اغلاق «مقتدى» لمؤسسات التيار الصدري مناورة أم انسحاب؟
السبت 14/ديسمبر/2019 - 01:49 م
طباعة
علي رجب
في تطور يعكس الأوضاع الاحتقان في الشارع السياسي، وذهاب العراق إلى المجهول مع استمرار التظاهرات واستخدام الميليشيات المقربة لايران، أعلن زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، غلق جميع المؤسسات التابعة للخط الصدري الشريف كافة ولمدة سنة باستثناء مؤسسة مرقد الشهيد السيد محمد الصدر ونجليه.
وقال المكتب الخاص لمقتدى الصدر: حسب توجيهات سماحة القائد السيد مقتدى الصدر غلق جميع المؤسسات التابعة للخط الصدري الشريف كافة ولمدة سنة باستثناء مؤسسة مرقد الشهيد السعيد السيد محمد الصدر ونجليه والمكتب الخاص وتشكيلات سرايا السلام ويلحق الإشراف العام لصلاة الجمعة بالمكتب الخاص.
وفي 7 ديسمبر الجاري تعرض منزل مقتدى الصدر في النجف إلى قصف بقذيفة هاون نفذ بواسطة طائرة بدون طيار، حسبما أعلن مصدر في التيار الصدري.
ولا يخفي الصدر تأييده للمظاهرات التي تطالب بكف يد النفوذ الإيراني في البلاد.
كما أنه من المعروف أن للصدر علاقات معقدة مع طهران، التي انتقدها على مدى السنوات الماضية خلال مظاهراتهم التي تدعو إلى استقلالية القرار العراقي، لكنه رغم ذلك لم يقطع علاقته بشكل نهائي مع إيران التي يزورها مرارا.
الأمر الأخر الذي ساهم في قرار الاغلاق عمليات الاغتيالات المجهولة التي تستهدف قيادات التيار الصدر وليس مقتدى فقط، فقد تعرض نجل جعفر الموسوي المتحدث باسم مقتدى الصدر لمحاولة اغتيال في بغداد أصيب على أثرها بجراح، أمس الجمعة.
وذكرت تقارير عراقية إن نجل جعفر الموسوي ان محاولة اغتيال إثر مهاجمة مسلحين مجهولين سيارته بوابل من الرصاص في بغداد، وأسفر الهجوم عن إصابته.
إغلاق التيار الصدري، الذي يمثل شريكاً رئيسياً في صناعة المشهد السياسي العراق، يؤشر على لعبة "الاختفاء والظهور" التي يجيدها مقتدى الصدر مع"مد وجزر" في العلاقات مع إيران.
في ظل التغيرات داخل المشهد العراقين تبقى الحقيقة الوحيدة أن التيار الصدري لديه جمهور ثابت ومنظم، وسيحافظ على هذا الجمهور على الرغم من كل المتغيرات السياسية، التي تشهدها العراق بشكل عام والتيارات الشيعية في الشارع العراقي بشكل خاص.
ووفقا للكاتب والأكاديمي العراقي، ناجح العبيدي في مقاله مقتدى الصدر.. وإغراءات السلطة الكاريزمية" يقول إن أهم ما يميز التيار الصدري هو أنه حركة كاريزمية بامتياز، أي أن اسمها ومصيرها ونجاحها يرتبط بشكل وثيق بزعيمها ومرشدها الروحي رجل الدين مقتدى الصدر. يعود الفضل في الاهتمام بدور الكاريزما في النظم السياسية إلى رائد علم الاجتماع الألماني ماكس فيبر (1864 – 1920)".
وأضاف العبيدي:" وفقا لإدعاء المشروعية الخاصة بكل نمط، فرّق فيبر بين ثلاثة أنماط للسلطة: السلطة العقلانية والسلطة التقليدية والسلطة الكاريزمية".
وعن مستقبل التيار الصدري، يقول المحلل السياسي العراقي رعد أطياف:"قولوا عن التيار الصدري ما شئتم، وأطلقوا عنان الخيال لسيناريوهات محتملة، فالذي أعرفه أن الصدريين سيمارسون السلطة بشكلها الأكثر إتقاناً ووضوحا بواسطة الانتخابات. بعبارة بسيطة: سيتمسكون بالحلول السلمية، وليس كما يتوقعه لهم بعض أخوتنا. ولا أظنهم سيتحولون إلى "فرق موت وإعدامات"! فلا بأس أن أطلب من أصدقائي أن يرحمونا بنبوءاتهم المخيفة، هذه مبالغات لا صحة لها".
وأضاف "أطياف" في مقاله له "عن الصدريين وخصومهم: مابعد الجدل البيزنطي!": لا يهم إن كان الصدريون متدينين أم غير ذلك فهذه العناوين تصيب بالنفور أو يتبعون مقتدى الصدر فهذا خيارهم وهم أحرار مايهمنا أنهم جزء من هذا البلد وقوة شعبية مهمشة".