الكشف عن مواقع إنزال الجنود الأتراك في ليبيا.. والجيش الوطني يعد برد قوي
السبت 21/ديسمبر/2019 - 01:17 م
طباعة
حسام الحداد
كشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، مساء الجمعة 20 ديسمبر 2019، المواقع التي من المتوقع أن تشهد عمليات الإنزال للجنود الأتراك على الأراضي الليبية، وذلك بعد الاتفاقيتين اللتين أبرمهما رئيس حكومة طرابلس فايز السراج مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال المسماري في مؤتمر صحفي: "نعرف أن الأتراك قاموا في السابق بنقل مجموعات كبيرة من مسلحي جبهة النصرة وإرهابيي داعش إلى ليبيا، وفشل ذلك، كما فشلت عملية نقل مرتزقة من إفريقيا".
وتابع: "حان الأوان لتركيا أن تدخل مباشرة المعركة بجنودها وضباطها، والمناطق المرتقبة لإنزال الأتراك نعرفها. يحاولون جعل مصراتة منطقة هبوط وإبحار رئيسية، واستغلال ميناء الخمس البحري المدني لاستقبال السفن التركية والقوات التركية، وتحويل مطار معيتيقة وميناء طرابلس لاستقبال القوات التركية، ومطار زوارة وبعض مرافئ الصيد غرب طرابلس".
وتوعد المسماري بردّ قوي، وقال: "قواتنا الجوية تقوم بالاستطلاع المسلح في كامل المنطقة. تم تدمير مجموعة من المجموعات المسلحة في منطقة ماجر، وقمنا بشن ضربات في مصراتة، وهذا الموقف الجوي بالكامل يهدف لتدمير قدرات المجمووعات المسلحة ومحاولاتهم للمناورة والتحرك، ومنعهم من استقبال قوات تركية".
وكشف المسماري تفاصيل بعض الضربات الجوية التي شنها الجيش الليبي ضد المجموعات المسلحة، من بينها ماجر وزليتين والمنطقة الواقعة بين مصراتة وزليتين. وقال: "في الوقت الذي تقوم فيه القوات البرية بالزحف الثابت نحو قلب العاصمة، بدأت الانشقاقات والمشاكل تدب بين تلك المجموعات".
وأوضح المسماري أنّ هناك "مجموعات إرهابية ومرتزقة أفارقة يتقدمون نحو سرت، ونظرا لتسارع الأحداث فإن الطائرات المقاتلة قصفت هذه المجموعة".
وتوجه إلى الشعب الليبي بالقول: "المسؤولية ليست للقوات المسلحة وحدها وإنما هي مسؤولية كل ليبي حر وشريف".
شباب مصراته:
وقد أكد شباب مدينة مصراته المقيمون في الشرق الليبي رفضهم التدخلات التركية في الشؤون الداخلية، ودعمهم الكامل للقيادة العامة للجيش الليبي.
وأعلن شباب المدينة الليبية، في بيان مصور، دعمهم للجيش الوطني في تحرير العاصمة طرابلس من الجماعات الإرهابية والمليشيات الإجرامية، كما أدانوا التدخل والتوغل التركي في ليبيا، وما يقوم به المجلس الرئاسي غير الشرعي من خيانة وعمالة للمستعمر العثماني، حسب البيان.
ودعا شباب مصراته المقيمون في بنغازي (شرق ليبيا) أقرانهم داخل مصراته (غرب ليبيا) إلى عدم الانصياع لرغبات من يتولون زمام الأمور في المدينة المختطفة، ويحاولون جرهم لحرب هم الخاسرون فيه ضد القوات المسلحة، كما دعوا شباب مصراته لاتباع دعوات القوات المسلحة وترك السلاح والالتفاف حول القوات المسلحة.
وتسيطر على مدينة مصراته عدد من المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية التي تمثل ذراع تنظيم الإخوان.
