سلاح ذو حدين.. حقيقة التهديدات الإيرانية لدول الخليج بمنعها من تصدير النفط
الأحد 22/ديسمبر/2019 - 11:50 ص
طباعة
نورا بنداري
في ظل انخفاض حاد يضرب صادرات النفط الإيراني جراء العقوبات الأمريكية التي منعت العديد من الدول من الحصول على النفط الإيراني، واصل مسؤولو الملالي إطلاق تهديداتهم مجددًا، بمنع الدول الأخرى التي تمتلك نفطًا من تصديره إذا لم تستطع إيران تصدير نفطها، وذلك بعد أن اتبعت إيران أساليب غير مشروعة؛ لمحاولة حل أزمتها النفطية، فلجأت إلى تهريب النفط وبيعه في السوق السوداء بأسعار بخسة، إلا أن ذلك لم يحل أزمتها، فلجأت إلى إطلاق التهديدات مرة أخرى.
وهذا التهديد أطلقه «حسين دهقان» مستشار المرشد الإيراني، «خامنئي» في 16 ديسمبر 2019، قائلًا: «إذا لم يُسمح لإيران بتصدير النفط فلن يصدره الآخرون»، وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام الإيرانية، وقد جاء هذا التهديد بعدما أعلنت الرئاسة الإيرانية، أن هناك انخفاضًا شديدًا في صادرات إيران النفطية؛ بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، التي أثرت بشدة على قطاع النفط الإيراني، وأدت إلى تراجع صادراته إلى مليوني برميل في اليوم، ومن ثم حرمان إيران من حوالي 80% من العائدات النفطية، وهذا لم يحدث لإيران منذ سنوات عديدة، وقد كان هذا ما دفع نظام الملالي إلى رفع أسعار البنزين لثلاثة أضعاف؛ ما أدى إلى حدوث احتجاجات شعبية ضد هذا القرار.
ويؤكد هذا التهديد، أن إيران هي من خططت للهجوم على المنشآت النفطية لشركة «أرامكو» السعودية في منتصف سبتمبر 2019، من خلال ميليشياتها الإرهابية باليمن؛ بهدف منع السعودية من إنتاج النفط، كما يشير هذا التهديد أيضًا إلى احتمال قيام إيران بارتكاب مزيد من هذه الهجمات الإرهابية؛ حتى توقف تصدير النفط السعودي، ومن ثم تمكنها من تصدير نفطها.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُطلق فيها مسؤولو الملالي مثل هذه التهديدات، ففي يوليو عام 2018 أشار «قاسم سليماني»، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، إلى أن الحرس الثوري مستعد لتطبيق التهديدات الإيرانية، بمنع صادرات النفط الإقليمية، إذا تم حظر مبيعات الخام الإيرانية، معلنًا تأييده للتهديدات التي أطلقها الرئيس الإيراني «روحاني» الخاص بمنع الدول الأخرى من تصدير النفط، إذا تم منع إيران من بيع نفطها.
وفي إطار هذا، أوضح أحمد قبال، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تهديد النظام الإيراني هذه المرة بعرقلة تصدير نفط دول المنطقة على لسان مستشار «خامنئي»، ليس الأول، ولن يكون الأخير، طالما تعاني إيران من عدم قدرتها على تصدير نفطها.
ولفت «قبال» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن الهدف من هذا التهديد إيصال رسائل متعددة، أولها إلى الولايات المتحدة والغرب، ومفادها أن العقوبات الأمريكية على قطاع النفط والطاقة الإيراني لا يجب أن تتطور إلى إجراءات عسكرية لمنع ناقلات النفط الإيرانية من المرور بالخليج العربي، وأن تلك الخطوة من شأنها التأثير على السوق العالمية للنفط، وصولًا إلى أزمة اقتصادية عالمية، وأن على دول الاتفاق النووي الضغط على الولايات المتحدة لوقف العقوبات أو العمل على تمكين إيران من تلافي آثارها.
وأضاف أن الرسالة الثانية إلى دول إقليمية خليجية يعتمد اقتصادها على النفط، وتسعى لفرض مزيد من العقوبات الأمريكية، ومفادها أن مزيدًا من التوتر مع الولايات المتحدة سيؤثر على اقتصاديات تلك الدول بشكل مباشر؛ خاصة أن لدى إيران أذرعها في اليمن، وقد تورطت بالفعل، ووفق معطيات كثيرة في دعم هجمات على منشآت نفطية سعودية.
والرسالة الثالثة، وفقًا لـ«قبال»، يوجهها للداخل الإيراني، ومفادها أن النظام ورغم الاحتجاجات الشعبية التي عمت الدولة الإيرانية بالكامل قادر على توجيه التهديدات، وأنه مازال يقف صامدًا ضد العقوبات الأمريكية.
وأشار «قبال» إلى أن التهديد الإيراني على هذا النحو يمثل سلاحًا ذا حدين، فإما أن تتأثر تلك الأطراف الإقليمية والدولية بالتهديد الإيراني، وتعيد حساباتها بما يحقق المصلحة الإيرانية، وإما أن تسهم تلك التهديدات في تبني تهديدات مماثلة في المقابل، ومن ثم المزيد من التصعيد.