بعد دعوة السيستاني.. الرابحون والخاسرون من إجراء انتخابات جديدة في العراق
رغم الرفض من القوى العراقية المحسوبة على إيران لإجراء انتخابات مبكرة، جاءت دعوة المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق علي
السيستاني، بإجراء انتخابات مبكرة، فضلاً عن تشريع قانون منصف في البلاد، لتشكل موقفا
واضحا من المرجعية الشيعية وفيتو ضد عدم إجراء الانتخابات.
ودعا وقال السيستاني في خطبة أمس الجمعة التي ألقاها ممثله عبد المهدي الكربلائي
في مدينة كربلاء جنوب بغداد إن "وقد أشرنا في خطبة سابقة الى أن الشعب هو مصدر
السلطات ومنه تستمد شرعيتها ـ كما ينص عليه الدستور ـ وعلى ذلك فإنّ أقرب الطرق وأسلمها
للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي الذهاب الى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي
ـ لا سمح الله ـ هو الرجوع الى الشعب بإجراء انتخابات مبكرة، بعد تشريع قانون منصف
لها، وتشكيل مفوضية مستقلة لإجرائها، ووضع آلية مراقبة فاعلة على جميع مراحل عملها
تسمح باستعادة الثقة بالعملية الانتخابية".
وشدد المرجع الشيعي الأعلى على
"إقرار قانون الانتخابات"ن قائلا :"ولكن الملاحظ تعرقل إقرار
قانون الانتخابات الى اليوم وتفاقم الخلاف بشأن بعض مواده الرئيسة، وهنا نؤكد مرة أخرى
على ضرورة الاسراع في إقراره وأن يكون منسجماً مع تطلعات الناخبين، يقرّبهم من ممثليهم،
ويرعى حرمة أصواتهم ولا يسمح بالالتفاف عليها. إنّ اقرار قانون لا يكون بهذه الصفة
لن يساعد على تجاوز الأزمة الحالية".
بيان المرجعية الشيعية يشكل ضربة لأذرع إيران في العراق والتي روجت خلال الأسابيع
الماضية، أن الدعوة إلى انتخابات مبكرة هي دعوة امريكية، وان المرجعية لا توافق على
ذلك لتكشف حجم الخلافات في البيت الشيعي ومحاولة اظهار الانتخابات من قبل القوى المحسوبة
على إيران بأنها مؤامرة امريكية وليست استجابة لمطالب الشارع العراقي الثائر.
وقد اعتبر زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق –المقرب من ايران- قيس الخزعلي، أن الدعوة
لانتخابات مبكرة في العراق هي مشروع أمريكي وقد تؤدي لحرب أهلية، قائلا في تغريدة له
على "تويتر":"تصريح البيت الأبيض كشف عن حجم التدخل الأمريكي في الشأن
العراقي وهو دليل ان مشروع الانتخابات المبكرة هو مشروع أمريكي بالأساس يُراد إحياءه
رغم ان المرجعية الدينية رفضته سابقا عندما أكدت على الانتخابات الدورية".
ويرتبط قيس الخزعلي (45 عاما) بإحدى لجان فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني
التي وافقت على استخدام العنف المميت ضد المتظاهرين بغرض الترهيب العام، وفقا لوزارة
الخزانة الأمريكية.
وأضاف الخزعلي أن "الكلمة الاخيرة كلمة المرجعية المعبرة عن مطاليب الشباب
المتظاهر" وهو ما يشكل ضربة لمساعي اذرع ايران لعدم الذهاب الى الانتخابات المبكرة
والتي تعد هي الخسارة الأكبر بحسب المراقبون.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د.احمد الميالي، أن دعوة المرجعية
الدينية الى انتخابات مبكرة سيكون الخاسر الأكبر هو تحالف الفتح بقيادة رئيس منظمة
بدر هادي العامري.
ولدى ائتلاف الفتح بقيادة العامري (47) مقعدا في مجلس النواب العراقي وهي ثاني
أكبر الكتل بعد ائتلاف "سائرون" الذي يتزعمه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر
بـ"54 مقعدا".
وأضاف احمد الميالي أن ثاني الخاسرون هو ائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء
العراقي نوري المالكي.
ويمتلك ائتلاف دولة القانون برئاسة المالكي 25 مقعدا في البرلمان العراقي، وهو
حل خامسا في انتخابات مايو 2018، بعدما كان متصدر الانتخابات في 2014.
وأوضح المحلل السياسي العراقي، لبوابة "الحركات الاسلامية" ان أبرز الرابحين من إجراء انتخابات تشريعية
جديدة، هو ائتلاف سائرون بقيادة زعيم التيار الصدري، قائلا " سائرون ستتمدد".
وحول المقاعد السنية والكردية في في البرلمان العراقي، رأى أستاذ العلوم السياسية
في جامعة بغداد أنه سيكون هناك ثبات في نسب مقاعد السنة والكرد في مجلس النواب.
وقال احمد الميالي:لابد من البحث عن عناوين واسماء جديدة لهذه الكيانات، وتقديم
مرشحين وبرامج حقيقية بعد انتهاء المخدر الطائفي وانقضاء ايقونة مواجهة داعش والخوف
من الآخر".
وتابع :"كانت هذه القوى السياسية قد أيقنت ان الأمر استقام لها وان جماهيرها
دخلت في غيبوبة وهي لاتريد أكثر مِن مواكب ومجالس عزاء، ويكفيها شعار"كل يوم عاشوراء
وكل أرض كربلاء".. لكن وجود جيل شبابي حر التفكير اسقط هذه الفرضيات واعاد الاعتبار
للشارع، لاتنفع اي تهم لتلفيقها لهؤلاء ، فالامر عاد لهم رغم من سيستفيد من هذا الوضع
ليركب الموجة ويمرر اجنداتها ".
وأوضح المحلل السياسي العراقي :"الامر الان بيد الطبقة السياسية عليها
ان تبادر بقانون انتخابات على مقاس الشارع ومفوضية مستقلة وانتخابات مبكرة ...لتكون
جزء من الحل لا جزء من المشكلة".