بعد مقاضاة ناشط بتهمة إهانة الرئيس.. العلويون في تركيا على مقصلة أردوغان

الأحد 15/ديسمبر/2019 - 01:29 م
طباعة بعد مقاضاة ناشط بتهمة علي رجب
 

واصل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سياسية التنكيل والقمع بالأقليات الدينية والعرقية في تركيا، وكانت الطائفة العلوية ضمن ضحايا رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، حيث قدمت في إسطنبول دعوى قضائية ضد الرئيس الشرفي للأقلية العلوية في ألمانيا.
وتتضمن الدعوى اتهاما ضد عضو حزب الشعوب الديمقراطي وزعيم والرئيس الشرفي للأقلية العلوية في ألمانيا تورجوت أوكر "59 عاما" بأنه أهان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حينما كان رئيسا للوزراء .
وجاء بالدعوى إن "أوكر" وجه انتقادات لأردوغان في وسائل التواصل الاجتماعي بين عامي 2012 و2014، حيث كان إردوغان يتولى منصب رئيس الوزراء، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية "د. ب. أ".
وبعد ساعة من بدء الجلسة أجلت القاضية النظر في الدعوى حتى السادس والعشرين من فبراير المقبل.
وقال أوكر في بداية المداولات إنه لا يشارك رأي من نشروا هذه المواد في تبني جميع ما تتضمنه.
وتشير الدعوى إلى نشر صور ونصوص تتضمن أوصافا مثل قاتل، ولص ودكتاتور.
ويحمل تورجوت أوكر الجنسية التركية والألمانية ويعد أبرز ابناء الاقلية العلوية في تركيا وهو قيادي في حزب الشعوب الديمقراطي التركي وترشح على قوائم الحزب في الانتخابات التشريعية بتركيا.

والعلوي وهم يشتقّون من علي بن أبي طالب أو "أتباع الإمام"، وبسبب عدم الاعتراف الرسمي بالعلويين، ومنع الدولة إجراء إحصاءات على أساس الطائفة، فإنّ هناك تفاوتاً كبيراً في تقديرات تعدادهم في تركيا؛ حيث يعتبر العلويون أنّ عددهم يصل إلى 25 مليوناً، بينما تتحدث مصادر رسمية عن عدم تجاوز العدد 14 مليوناً. وبحسب مختلف التقديرات فإنّهم يشكلون، وفق ما ورد في كتاب “علويو الأناضول” لمؤلفته ايرين ساري، ما نسبته من 20 إلى 25% من مجموع السكان، وهو ما يجعل العلوية أكبر أقلية دينية في تركيا.
ويتوزع العلويون في تركيا الذين يعانون من انتهاكات واسعة لحقوقهم على يد حكومة حزب العدالة والتنمية منذ وصولها الحزب الى حكم تركيا في 2001، على ثلاث مجموعات إثنية: تركية وكردية وعربية؛ حيث يشكل الترك حوالي الثلثين، بينما يشكل الأكراد قرابة الثلث، أما العرب فلا تتجاوز نسبتهم الـ 5% وهم يتركزون في ولاية هاتاي أو لواء الإسكندرون السوري المحتل، وفقل للباحثة التركية سيرين سليمانبيكاوغلو.
وينظر العلويون بخشية الى نظام أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم، فقد شهد عام 2015 أكبر تظاهرة للعلويين في تركيا، حيث خرج الالاف من الاقلية العلوية التركية في 8فبراير 2015، في مسيرة جرت في مدينة اسطنبول وطالبوا بمنحهم مزيدا من الحقوق والحفاظ على النظام العلماني في البلاد.
وحمل العلويين في تظاهراتهم شعارات تدعو الى الحفاظ على النظام العلماني في تركيا حيث يخشى بعضهم تراجع دورهم في ظل رئاسة رجب طيب أردوغان.
وتقليديا تزعم العلويون الحركة العلمانية في تركيا لاعتقادهم انها افضل طريقة لحماية حقوقهم في البلد الذي يدين غالبية سكانه بالمذهب السني من الاسلام.
بعد مقاضاة ناشط بتهمة
ومن بين المطالب الرئيسية للطائفة العلوية الاعتراف بقاعات الصلاة التابعة لهم كاماكن عبادة، حيث أنهم لا يصلون في مساجد السنة.
كما يطالب العلويون بالسماح لاطفالهم بدراسة المذهب العلوي في المدارس.

ويقول سونر شاغابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن "العلويين الأتراك، هم علمانيون ومؤيدون لمنهج كمال أتاتورك الذي يؤيد الفصل الصارم بين الدين والسياسة".
وأضاف " سونر" :" ولا يزال حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا - والذي أجرى إصلاحات وابتعد عن جذوره الإسلامية المتشددة ووصل إلى جميع شرائح المجتمع التركي - يخفق في التودد إلى العلويين الأتراك. ولتبيان الأمور بشكل صريح، يبدو أن هناك عدم توافق بين حزب أردوغان والعديد من العلويين الأتراك".
وأوضح في مقالته"هل العلويون السوريون والعلويون الأتراك متشابهان؟"، الذي نشر معهد واشنطن في أبريل 2012:" ان حكومة أردوغان تحتاج إلى التواصل مع العلويين الأتراك وبناء الثقة بينهم وذلك بعد عملياته العسكرية في سوريا ودعهما للجماعات المتطرفة".

شارك