استمرار مسلسل الاستثمارات المشبوهة بين قطر وأنقرة.. اردوغان يبيع أراضي بلاده لتنظيم الحمدين

السبت 21/ديسمبر/2019 - 02:30 م
طباعة استمرار مسلسل الاستثمارات فاطمة عبدالغني
 
لم يعد الحديث حول مسلسل الاستثمارات المشبوهة بين الجانبين تركيا وقطر يثير الدهشة لدى شعوب المنطقة، فكما اتفقا تميم واردوغان علي دعم الاخوان المسلمين وجميع اشكال واطياف الجماعات المتطرفة بجميع البلدان العربية، كان لابد من ضريبة مادية تعود بالنفع الخاص لكل منهما دون مطالبة الشعوب بجزء منها فكان من حق النظام القطري الاستحواذ علي الاستثمارات والاراضي عبر التسهيلات التركية المقدمة من اردوغان شخصياً وكان من نصيب اردوغان نشر التطرف والارهاب في المنطقة تنفيذاً للحلم العثماني القديم للسيطرة علي ثروات الوطن العربي.
واستمرارًا لهذا النهج كشفت الصحافة التركية المعارضة منذ أسبوع عن صفقة جديدة بين النظام التركي وحليفه القطري، بشراء والدة الأمير تميم بن حمد آل ثاني، الشيخة موزة، قطعة أرض كبيرة على طريق قناة إسطنبول، التي يثير مستقبلها جدلًا بين النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، والمعارضة ممثلة في رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو.
وقالت صحيفة "سوزجو" التركية، إن "موزة" اشترت قطعة أرض تقدر مساحتها بـ44 فدانًا وتقع على طريق قناة إسطنبول، في ديسمبر من العام الماضي 2018، في صفقة سرية تمت بعد حوالي شهر من إنشاء موزة لشركة بمنطقة باشاق شهير بمدينة إسطنبول برأس مال يقدر بـ100 ألف ليرة تركية.
وأضافت الصحيفة المعارضة أن "المجادلات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، حول مشروع قناة إسطنبول، زاد من شهية المستثمرين العرب. إذ إن أفراد العائلة الأميرية في قطر قد اشتروا أيضًا عدة أراض على طريق قناة إسطنبول، بعد تأسيس موزة بنت ناصر المسند، لشركة في تركيا، وقامت بشراء قطعة أرض تبلغ 44 فدانًا على طريق قناة إسطنبول بحي آرنافوتكوي".
وكان موقع "تركيا الآن" التابع للمعارضة التركية، أشار  في تقرير سابق إلى أن الشيخة موزة، زوجة أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، أسست شركة "تريبل إم" العقارية للسياحة والتجارة في 8 نوفمبر 2018، برأس مال قدره 100 ألف ليرة تركية، كما اشترت الشيخة موزة 45.45 % من أسهم الشركة المقدرة بـ100 ألف سهم، بينما اشترت زوجة نائب رئيس وزراء قطر الأسبق، عبد الله بن حمد العطية، منيرة بنت ناصر المسند شقيقة «موزة» 31.82 % من أسهم الشركة، بينما اشترت شنا ناصر المسند 22.73 % من أسهم الشركة.
وتابع موقع تركيا الآن: تظهر صورة الأرض في خرائط خطط التطوير على أنها حقل مفتوح. ولفت الانتباه إلى أن الأرض ربما يكون قد تم شراؤها بسعر 12 - 13 مليون ليرة تركية، إذ إن السماسرة كانوا يبيعون المتر المربع الواحد بـ300 ليرة، كما أن القيمة الحالية للأرض تبلغ 20 - 25 مليون ليرة تقريبًا، وأن قيمتها قد تزيد عدة مرات مع خطط التعمير الجديدة المزمع إنشاؤها بعد مشروع قناة إسطنبول.
أثارت تلك الصفقات غضب الجميع حتي المعارضة التركية ضد النظام الحاكم لتساهله في تقديم تنازلات لصالح قطر، حيث علقت نائبة أنقرة عن حزب الشعب الجمهوري، غمزة طاشجيار، على الأراضي التي بلغت 44 فدانًا على طريق قناة إسطنبول، واشترتها الشيخة موزة، والدة أمير قطر، متسائلة: "هل تلك الأراضي مقابل القصر الطائر؟"، في إشارة منها إلى الطائرة المهداة من أمير قطر لأردوغان منذ عام تقريبًا.
