انقسامات في جبهة "السراج".. وتقدم للجيش الوطني في معركة تحرير طرابلس

الأحد 15/ديسمبر/2019 - 12:26 م
طباعة انقسامات في جبهة حسام الحداد
 
فجر الأحد 15 ديسمبر 2019، تناقلت مواقع إخبارية عدة خبر وقوع اشتباكات في منطقة زواية الدهماني في العاصمة الليبية طرابلس بين ميليشيات كتيبة ثوار طرابلس وميليشيا قوة الردع، وكلاهما يتبعان حكومة الوفاق الليبية.
وفي ظل التناحر بين ميليشيات الوفاق، حققت إحدى كتائب الجيش الليبي تقدماً يومي الجمعة والسبت في محور عين زارة جنوب شرقي طرابلس.
وأكدت سرية المشاة بالكتيبة 127 مجحفلة التابعة للجيش أن عناصرها تمكنت من الاستيلاء على مراصد ومواقع مهمة لقوات حكومة الوفاق، والسيطرة على المخازن "الهناقر" في منطقة الأبيار بعين زارة، مكبدة تشكيلات الوفاق خسائر فادحة في الأرواح والمعدات والعتاد.
إلى ذلك لفتت إلى أنه "تم إعطاب أكثر من آلية عسكرية وتقهقر المجموعات المسلحة باتجاه المدينة".
وفي وقت سابق السبت، أفاد مراسل "العربية/الحدث"، بتجدد الاشتباكات في منطقة وادي الربيع جنوب شرقي طرابلس.
في التفاصيل، أكد المراسل تجدد الاشتباكات بين الجيش الليبي وقوات الوفاق في منطقة وادي الربيع الواقعة جنوب تاجوراء، تلك المنطقة التي تبعد عن مركز العاصمة حوالي 37 كيلومتراً.
يذكر أن شعبة الإعلام الحربي التابعة لقائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، كانت أفادت الجمعة، في بيان لها على فيسبوك، بأن منصات الدفاع الجوي بالقوات المسلحة استهدفت طائرة مسيرة تركية وقامت بإسقاطها في سماء العمليات، تحديداً بمحور عين زارة.
فيما أكدت معلومات أخرى تقدم الوحدات العسكرية في كافة محاور طرابلس، حيث سيطر الجيش على معسكر حمزة، وتقدم في أكثر من محور بالمنطقة الغربية.
يشار إلى أن حفتر كان أعلن في خطاب متلفز الخميس انطلاق "المعركة الحاسمة" وأمر قواته بالتقدّم نحو قلب العاصمة.
وتعليقا على ما يجري في الساحة الليبية أكد محمد مصطفى الباحث في شئون حركات التيار الإسلامي، إن الملف الليبي سيكون نهاية لأطماع أردوغان وجماعته الإخوانية، قائلاً: "ليبيا ستكون مقبرة أدوغان ونهاية تنظيم الإخوان الإرهابي".
وقال مصطفى: "تبخر حلم بلطجي إسطنبول أردوغان في ليبيا، بعدما فاجأته الأحداث المتسارعة بدخول الجيش الوطني الليبي طرابلس، وغلق منافذها وملاحقة كتائب الإرهاب من الداخل، واستنفار البحرية الليبية على طول الساحل للحيلولة دون وصول شحنات سلاح للمتأسلمين من الإخوان وغيرها.
وأشار إلى أن المشير خليفة حفتر حاز على شرعية رائعة بسبب حربه ضد الإرهاب، وتصدى لما كان يرتبه السراج العميل مع تركيا من اتفاقيات، مضيفًا: "ذهبت أدراج الرياح، وصار السراج هاربًا ما بين قطر وتركيا، وفرار أتباعه من المجلس الرئاسى حكومة الوفاق، وتلك نهاية من لا يقرأ التحولات الجارية، إذ بات وشيكًا سقوط حلف الحرافيش "تركيا وإيران وقطر" وفق سنة كونية وحتمية تاريخية، فيها تكون نهاية العملاء على يد أسيادهم".
وتابع: "على أنقاض أنظمة تركيا وقطر ستكون البداية لعهد جديد فى منطقتنا، تكون فيه مصر عنوان القوة والسيطرة فى الإقليم، متزامنًا ذلك مع عصر جديد عالميًا، فيه يتخلص القراصنة الكبار الغربيون من أدواتهم القديمة فى الشرق، "تركيا وإيران وقطر"، بعد أن صارت من الماضى، ولا بد فى بداية كل عهد جديد من تقديم قرابين الذبح والتضحية، والآن على عتبة بداية هذا العهد جارى إعداد مقصلة ذبح الضحية، حلف الحرافيش تركيا وإيران وقطر، والأيام دول، بعد أن كانوا نجوما للفوضى والدمار فى الشرق، صاروا فى حالة تخبط وارتباك مما هو قادم لهم من نهاية استشروها، والله لا يصلح عمل المفسدين، ولن تضيع دماء مئات الآلاف من الأبرياء هدرًا من دون ثمن يدفعه العبيد، ودومًا ما تكون نهاية العبيد على يد أسيادهم ممن أعانوهم على الخراب، وغدًا لناظره قريب".
