لمزيد من الإرهاب.. أردوغان يتوعد «طرابلس» بمصير سوريا
الثلاثاء 24/ديسمبر/2019 - 01:29 م
طباعة
معاذ محمد
يبدو أن ليبيا ستشهد مصيرًا مشابهًا لسوريا، إذا لم يتمكن الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر من السيطرة على العاصمة طرابلس، وتحريرها من أيدي حكومة فايز السراج والميليشيات التابعة له، التي اتفقت مع تركيا على تعزيز التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، على رأسها العسكري والبحري.
ووقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، 27 نوفمبر 2019، مذكرتي تفاهم مع فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، الأولى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، والأخرى بتحديد مناطق الصلاحية البحرية.
وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، شدد الأحد 22 ديسمبر 2019، خلال مراسم إنزال الغواصة الحديثة محلية الصنع «بيري رئيس» إلى الماء بولاية قوجه إيلي «شمال غرب البلاد»، على أن أنقرة ستواصل الوقوف إلى جانب أشقائها في ليبيا حتى تحقيق السلام والطمأنينة والأمن، كما فعلت في سوريا.
وبالنظر إلى الوضع في سوريا، وفي حالة عدم تمكن المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي من السيطرة على العاصمة طرابلس، وانتزاعها من حكومة الوفاق، برئاسة فايز السراج، عبر «المعركة الحاسمة» التي أعلن عنها، فإن ليبيا ستشهد بعض الأوضاع المشابهة لما حدث في دمشق، والتي كان منها..
تمدد «داعش»
كشفت العديد من التقارير الاستخباراتية، أن تركيا كانت بوابة عناصر داعش الأجانب، للوصول إلى سوريا والعراق، والانضمام إلى صفوف التنظيم، ما يعني تسهيلًا جديدًا لتلك العناصر للوجود في ليبيا، على غرار دمشق.
وتمتلك تركيا العديد من عناصر «داعش» في سجونها، تم اعتقالهم أثناء العملية العسكرية «نبع السلام»، التي شنتها في الشمال السوري، 7 أكتوبر 2019.
حرب أهلية
ومع بداية عام 2018، شنت القوات التركية عملية «غصن الزيتون» في عفرين السورية لمواجهة وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرهم أنقرة «إرهابية»، وكذلك الأمر في أكتوبر 2019 شنت أخرى سمتها «نبع السلام» في الشمال السوري، لمحاربة الأكراد أيضًا، وإنشاء ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة»، لنقل اللاجئين إليها.
وتعهد «أردوغان» بإرسال جنوده إلى ليبيا في حال طلبت حكومة طرابلس ذلك، ما يعني مواجهة صريحة مع الجيش بقيادة «حفتر» في العاصمة طرابلس، إذا أرادت حكومة الوفاق ذلك.
دعم التنظيمات الإرهابية
على مدار السنوات الماضية، اتهم الرئيس التركي بدعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها «داعش» في سوريا، وإمدادهم بمعونات كان منها النفط.
كما أنه في 14 نوفمبر 2019، أكد ستانيسلاف خروسبيتش، رئيس المجموعة البرلمانية التشيكية للصداقة مع سوريا، أن القوات التركية ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دمشق، مشددًا على أن سياسات «أردوغان» الخاطئة هي سبب جميع مشكلات بلاده على الصعيدين الخارجي والداخلي.
وبالقياس على ذلك، إذا تمكنت القوات التركية من الوجود في ليبيا، فإن الأخيرة ستصبح مسرحًا للعمليات الإرهابية والجرائم الإنسانية، خصوصًا أن هذا سيدعم موقف «داعش» هناك، بعد أن خسر معاقله في سوريا والعراق، وبحثه عن موطئ قدم جديد.
وبالإضافة إلى ذلك، يتهم فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية، بانتمائه إلى جماعة الإخوان الإرهابية؛ خصوصًا بعد دعمها الكامل له، مما يعني أيضًا تقوية صفها وزيادة تمكنها وسيطرتها على طرابلس والأراضي الليبية.
طموحات أخرى
عقب العملية العسكرية «نبع السلام»، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية في تقرير لها، 20 أكتوبر 2019، أن طموحات الرئيس التركي في المنطقة أبعد من سوريا، موضحةً أنه يريد تطوير أسلحة نووية، ولديه برامج سرية في هذا الشأن، مؤكدةً أن هذا يهدد استقرار المنطقة
وأرجع «أردوغان» وجوده في الشمال السوري، لغياب المساعدات الدولية لتركيا، والتي تدعم بها ملايين اللاجئين المقيمين على أراضيها، ما دفعها لتنفيذ العملية العسكرية «نبع السلام».
وهذا يطرح إمكانية سيطرة تركيا على بعض الأراضي الليبية، وتنفيذ مخططات مختلفة، منها ما يكون سريًا، وأخرى بالطبع ظاهرة مثل التوغل على الساحل القبرصي، وانتهاك المنطقة الاقتصادية البحرية، بالإضافة إلى أن رجب طيب أردوغان بارع في إيجاد المبررات لجميع أفعاله.