وقالت غمزة في كلمتها بالبرلمان التركي، إن تلك الأراضي تم شراؤها بعد شهرين ونصف الشهر من إهداء أمير قطر "القصر الطائر" لأردوغان.
وفي تصريح لجريدة "سوزجو" التركية قالت: "من المثير للتفكير أنه تلك الأراضي بيعت، بعد حوالي شهرين ونصف الشهر من التاريخ الذي ظهر فيه إهداء أمير قطر (القصر الطائر)، البالغ قيمته 500 مليون دولار. ودافع القصر الحاكم عن هذه الطائرة بأنها هدية. والآن ظهر موضوع هذه الأراضي. يعنى أن والدة أمير قطر أنشأت شركة واشترت هذه الأراضي بعد الطائرة".
وتابعت: "من أعطى ضمانًا بأن أمير قطر سيقوم بإعمار هذه الأراضي الزراعية؟ وممن أخذ عهدًا بإنشاء مشروع قناة إسطنبول؟ هل كل هؤلاء صدفة؟ من أظهر هذه الأرض لوالدة الأمير؟ هل هذه الأراضي مقابل القصر الطائر؟".
ونقل موقع "تركيا الآن"، عن المتحدث الرسمي باسم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، فائق أوزتراك، التأكيد على سخط المعارضة التركية من شراء الشيخة موزة للأراضي المحيطة بقناة إسطنبول، موضحاً أن قناة إسطنبول التي يتحدث عنها النظام الحالي لم تعد تسمى قناة إسطنبول، بل صارت تسمى قطر إسطنبول في هجومٍ له على سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخارجية، وتنازله وبيعه لمساحات شاسعة من الأراضي على طريق القناة، للشيخة موزة بنت ناصر والمقربين منها وتأجير جنوده لخدمتها، وكذلك تضحيته بالجيش التركي لتحقيق مصالحه الشخصية بخوض حرب ضد الجيش الليبي.
بالتزامن مع الحملة الغاضبة التي شنتها المعارضة التركية على الصفقة التركية القطرية الأخيرة أكد وزير الخارجية القطرية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على استمرار التحالف بين الدوحة وأنقرة، قائلًا "لن ندير ظهورها لتركيا أبدًا"، وأشار آل ثاني خلال حوار له مع قناة "سي إن إن"، إلى أن تركيا قامت بمساعدة قطر على مدار عامين ونصف في أزمتها الأخيرة، وأضاف "أي دولة فتحت الباب لنا وساعدتنا خلال أزمتنا، سنظل ممتنين لها، ولن ندير لها ظهرنا أبدا".
وتعقيبًا على الجدل الذي أثير حول الصفقة القطرية التركية الأخيرة، وما يدور حول ذلك من تقديم الحكومة التركية لتسهيلات كبيرة لنظام الحمدين، قال أردوغان أثناء حديثه للصحفيين المرافقين له في زيارته لماليزيا للمشاركة بقمة كوالالمبور الإسلامية: "الشيء الأسوأ حول قناة إسطنبول هو ما قاله البعض عن مجيء والدة أمير قطر وشرائها أرضًا من هنا، وما إلى ذلك. لكن هل هناك شيء قانوني يمنع شراء والدة أمير قطر أراضي في بلادنا؟".
ووجه صحفي سؤالًا لأردوغان نصه "فيما يتعلق بقناة إسطنبول، هناك من يرى أن هذا المشروع مشروع ربحي، وأنها ستحاط بالخرسانة، وهناك أحاديث كثيرة عن شراء والدة أمير قطر قطعة أرض منها، وأن هناك تزويرًا متعلقًا بهذه القناة... فما رأيك في هذا الموضوع؟".
وأجاب أردوغان: "كثيرون يشترون الأرض في بلادنا، فلماذا الانزعاج من والدة أمير قطر؟ أمير قطر نفسه اشترى قطعة أرض أخرى".
وقال أردوغان إن المعارضة "ما كانت لتتفوه بكلمة واحدة لو كان المشتري شخصاً غربياً".
وتابع: "يجب على المعارضة أن تنظر إلى الدول الغربية والولايات المتحدة، هذه الدول تبيع مساحات واسعة من أراضيها لرجال الأعمال وزعماء وقادة الدول الأجنبية".
وبحسب المراقبون فإن الصفقة القطرية التركية الأخيرة ليست بجديدة علي النظامين الداعمين للإرهاب بالمنطقة العربية، وليست سوى استمرارًا لمسلسل العلاقات المشبوهة بين نظامي تميم وأردوغان، ومخططاتهما الإرهابية في المنطقة، والتدخلات المستمرة في شئون الدول.

شارك