قبيل الكريسماس.. لهذه الأسباب منصات «داعش» الإعلامية خارج الخدمة

الإثنين 23/ديسمبر/2019 - 01:07 م
طباعة قبيل الكريسماس.. شيماء يحيى
 
تحت شعار «باقية وتتمدد» استمر تنظيم «داعش» الإرهابي بث رسائله الدعائية، المعروفة بديوان الإعلام المركزي، حتى بعد خسارته في الداخلين السوري والعراقي، وما إن تلقى التنظيم صفعة قوية بمقتل زعيمه «أبوبكر البغدادي» أكتوبر 2019، تلقى صفعة جديدة، كانت صفعة رقمية، استهدفت مواقع التواصل الاجتماعي، ومنصات التنظيم على الإنترنت، والتي تبث دعاية التنظيم تمجيدًا في عملياته الإرهابية.
وقال جهاز شرطة الاتحاد الأوروبي «اليوروبول» إنه خلال شهر أكتوبر ونوفمبر أوقف 26 ألف مادة مرتبطة بالتنظيم الإرهابي، كانت تلك المواد الموقوفة عبارة عن تسجيلات فيديو، وحسابات لمواقع التواصل الاجتماعي، أنشأها التنظيم لترويج أفكاره، ما أدى إلى خفوت أصواته التي تهدد الأمن العام في أعياد الميلاد (الكريسماس) بالدول الأوروبية.
وبالتزامن مع الكريسماس، الذي ينتهزه «داعش» لتجمع الحشود به للاحتفال، ستكون الدول الأوروبية، خاصةً، هدفًا لتنفيذ «داعش» عملياته الإرهابية؛ وذلك إحياءً لذئابه المنفردة، التي يستخدمها في عملياته النوعية للانتقام، على الرغم من تشديد الإجراءات الأمنية، وربما يستخدم التنظيم الإرهابي خلاياه النائمة كسلاح لتنفيذ المزيد من الهجمات.
وأضاف «اليوروبول» أنه تصدى لعمليات الدعاية لتنظيم «داعش» بمساعدة 9 منصات من كبرى منصات الإنترنت، من بينها جوجل وتويتر وإنستجرام وتليجرام.
وكان الاعتماد الأكبر الذي يتكئ عليه تنظيم «داعش» في القيام بعملياته الإرهابية، الفتاوى والتعليمات القيادية، كل تلك المعلومات كانت تتداول بين أعضاء التنظيم عبر أدوات اتصال مشفرة، وجروبات تشبه الغرف المغلقة على برنامج «تليجرام»، المفضل لـ«داعش»، الذي يتميز بخاصية التدمير الذاتي، بجانب الخصوصية الشديدة جدًا في نظام المراسلات.
تراجع الإعلام الداعشي
وفقًا لـ«مرصد الأزهر» المصري في 14 سبتمبر 2019، فأنّ منصات «داعش» الرئيسية مثل «فيسبوك»، و«تويتر»، و«يوتيوب»، و«تيليجرام»، أصبحت تستقبل عددًا قليلًا من نشطاء التنظيم الإرهابي، ولذلك صب داعش تركيزه على تطبيقات المراسلة الخاصة بالشركات، وألعاب الإنترنت المباشرة، كما حاول التنظيم تدشين صفحات ثابتة على مواقع «تمبلر-Tumblr»، و«وردبريس دوت كوم-Wordrpress.com»، ولكن دون جدوى.
وأصدر «اليوروبول» دراسة عن المنصات الإعلامية في تنظيم «داعش» خلال العام 2018، مؤكدًا أن هناك تراجعًا بشكل ملحوظ سواء على مستوى كم الإصدارات التي يبثها التنظيم، أو تراجع المحتوى الدعائي في جودة الفيديوهات التي يبثها التنظيم، فبعد فترة طويلة من إنتاج محتوى عالي الجودة، لجأ إلى إعادة تدوير المواد المنشورة سلفًا على المنصات الإعلامية الداعشية.
ومنذ عام 2015 جندت المجموعات المتطرفة في سوريا أكثر من 20 ألف عنصر لخدمتها، وكان سبب انضمام هؤلاء لتنظيم «داعش» إيجادهم استخدام الدعاية ووسائل التواصل الاجتماعي؛ ما أتاح للتنظيم توسيع نطاقه من نزاعٍ يقتصر على فئة معينة في سوريا والعراق إلى عنصر جذب عالمي. التحالف الدولي
تشكل التحالف الدولي ضد «داعش» في سبتمبر 2014، ويلتزم التحالف بإضعاف «داعش» وتعطيل القدرة على العمل عبر الإنترنت، وإلحاق الهزيمة به، فاستخدام التنظيم وسائل الإعلام الرقمية المرتبطة بالأعمال الإرهابية هو أمر موثق جيدًا، ويسعى التحالف إلى إعادة ترتيب ما يرد في الحيز المعلوماتي الذي يعمل فيه «داعش» والتأكد من أن تقلص أراضي التنظيم يتبعه هزيمة على المستوى الأيديولوجي، وفي أكتوبر 2017، كانت منتجات «داعش» الدعائية أقل بنسبة 85 % عما كانت عليه في أغسطس 2015.
المنصات الدعائية لـ«داعش»
واعتمد تنظيم «داعش» منذ اللحظة الأولى من إنشائه على شبكات الإنترنت لنشر أخباره، والترويج لأفكاره على شبكات التواصل الاجتماعي، التي امتلك بها حسابات عديدة، منها «شبكة شموخ الإسلام» و«منتدى الاعتصام» و«السحاب» و«الملاحم»، كما أصدر التنظيم مجلة «دابق» باللغتين العربية والإنجليزية، وبنسختين إلكترونية وأخرى ورقية، ومجلة «رومية» الإلكترونية وغيرها.
وتم تصنيف أجهزة تنظيم «داعش» الإعلامية، مؤسسات إرهابية من قبل الولايات المتحدة، في 23 مارس 2019، فمنها: «وكالة أعماق للأنباء» و«مركز الحياة الإعلامي» اللذان يعدان جزءًا من جهاز الدعاية الخاص بالمنظمة الإرهابية، عملا من سوريا والعراق، وتدعمان التنظيم بنشر الرسائل الإرهابية، والتجنيد، واختص «مركز الحياة الإعلامي» بأشغال التوظيف والنشر الإعلامي بلغات عالمية عدة.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، في 11 أبريل 2019، عن تدمير موقع صحيفة «النبأ» التابعة لتنظيم «داعش» في تلال حمرين، المختبئة بإحدى المغارات، وكانت تتضمن أدوات إعداد للصحيفة من طابعات وحاسبات.
وتعد «ناشر نيوز» إحدى المنصات المختصة بنشر أخبار التنظيم، ومن خلالها بث «داعش» رسالة مسجلة مدتها 44 دقيقة، توعد بها بالثأر للهجوم الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، ودشنت قناة رسمية في 29 نوفمبر2019 على منصة «تام تام»، بعد أسبوع من تضييق الخناق على منشوراتها.
وأنشأ التنظيم نحو 10 قنوات وصفحات على تطبيق «BCM» الذي كان منصة للتنظيم بهدف الترويج للأفكار، ويضمن التطبيق السرية التامة للمستخدمين، ويؤمّن التواصل وعدم القدرة على الاختراق، ويتيح إمكانية جمع الأموال عبر عملة «البتكوين» الرقمية، وله القدرة على تخزين مقاطع الفيديو، ونقل المعلومات المشفرة في أي مكان بالعالم، وتمكن «داعش» من إضافته على متجر «جوجل بلاي» ومتجر «آبل».

شارك