غارات مكثفة للجيش الوطني الليبي على مسلاتة وسرت ووعد بنقل المعركة إلى المتوسط
السبت 21/ديسمبر/2019 - 01:28 م
طباعة
حسام الحداد
في تصاعد جديد للأحداث في الشأن الليبي وتهديدات للجيش الوطني باستعانة السراج وحكومته الموالية للإخوان بالجيش التركي، جاء الرد قوي وواضح وصريح حيث أكد الجيش الوطني الليبي، السبت 21 ديسمبر 2019، أنه لا تمديد لمهلة الثلاثة أيام الممنوحة لميليشيات الوفاق في مصراته، مشدداً على قدرته على صدّ أي عدوان تركي، وأن قواته البحرية ستنقل المعركة إلى المتوسط.
ونقلت العربية نت وغيرها من المواقع الإخبارية عن وسائل إعلام ليبية، السبت، عن وجود ضربات جوية للجيش الليبي، استهدفت مواقع لمسلحي "الوفاق" في جنوب مدينة مسَلّاتة.
فيما أعلن الجيش الليبي سيطرته على منطقة البركات بضواحي مسَلّاتة، كما شن الجيش غارات على مركبات مسلحة انسحبت من مدينة ترهونة.
يأتي ذلك فيما لقي 19 عنصراً من تشكيلات حكومة الوفاق الليبية، مصرعهم، بينهم 11 سورياً، بغارة جوية للجيش على سرت، ليل الجمعة.
واستهدفت الضربات الجوية سيارات مسلحة بعد انسحابها من ترهونة جنوب غربي زليتن.
كما قصف سلاح الجو الليبي مواقع للوفاق بمدينة مسلاتة، وثارت اشتباكات بين الجيش الليبي وقوات الوفاق وسط المدينة، بعد تقدم الجيش خلال مطاردته المجموعات المسلحة التي هاجمت مدينة ترهونة، الخميس.
ومن جراء الاشتباكات المذكورة بين الجيش ومسلحي الوفاق، سقطت عدة قذائف على منطقة الوسط بمدينة مسلاتة، وتصاعدت سحب الدخان من تلك المواقع.
ويرجح مراقبون عسكريون أن تسقط مدينة ترهونة في يد الجيش خلال الساعات القادمة، السبت.
هذا واشتعلت جبهتا طرابلس ومصراتة في ليبيا، الجمعة، على وقع تفاقم الأزمة في البلاد، وتصاعد التوتر على خلفية التدخل التركي.
ففي طرابلس، أعلن المركز الإعلامي لغرفة الجيش الوطني الليبي عن قصف طيران عنيف في مختلف محاور جنوب العاصمة.
في الأثناء، أعلن المركز تجدد الاشتباكات بين قوات الجيش الوطني والميليشيات التابعة لحكومة "الوفاق" في محور الرملة غرب مطار المدينة العالمي. وقال الجيش إن سلاح الجو استهدف مواقع عسكرية في مصراتة تستخدم لتخزين الأسلحة التركية.
وأعلنت قناة "ليبيا" على "تويتر" أن سلاح الجو التابع للجيش الوطني الليبي استهدف مواقع كتائب "الوفاق" بمعسكر ماجر جنوب مدينة زليتن.
مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي الوطني الليبي، اللواء خالد المحجوب، قال في تصريحات خاصة لقناة "روسيا اليوم" إن "المعارك تزداد شراسة في ليبيا.. ونحن الآن على تخوم منطقة صلاح الدين بطرابلس".
وأضاف أن "العالم كله يقف ضد الإرهاب ولن يقبل التدخل العسكري التركي.. موافقة حكومة الوفاق على التدخل العسكري التركي لا تشغلنا.. سوف نقاتل حتى النهاية".
وكان المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، أمهل ميليشيات مصراتة 72 ساعة للانسحاب من سرت وطرابلس.
المسماري أضاف أن الجيش الوطني لن يستهدف أي قوات تعود من طرابلس وسرت إلى مصراتة خلال أيام المهلة الثلاثة فقط.
وقال إن طلب السراج من تركيا التدخل في ليبيا "ما هو إلا محاولة للنجاة من الغرق"، على حد تعبيره.
في الجهة المقابلة، ذكرت وسائل إعلام ليبية أن تركيا حوّلت أسلحة إلى مدينة مصراتة، تمهيداً لنقلها إلى الفصائل الموالية لحكومة الوفاق في العاصمة طرابلس.
المصادر نفسها أوضحت أن عناصر من تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا غادروا إلى تركيا للاجتماع بقيادات من تنظيم الإخوان الدولي ومسؤولين أتراك لتنسيق الدعم.
فيما تشهد دول عربية مشاورات مع ليبيا ودول أوروبية لرفع مسألة دعم تركيا بالسلاح لميليشيات مسلحة في ليبيا إلى مجلس الأمن.
من جانبها قالت حكومة "الوفاق"، في بيان لها، إنه على إثر اجتماع وصف بالاستثنائي لمجلس الوزراء برئاسة فايز السراج وافق المجلس بالإجماع على تفعيل مذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري بين حكومة الوفاق والحكومة التركية.
وفي طلب اعتبر بأنه يعكس مدى ضعف وضع "الوفاق" على أرض المعركة، خرج فايز السراج مطالباً كلاً من تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا والجزائر بتفعيل الاتفاقيات الأمنية مع ليبيا للدفاع عن طرابلس، على حد قوله.
ووسط الصراع في الداخل الليبي تواصل الأمم المتحدة مساعيها لإنجاح مؤتمر برلين للسلام، داعية في كل مرة لحلول سياسية بعيداً عن أرض الاشتباكات.