التدخل التركي وتركيبة مصراته
وعلى صعيد أخر فقد أشعل التدخل التركي فتيل الانشقاقات الداخلية بين تركيبات مدينة مصراته الليبية، التي تبعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس.
مصراته ذات المكونات الاجتماعية المتعددة بين العرب والأتراك والشراكسة والمليشيات المسلحة التي يتجاوز عددها 117 مليشيا كانت على شفى التصادم الداخلي.
تركيبة صناعة القرار داخل المدينة -حسب محللين- لا تتسم بالتوافق، في ظل تعدد مراكز القوى الموزعة على 3 تيارات رئيسية، التيار الأول يدعم التفاوض لكن بشروط ويقوده رئيس مجلس الدولة السابق عبدالرحمن السويحلي.
وحسب الباحث أحمد عبدالعليم المختص بالشأن الليبي في تصريحاته لبوابة العين الإخبارية فإن الشروط التفاوضية المعلنة تتضمن الإفلات من العقاب للمنخرطين في أعمال عنف بمدينة مصراته، وضمانات عدم الملاحقة لمليشياتها مع تفعيل الفيدرالية، بجعل المدينة إقليما رابعا إلى جانب طرابلس في الغرب وبرقة في الشرق وفزان في الجنوب.
وفيما يخص التخوف من الإفلات من العقاب أعلن اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، مرارا موقف الجيش من تلك الشروط ورفضه التفريط في محاكمة أي شخص انخرط في العمليات الإرهابية، علاوة على رؤية المشير خليفة حفتر بضرورة وجود جيش وطني قوي لدولة ليبية موحدة.
أما التيار الثاني فيرفض بشكل تام أي تفاوض مع الجيش، ويقوده الإرهابي صلاح بادي، الذي يعتبر أن الأولوية لقتال الجيش الليبي ومحاولة تعزيز الدعم العسكري للمليشيات في تلك المرحلة.
يحظى هذا التيار بدعم قطري وتركي بشكل رئيسي، من أجل تأجيج الصراع الليبي عبر تقديم جميع المساعدات الممكنة مالياً وعسكرياً من أجل عدم سقوط طرابلس وباقي المدن التي تسيطر عليها المليشيات.
أما التيار الثالث فيدعم التحالف مع الجيش، ويمثله التيار المدني الليبرالي الذي يقوده فوزي عبدالعال وزير الداخلية السابق في الحكومة الانتقالية التابعة للمجلس الوطني الانتقالي، حيث يمثل هذا التيار الرؤية الداعية للتفاوض والتحاور مع الجيش الوطني الليبي، ويعد هذا التيار هو الأكثر قرباً من الجيش في ظل عدم محاولاته فرض شروط مجحفة ورفض عسكرة الصراع في ليبيا، وتشير بعض التقارير إلى وجود مفاوضات غير مباشرة بين عبدالعال والجيش الليبي في الفترة الأخيرة.
مهلة 3 أيام
وفي وقت سابق أعلن اللواء أحمد المسماري، فجر الجمعة، عن 3 أيام مهلة نهائية لمليشيات مدينة مصراته للانسحاب من مدينتي سرت وطرابلس.
وأوضح المسماري، خلال بيان مصور، استمرار استهداف مدينة مصراته يومياً دون انقطاع وبشكل مكثف إذا لم تسحب مصراته مليشياتها من طرابلس وسرت خلال 3 أيام، بحد أقصى تنتهي مدتها الساعة 12 مساء يوم الأحد المقبل.
وأكد البيان أنه في حال ما تمت تلك الانسحابات فإن سلاح الجو الليبي الذي رفع قدراته عدداً ونوعاً في شرق وغرب وجنوب البلاد يعلن ومن باب قوة إنه لن يتم استهداف المنسحبين من طرابلس وسرت إلى مصراته لمدة 3 أيام فقط لا أكثر، مع الاحتفاظ بحق استهداف أي معدات جديدة يتم نقلها لمصراته وتخزينها فيها.