الهجوم الإرهابي على معسكر للجيش في النيجر.. يعيد للواجهة الأنشطة المتنامية للتنظيمات المتطرفة في إفريقيا
الجمعة 13/ديسمبر/2019 - 01:33 م
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
أعلن تنظيم داعش الإرهابي أمس الخميس 12 ديسمبر مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي، الذي استهدف معسكر للجيش النيجري أسفر عن وقوع أكثر من 70 قتيلا.
وقال التنظيم الإرهابي في بيان له نشره عبر موقع التواصل الاجتماعي "Tam Tam"، إن عناصره شنو هجوما على قاعدة للجيش في ايناتيس بالقرب من الحدود المالية أسفر عن وقوع أكثر من 70 قتيلا في النيجر، والسيطرة على عدد من الأسلحة والاليات العسكرية.
وكان مستشار رئاسي في النيجر أعلن الأربعاء 11 ديسمبر مقتل 70 جندي على الأقل خلال هجوم عنيف شنّه مسلّحون مشتبه بهم، على موقع عسكري غربي البلاد.
وأكدت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية نقلاً عن المستشار أن الحصيلة الأولية للقتلى هي مؤقتة، خاصّةً أن الجيش النيجري لم يعلن عن العدد الرسمي للقتلى بعد.
الهجوم الذي وقع في منطقة نائية على بعد 45 كيلومتراً من مدينة أولام شمال غرب البلاد والتي ينشط فيها المسلحون المرتبطون بتنظيم "داعش" الإرهابي منذ فترة طويلة بدأ ليل الثلاثاء واستمرّ حتى صباح الأربعاء.
وأسفر هجوم استهدف معسكراً للجيش النيجري في إيناتيس قرب مالي عن سقوط أكثر من 70 قتيلاً وفق ما أفاد مصدر أمني نيجري اليوم لوكالة "فرانس برس".
وقال المصدر إن "الإرهابيين قصفوا المعسكر... والسبب الرئيسي لهذه الحصيلة الكبيرة (من الضحايا) هو انفجار الذخائر والوقود". وتُعتبر هذه الحصيلة هي الأكبر في صفوف الجيش النيجري منذ بدء هجمات الجماعات المتطرفة في البلاد في عام 2015.
من جهتها قالت الرئاسة النيجرية إن: "رئيس الجمهورية القائد الأعلى للجيوش إيسوفو محمدو قطع مشاركته في مؤتمر السلام الدائم والأمن والتنمية في أفريقيا الذي يلتئم في مصر للعودة إلى نيامي إثر المأساة التي وقعت في إيناتيس".
ويأتي هذا الهجوم قبل أيام فقط من انعقاد القمة الفرنسية التي تضم زعماء غرب إفريقيا من أجل مناقشة دور الجيش الفرنسي في منطقة الساحل.
ويعيد هذا الهجوم الإرهابي إلى الواجهة الأنشطة المتنامية للتنظيمات المتطرفة في إفريقيا، فبفعل غياب التنسيق الأمني بين بعض دولها تحولت القارة السمراء وبالتحديد منطقة الساحل إلى ملاذ آمن لكثير من الجماعات المتطرفة التي وجدت في أفريقيا بيئة مواتية لأنشطتها الإرهابية.
ومن أبرز تلك الجماعات جماعة بوكو حرام التي نشأت عام 2002 في نيجيريا وكانت تسمى جماعة "أهل السنة للدعوة والجهاد" وتصنف على أنها من أكثر الجماعات عنفًا وتطرفًا وتجاوزت أنشطتها نيجيريا إلى مناطق مختلفة من القارة وقد زادت خطورة التنظيم وشهرته بعد إعلان مبايعته تنظيم داعش.
تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ويعد هذا التنظيم امتداد للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انشقت عن الجماعة الإسلامية المسلحة قبل أن تعلن في 2006 ولائها للقاعدة، وفي يناير 2007 حولت اسمها إلى تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي.
حركة "أنصار" الدين والتي نشأت على يد المدعو "إياد أغ غالي" ورفعت الحركة راية القاعدة وطالبت بتطبيق الشريعة الإسلامية وأعلنت التمرد على الحكومة المالية والجيش الفرنسي الذي شن عملية عسكرية داعمة للحكومة.
وفي مارس 2017 أعلنت أربع جماعات تنشط في منطقة الساحل اندماجها تحت مسمى "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" بقيادة "إياد أغ غالي" هذه الجماعات هي "المرابطون"، وأنصار الدين"، وكتائب" ماسينا" وجماعة "إمارة منطقة الصحراء" التي تضم 3 كتائب رئيسية هي "الملثمون" و"طارق بن زياد" و"الفرقان" وقد أعلنت مبايعتها لتنظيم القاعدة، وساعد تضييق الخناق على تنظيم داعش في سوريا والعراق على بروزها بشكل أكبر.
وفي ظل غياب الأمن وتراجع التنسيق بين كثير من دول القارة تعتمد الجماعات المتطرفة على تجارة المخدرات والاتجار بالبشر كأحد أهم مصادر دعم أنشطتها ماليًا ولوجيستيًا.