانون الدولي الإنساني".
ووجه "نداء أخيراً إلى كل الشباب الذين حملوا السلاح ضد الجيش الليبي، بفعل دعوات المضللين"، بأن "يلزموا بيوتهم ويعودوا إلى رشدهم حرصا على حياتهم ومستقبلهم ورأفة بأهلهم وذويهم، وليضمنوا السلامة والأمان".
من ناحية أخرى أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري اليوم الجمعة سيطرة الجيش جويًا على العاصمة الليبية، قائلًا : "لدينا سيطرة جوية ومدفعية كاملة على العدو في طرابلس".
وأضاف "إن قواتنا نفذت عمليات نوعية ضد أهداف لكتائب حكومة الوفاق في طرابلس"، مشددا على أن نداء القائد خليفة حفتر للميليشيات من أجل إلقاء السلاح هو الأخير.
وأشار إلى أن وحدات الجيش بدأت بالتقدم نحو العاصمة وأن بعض المساندين في الداخل بدأوا القيام بعملياتٍ نوعية ضد الميليشيات داخل طرابلس، مضيفا أن المعركة التي أعلنت ما زالت في بدايتها وأن حكومة الوفاق لديها ميليشيات غير متجانسة ولن تصمد أمام القوات المسلحة في كل مراحل هذه المعركة.
هذا فيما قالت مصادر عسكرية ليبية، الجمعة، إن قوات الجيش باتت على بعد أمتار من قلب العاصمة، حيث تجاوزت قواته منطقة جزيرة الفرناج التي تبعد 500 متر من قلب طرابلس.
وأكد العميد خالد المحجوب، مدير التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش الليبي، أن العمليات العسكرية بدأت من المحاور الغربية، كما تمت السيطرة على جسر الزهراء والناصرية إضافة إلى مصنع الهريسة.
وأشار المحجوب إلى التقدم الذي يتم في أكثر من محور وهو ما أدى إلى إرباك كبير في صفوف ما تبقى من المليشيات المسلحة.
وأوضح المحجوب، أن هناك أنباء عن هروب عدد من القيادات الإجرامية للمليشيات المسلحة، وتابع قائلًا: "على المحور الجنوبي تمكنت القوات من تأمين شمال غرب مخيم اليرموك جنوبي العاصمة".
وأكد المنذر الخرطوش، عضو شعبة الإعلام الحربي بالجيش الليبي، أن جميع الوحدات العسكرية التابعة لغرفة عمليات المنطقة الغربية بإمره اللواء المبروك الغزوي كانت في انتظار إشارة القائد العام خليفة حفتر.
وأشار الخرطوش، في تصريح خاص لـه إلى أن القوات كانت تتقدم ببطء لاستنزاف قدرة المليشيات المسلحة في نقاط معينة، حيث إن القوات المسلحة في تقدمها إلى قلب طرابلس تعمل بدقة عالية جدا.
وأعلنت شعبة الإعلام الحربي أن الوحدات العسكرية بالقوات المُسلحة الليبية من اللواءين 106 و166 تمكنت من السيطرة على مقر كلية ضباط الشرطة في منطقة صلاح الدين.
وتابعت الشعبة مساء الخميس أن الوحدات العسكرية بالقوات المسلحة الليبية أحكمت السيطرة على امتداد الطريق الرئيسي بمنطقة الساعدية، وصولاً إلى منطقة التوغار، واستعادة السيطرة على كلية البنات العسكرية.
كما شهدت محاور العاصمة فرار المليشيات باتجاه منطقة الكريمية، وسط احتفالات وألعاب نارية في أغلب مناطق طرابلس.
تأتي هذه التحركات وسط غطاء جوي كبير، ما أدى إلى انفجار مخزن للذخيرة تابع لمليشيات غنيوة الككلي بمنطقة مشروع الهضبة جنوب طرابلس، ما أدى إلى هروب جماعي للمليشيات من البوابات داخل العاصمة.
من جانبها .. أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني الليبي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن 11 مسلحًا تابعًا لقوات الوفاق سلّموا أنفسهم للوحدات العسكرية بالقوات المسلحة بمحور صلاح الدين.
ويشن الجيش الليبي منذ أشهر حملة عسكرية واسعة، للقضاء على ميليشيات طرابلس التي تعمل تحت إمرة حكومة فايز السراج.
وخلال الأيام الماضية، حقق الجيش تقدما ضد ميليشيات طرابلس، وسيطر على مناطق الساعدية وكوبري الزهراء وعين زارة جنوبي العاصمة.
يتزامن إعلان المشير خليفة حفتر إطلاق "المعركة الحاسمة" لتحرير طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة مع خروج تظاهرات اليوم الجمعة للتنديد بمذكرتي التفاهم الموقعتين بين تركيا وما تسمى حكومة الوفاق في طرابلس وبتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة التي أعلن فيها استعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية لدعم ميليشيات الإخوان وتنظيم القاعدة في مواجهة الجيش الليبي.
وستنظم مسيرات شعبية حاشدة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المؤقتة والتي يتولى الجيش تأمينها في كافة مناطق البلاد، ومنها مدن المنطقة الغربية كصبراتة والزنتان وترهونة وصرمان والعجيلات والرجبان وتيجي وبدر.
وأعلنت الحكومة المؤقتة أنها أصدرت تعليماتها لوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية المختصة بتأمين وحماية كل المظاهرات في مختلف المدن الليبية لرفض هذه الحكومة الانقلابية ورفض اتفاقياتها مع تركيا بكل أشكالها.
وقال الناطق الرسمي للحكومة المؤقتة حاتم العريبي إن "خروج الليبيين للتظاهر هو تعبير منهم عن رفضهم ليس فقط للتدخل التركي المباشر في الشؤون الداخلية لبلادهم، ولكن كذلك لحكومة السراج غير الشرعية والتي فتحت باب الاستعمار من جديد من خلال تبعيتها للمشروع التوسعي العثماني الذي يتزعمه أردوغان ومن ورائه جماعات التطرف".
إلى ذلك، واصلت تركيا التحرك في المسارات غير القانونية، بإرسالها الاتفاق الذي وقعته مع حكومة الميليشيات في طرابلس، إلى الأمم المتحدة، لإقراره، على الرغم من اعتراضات اليونان التي تعتبره انتهاكاً للقانون الدولي.
في المقابل جدد المجلس الأوروبي، رفضه التام لاتفاقية السراج وأردوغان، وأكد المجلس الأوروبي في بيان، أن تلك الاتفاقية تنتهك سيادة دول أخرى وتخالف قانون البحار الدولي، موضحا أن أنشطة الحفر التي تقوم بها تركيا في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لقبرص غير قانونية.
وشدد المجلس الأوروبي، على تضامنه الكامل مع اليونان وقبرص بشأن ما قامت به تركيا من مخالفة القوانين الدولية.