تركيا وداعش.. ما وراء عودة الدعم العسكري الأمريكي الكبير لأكراد سوريا

الأحد 22/ديسمبر/2019 - 11:52 ص
طباعة تركيا وداعش.. ما علي رجب
 

 

في ظل الخلافات بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، عادت واشنطن في دعم أكراد سوريا بقوة في ظل عودة نشاط "داعش" وقطع الطريق على تحالف الأكراد مع روسيا بما يهدد نفوذ واشنطن في سوريا، حيث لم يبقى الا الأكراد أبرز الحلفاء للولايات المتحدة في الشام.

وأرسلت التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، دعم عسكري كبير لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في ظل الخلاف السياسي الأمريكي التركي، وعودة خلايا تنظيم "داعش" للنشاط في سوريا.

ودخلت قافلة مساعدات عسكرية من "التحالف الدولي" تضم أكثر من 100 شاحنة دخلت من معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، مكون من عربات عسكرية دفع رباعي، وسيارات "همر" دعماً لقوات سوريا الديمقراطية، حيث أفرغ قسم من الرتل في قاعدة هيمو في القامشلي والقسم الاخر توجه نحو مناطق الحسكة و ديرالزور.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 15 ديسمبر ، دورية تابعة للقوات الأميركية انطلقت من قاعدة هيمو في القامشلي إلى مدينة الحسكة، وانقسمت الدورية المؤلفة من 4 مدرعات إلى قسمين، حيث اتجهت مدرعتان إلى دوار الاطفائية ومثلها إلى دوار سينالكو، وتوقفت المدرعات في المناطق أنفة الذكر لنحو 6 ساعات دون أن تقوم بأي شيء، قبل أن تغادر المدينة باتجاه القاعدة الأمريكية في استراحة الوزير، وسط تحليق لطائرات أميركية في سماء المنطقة.

 وعلم المرصد السوري أن الشاحنات التي دخلت السبت 21 ديسمبر 2019، إلى داخل الأراضي السورية يوم أمس عبر معبر الوليد الحدودي مع العراق، توجهت صباح اليوم إلى الحسكة ومنها إلى بلدة الشدادي، إذ كانت 100 شاحنة تابعة للتحالف الدولي وتحمل على متنها معدات لوجستية وعسكرية دخلت الأراضي السورية يوم أمس السبت وتوجهت إلى القامشلي.

 

الدعم الأمريكي الجديد، لقوات "قسد" التي يغلب عليها العنصر الكردي، له عدة أسباب أبرزها أن عودة واشنطن إلى الاعتماد على الورقة الكردية  في وجه تنظيم "داعش" الذي يظهر عودة  متصاعدة في سوريا، بعد  وجود علاقات خفيفة بين التنظيم والنظام التركي، وهو ما كشفع مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في 27 أكتوبر الماضي.

 

ثاني الأسباب، هو الخلافات المتصاعدة بين إدارة ترامب وأردوغان، في ظل تعنت الاخيرة  وتهديده للاستراتيجية الأمريكية في سوريا، عبر تحالفاته مع روسيا وإيران، وتهديد الحليف الكردي لواشنطن، وأيضا التعاون الكبير بين أنقرة وموسكو اتجاه تركيا للاعتماد على السلاح الروسي، وتهديد أردوغان بإغلاق قاعدة انجرليك الامريكية، وهو ما يؤدي الى عودة واشنطن بقوة إلى الاعتماد على الأكراد في سوريا والعراق.

ثالث الأسباب التي تؤدي إلى الدعم الكبير لقوات سوريا الديمقراطية من قبل واشنطن، هو الحفاظ على الورقة الكردية في مفاوضات التسوية السورية، والحفاظ على مكاسب الولايات المتحدة في الداخل السوري وخاصة حقول النفط التي تقع تحت السيطرة الأمريكية .

 

 

 

 

شارك