بعد مقتل الأردني.. «حراس الدين» فشلوا في حراسة قائدهم واتهمو ا«تحرير الشام»
الإثنين 23/ديسمبر/2019 - 01:17 م
طباعة
سارة رشاد
في ظل مشهد مشتعل تعيشه مدينة إدلب، شمال غرب سوريا، نشرت وكالة أنباء محسوبة على الميليشيات المسلحة، أخبارًا عن مقتل زعيم ما يسمى تنظيم «حراس الدين»، المعبر عن تنظيم القاعدة بسوريا، الأحد 22 ديسمبر 2019.
ووفقًا لما نقلته الوكالات والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فالعملية تمت بمعرفة التحالف الدولي الذي استخدم طائرة بدون طيار استهدفت سيارة القيادي القاعدي.
وفي تدوينة له على موقع تويتر، قال رئيس ومؤسس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني: إن المقتول يدعى «أبو خديجة الأردني»، وتم استهدافه بشكل شخصي، إذ تم رصده في سيارته بصحبة زوجته وأبنائه.
وتسبب الحدث في إضفاء مزيد من التوتر على المشهد بمدينة إدلب، إذ تفاوتت ردود الفعل على تويتر بين مستنكر، قال: إن أمريكا بدلًا من أن تتدخل لدعم من أسماهم بـ«الثوار» جاءت لتصفي أحد عناصرهم على حد قوله. في المقابل كانت وجهات نظر مناهضة لتنظيم «حراس الدين»؛ إذ كتب أحدهم «أي دين سيحرسوه وهم لا يتمكنوا من حراسة قائدهم».
اتهامات لـ«تحرير الشام»
رغم اتساع مساحة هذه المشاحنات إلا أنها لا تقارن بما سيسفر عنه مقتل الأردني؛ إذ بادرت أصوات معارضة لهيئة تحرير الشام، كبرى الفصائل العاملة في سوريا وتناصب «حراس الدين» العداء، باتهام الهيئة في مقتل القيادي القاعدي، وهو ما يفتح الباب أمام مزيد من المواجهات بين «تحرير الشام» و«حراس الدين».
واستندت هذه الاتهامات إلى الخلافات القائمة بين «تحرير الشام» و«حراس الدين» في النصف الأول من ديسمبر2019، ببلدة محمبل بالقرب من أريحا غربي محافظة إدلب.
وتعود هذه الخلافات، وفقًا لرواية «تحرير الشام»، إلى قصف نفذه «حراس الدين»، لأحد أبراج الكهرباء في منطقة جسر الشغور وسهل الغاب بهدف بيعها.
وقال مسؤول التواصل الإعلامي في «تحرير الشام»، تقي الدين عمر، للإعلام: إنه بناءً على ذلك تعرض «حراس الدين» لأحد عناصر الهيئة، ويدعي أبو محمد ضياء، مسؤول «تحرير الشام، ببلدة محمبل؛ لتعتقل الهيئة على خلفية ذلك عناصر من التنظيم.
تفاوت تفكري يمهد لمزيد من الاشتباكات
بالعودة إلى التأصيل الفكري لكل من «حراس الدين» و«هيئة تحريرالشام» فلا يمكن قصر الخلافات بينهما على واقعة ضرب أعمدة كهرباء،وسرقة معادنه؛ إذ يعود الخلاف في الأساس إلى اتهام «حراس الدين» لـ«الهيئة» بالكفر؛ نظرًا لفك الأخيرة لارتباطها عن تنظيم القاعدة الذي يبايعه «حراس الدين».
وتخشى «تحرير الشام» من ما تعتبره مزايدات عليها؛ إذ يقدم «حراس الدين» نفسه للجهاديين القاعديين في إدلب على أنه التنظيم الملتزم بأفكار القاعدة؛ ما يفتح المجال أمام انشقاق عناصر «تحرير الشام» عنها.
وفي هذا السياق، وجه مناهضون ومنشقون عن «تحرير الشام» اتهامات لها بالتورط في مقتل الكادر القاعدي، أبو أحمد الجزائري، في النصف الأول من ديسمبر 2019.
في تصريح للمرجع، قالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ: إن الصدامات بين «الهيئة" والحراس» ستبقى قائمة ببقائهما.
ولفتت إلى أن كلاهما يرى في وجود التنظيم المناوئ له خطرًا عليه؛ ما يفسر استمرار الحرب بينهما.
واتفقت مع الاتهامات الموجهة لـ«تحرير الشام» بمقتل أبو خديجة الأردني، قائلة: إنه حتى لو كان التحالف الدولي المتورط في قتله فمن وراءهم قد تقف «تحرير الشام».
واستدلت في ذلك بواقعة مقتل زعيم تنظيم «داعش» أبي بكر البغدادي، أكتوبر 2019؛ إذ قيل وقتها: إن «تحرير الشام» هي من وشت بالبغدادي، وأرشدت على مكان اختبائه، أو على الأقل رفعت الحماية عنه.
وتشهد العلاقة بين التنظيمين توترًا في الأشهر الأخيرة بعد احتجاز تحرير الشام قياديًّا لـ«حراس الدين» في كفرزيتا بريف حماة، فيما شهدت العلاقات توترًا، في يناير الماضي، بعد رفض «حراس الدين» طروحات قدمتها «تحرير الشام»، حول مستقبل المنطقة، وتمثلت بتشكيل مجلس عسكري.
واتفق الفصيلان، في فبراير 2019، على وقف «التحرش الإعلامي» بينهما؛ بسبب التوتر بين الطرفين، وحل قضية العناصر المنتقلين بين التشكيلين العسكريين.