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الأحداث في ليبيا، عقب بدء معركة تحرير طرابلس، أعلنت البعثة الدبلوماسية الليبية العاملة في مصر وكافة الملحقيات الدبلوماسية التابعة لها، انشقاقها عن حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج وانحيازها التام للشعب الليبي وجيشه الوطني وبرلمانه المنتخب.
فقد أكدت البعثة في بيان صحفي أن طاقمها، بدءا من السفير والقائم بالأعمال والقنصل والملحقيات العاملة بالسفارة، باتوا لا يعترفون بحكومة الوفاق بعد توقيعها اتفاقيات غير معترف بها مع الجانب التركي، داعية البعثات الدبلوماسية الليبية في العالم للانشقاق عن حكومة السراج وفك ارتباطها بها، بسبب دعمها للإرهاب وتفريطها في حقوق الشعب الليبي.
أعلنت البعثة انحيازها التام للجيش والبرلمان الليبيين، مؤكدة ضرورة الوقوف صفا واحدا مع القوات المسلحة التي تخوض المعارك لتخليص ليبيا من العصابات الإجرامية والإرهابية.
يأتي قرار البعثة بعد أيام من الإعلان عن توقيع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج مذكرتي تفاهم أمنية وبحرية مع تركيا، وهو ما اعتبره الليبيون اعتداء على حقوقهم وانتهاكا لسيادة بلدهم، وتفريطا بثرواتها لصالح الأتراك.
من جانبه، طالب رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح الأمم المتحدة بسحب الاعتراف من حكومة فايز السراج، مؤكدا أن الشعب الليبى يقف الآن صفا واحدا، وأن بلاده ليست للبيع، وقال إن حكومة السراج لم تؤد اليمين الدستورية أمام البرلمان الليبي. أضاف رئيس البرلمان الليبي أن اتفاقية السراج وتركيا سرعت العملية العسكرية في طرابلس، وتوقع حسم معركة طرابلس في أسرع وقت، وتابع صالح «نحن مع المسار السياسي والمصالحة، لكن بعد تحرير طرابلس». تقدم البرلمان الليبي بمذكرات للجامعة العربية والأمم المتحدة وكافة المنظمات الإقليمية، لإلغاء وإبطال الاتفاقية وسحب الاعتراف الأممي بحكومة السراج.
ميدانيا، نجح الجيش الوطني الليبي في إسقاط طائرة تركية مسيرة في محور عين زارة غرب طرابلس، وكبد الميليشيات خسائر فادحة، كما خسر أيضا صهر إردوغان الذي ينتج مصنعه هذه الطائرات والعتاد العسكري.
قال المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، إن الطائرة التي تم إسقاطها كانت مسلحة «لكننا تمكنا من التعامل معها، فالجيش الليبي يطبق منطقة حظر جوي بنجاح فوق طرابلس». كشفت مصادر أن الجانب التركي، يدعم ويزود حكومة فايز السراج بطائرات مسيرة من طراز Bayraktar TB-2، بيرقدار تي بي 2، وهي الطائرة المنتجة بواسطة شركة تابعة لسلجوق بيرقدار زوج ابنة الرئيس التركي.
في ظل الخسائر التي تكبدتها الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة السراج، كانت هذه الطائرات «كارتا» جديدا في يد الميليشيات، ولكنها فشلت في الوقوف أمام تقدم الجيش الليبي الوطني.
ودشنت تركيا جسرا جويا لإمداد الميليشيات في طرابلس بالسلاح، رغم عقوبات الأمم المتحدة على ليبيا التي تحظر تصدير السلاح إليها، ويبدو أن بيرقدار قد وجد في النزاع الليبي فرصة لتعزيز مبيعات مصنعه من الطائرات المسيرة، بصفقات ضخمة، ولكن كان سقوط الطائرة، بمثابة الصفعة على الشركة.
على صعيد آخر، دعت وزارة الخارجية الروسية إلى إجراء حوار بين الجماعات المتحاربة في ليبيا لحل الأزمة في البلاد، وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي إلكسندر جروشكو، أن الوضع في ليبيا من أولويات الاتصالات الجارية بين روسيا وتركيا، وأن الطرفين يبحثان عن نقاط تفاهم حول هذا الموضوع.

شارك