معركة الأكراد وروسيا وتركيا على العشائر السورية.. من يفوز بالورقة الرابحة في شرق وشمال سوريا؟
معركة خفية دائرة بين الأكراد وروسيا والحكومة
السورية وتركيا، على "العشائر العربية" في ظل مساعي موسكو ودمشق لاستمالة
العشائر العربية في شرق الفرات والمنطوين تحت راية الإدارة الذاتية
لشمال وشرق سوريا.
وقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة، أن روسيا
تواصل العمل على تشكيل هيكل عسكري جديد موالي لها في منطقة شمال شرق سوريا، حيث بدأت
خلال الأيام الفائتة باستقطاب أبناء العشائر العربية ضمن مثلث القامشلي – رأس العين
– تل تمر.
وأوضح المرصد أن روسيا استطاعت أن تجمع
المئات منهم حتى الآن، حيث سيكونون كقوات رديفة لقوات الجيش السوري، بعد مساعي النظام
السابقة لجعل قوات سوريا الديمقراطية كقوات رديفة لها، إلا أن رفض الأخيرة لذلك، جعل
روسيا تتجه لخطة بديلة في محاولة منها أيضاً لتحجيم دور "قسد" في المنطقة
هناك، وكانت روسيا قد شكلت سابقاً قبل أكثر من 3 سنوات، ما يعرف بـ “الفيلق الخامس”
المنتشر في عموم الأراضي السوريا ولا سيما في الجنوب السوري، والذي يرتبط بقاعدة حميميم
بشكل مباشر.
وفي مايو الماضي مجلس سورية الديمقراطية "مسد" تم عقد ملتقى العشائر
العربية والذي يؤكد على وحدة الأراضي السورية وتحرير المناطق المحتلة، وذلك تحت شعار
"العشائر السورية تحمي المجتمع وتصون عقده الاجتماعي" وبحضور ما يقارب
5000 فرد، من وجهاء العشائر وشخصيات وقيادات سياسية وعسكرية ومؤسسات وفعاليات مدنية
ووفود من شمال وشرق سوريا.
وتسعى قوات"قسد"" لاستمالة العشائر والمكوّن العربي بصفة عامة
إلى المشروع السياسي لـ "مسد "يزداد إلحاحاً خصوصاً مع الثقل العشائري العربي
في المنطقة الشرقية دير الزور والرقة والحسكة ، وهي المنطقة التي تقع فعلياً تحت سيطرة
"قسد" وضمن مشروعها للإدارات الذاتية. وحتى ضمن الحسكة التي يشكّل العرب
مع السريان والآشوريين أكثر من 70 % من سكانها.
وتتركز قوات سوريا الديمقراطية علة الرفض الشعبي للتسليم مناطقهم الى الحكومة
السورية حيث خرج في 17 أكتوبر 2019، أبناء
العشائر العربية في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" ، في مظاهرات متفرقة، في
ريفي ديرالزور الشرقي والغربي، بعد دعوات وجهها نشطاء محليين في وقت سابق.
المظاهرات خرجت من خمس نقاط رئيسية، أربع منها في ريف ديرالزور الشرقي بمدينة
البصيرة وبلدة الشحيل وقريتي الصبحة وجديد بقارة، أما النقطة الخامسة كانت في بلدة
الحصان بالريف الغربي.
وركز المتظاهرون خلال الاحتجاجات على رفض تسليم مناطقهم للحكومة السورية والمليشيات
الموالية له. وطالب المتظاهرون التحالف الدولي بتحمل مسؤوليته، من خلال العمل على حماية
المنطقة ومنع دخول الحكومة السورية وحلفائه لها.
الصراع على العشائر ليس من قبل الحكومة السورية وروسيا، ولطكن ايضا تركيا
دخلت على الخط،محاولة استمالة العشائر في حربها ضد أكراد سوريا.
وهو ما بدا واضحا من لقاء نائب الرئيس
التركي، فؤاد أقطاي، في مارس 2019، برئيس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية،
في العاصمة التركية أنقرة، ضمن اجتماع مغلق، أكدت خلاله أنقرة مواصلة جهودها في المنطقة،
بالتزامن مع مساعيها لإنشاء منطقة آمنة على حدودها الجنوبية مع سوريا، فيما صرح المتحدث
باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن حينها بالقول: إنّ "المنطقة الممتدة من إدلب
إلى منبج، مروراً بعفرين وجرابلس على الحدود السورية التركية، تشكلت فيها منطقة آمنة
فعلياً".
من جانبه أكد الشيخ سليمان الدرويش
رئيس مجلس عشائر دير الزور:" إننا كعشائر الجزيرة
وعشائر محافظة دير الزور نرف هذا التدخل العسكري وندعو قوى العالم لوقفه وايجاد الحل
بالطرق السياسية والدبلوماسية وكذلك نرفض أي اعتداء من قبل أي اطراف اخرى و نعلن نحن
وابنائنا المقاتلين النفير العام من أجل الدفاع عن أرضنا العشائر العربية في دير الزور
والحسكة".
عشائر شرق سوريا يشكلون الورقة الرابحة لمعركة النفوذ في الداخل السوري بين
القوى المتصارعة على الكعكة السورية.
وييدو حتى الأن ان العشائر تتلمس موقفها من خلال الانفتاح على الجميع، في
محاولة لتعظيم نفوذها والذي كان مهمشا قبل 2011، وهو ما يعني ابراز القوة
العشائرية في مواجهة الصبغة الوطنية، وبحث هذه العشائر عن ما يؤمن لهم ولأفراد
قبليتهم، القوة والحماية والنفوذ، أي ان العلاقة ستكون قائمة بالدرجة الأولى على
"المصالح" في براجمتيه لزعماء العشائر.