قتل واعتقالات.. استقالة مسؤول إيراني تكشف جرائم الحرس الثوري ضد عرب الأحواز
الأربعاء 25/ديسمبر/2019 - 10:44 ص
طباعة
علي رجب
كشفت استقالة قدم حاكم بلدة الجراحي، التابعة لمنطقة معشور، جنوب إقليم الأحواز العربي، عن مجزرة للسلطات الإيرانية بقتل المتظاهرين التي راح ضحيتها العشرات من المتظاهرين العرب أثناء احتجاجات نوفمبر الماضي في إيران.
وقامت قوات الأمن الخاصة والحرس الثوري باقتحام بلدة الجراحي وسائر بلدات معشور مثل الكورة وخور موسى، واستخدمت الدبابات والرشاشات والأسلحة الثقيلة لقتل عشرات الشبان والمواطنين العرب، بينهم أطفال ونساء، بعد أن أتبعوهم إلى داخل هور القصب المحيط بالبلدة.
من جهتها نشرت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية أسماء 27 قتيلاً من ضحايا مجزرة الجراحي، وقالت إن قوات الأمن والحرس الثوري قتلت أكثر 70 شخصاً خلال الهجوم على المتظاهرين معشور، بالإضافة إلى مقاطع توثق الهجوم.
وقالت المنظمة في بيان إن عدد قتلى الاحتجاجات في الأحواز أكثر من 100 شخص، بينهم نساء وأطفال، بينما بلغ عدد المعتقلين 2500 شخص بينهم 900 قاصر.
ويعاني اغلب السجناء الأحوازيين الذين تم اعتقالهم في شهر مارس و ابريل بسبب مساعدتهم للمتضررين من الفيضانات و هكذا الأحوازيين الذين تم اعتقالهم خلال شهر اكتوبر و نوفمبر من هذا العام من مصير مجهول و احكام قاسية سوف تصدرها محاكم الثورة التابعة للحرس الثوري الايراني في الاحواز دون اي دليل قانوني، وفقا للمنظمة.
و قد قام النشطاء الأحوازيين في شهر مارس بتشكيل لجان شعبية لمساعدة المتضررين من الفيضانات التي شهدتها المدن الأحوازية بعدماقامت السطات الايرانية بفتح منافذ السدود على المناطق العربية.
و لم تبلغ السلطات الايرانية ذوي السجناء مكان سجن ابنائهم او التهم التي وجهت اليهم و ذلك بسبب عدم وجود اثباتات و حجج قانونية تسمح للسلطات الامنية باعتقالهم.
ونددت المنظمة الأحوازية لحقوق الانسان عملية الاعتقالات التي طالت الالاف من الاحوازيين فيما تطالب السلطات الايرانية بالافراج الفوري عن كافة المعتقلين الذين تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المدن الاحوازية و المدن الايرانية.
كما قالت المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز "حزم": "تم اعتقال المصور مهدي البحري، والمخرج حسن نصر، والشاعر حسن الطرفي، وناشطين اجتماعيين (شهاب صياحي، عدنان الموسوي)، والمحامي حكيم سواعدي، والفنان الرابر الفتى العربي، وهناك الكثير من الأسرى يعانون من أمراض خطيرة، ولكن لم يتم نقلهم للمستشفيات للعلاج، ويبقون في السجون يعانون المرض والتعذيب، مثل الأسير عبد الله جادواي، الذي يعاني من أمراض الكلى، والأسير أبوسرهان الصرخي، الذي كسر أنفه، واثنان من أضلاعه ولم يتم نقله للعلاج".
وأضافت أنه "في عام 2018 تم قتل العشرات من المعتقلين تحت التعذيب، وبعدها يتم تسليم الجثث للأهالي، ويطلب منهم الدفن وعدم إقامة العزاء لهم، وفي العام الحالي تضاعفت أرقام القتلى تحت التعذيب مثل السجين سعيد مجبل المسعودي، وحسن عبيات، إذ إن سجون الاحتلال الإيراني لم ترحم الكبير ولا الصغير من التعذيب والإهانات، مع استخدام القسوة في تعذيب النساء الأحوازيات واتهامهن بالإرهاب وتعذيبهن، وخلال الأسبوع الحالي تعرضت الأسيرة آمنة حطاب إلى ضرب واعتداء من حارسات السجن، ما سبب لها كسراً في ذراعها ومنعت من العلاج".
وطالب الناشط الأحوازي حسن الكعبي ، الاحوازيون بمقاومة الاحتلال الفارسي، قائلا :ايها الابطال في الأحواز المحتلة قاوموا المحتل الفارسي بكل انواع طرق المقاومة لن عدوكم عديم الغيرة والإنسانية ولا يرحم اطفالكم ونسائكم وشيوخكم فعليكم بالمقاومة اللسان الوحيد الي يفهم عليه المحتل الفارسي".
وقال طه الياسين، نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان في لندن، إن مجزرة معشور في الأحواز التي راح ضحيتها المئات من العرب خلال التظاهرات نفذها الحرس الثوري بأوامر مباشرة من خامنئي مرشد إيران .
وأضاف الياسين لبوابة الحركات الإسلامية: أن ممثل الخارجية الأمريكية برايان هوك يشرح ما حدث في ذلك اليوم، موضحا أن الجثث لم تسلم لذويها حتى الآن ولم يعرف مصير المعتقلين ومن بينهم أطفال ونساء.
وشدد الناشط الأحوازي:" لم ترهبنا استخبارات إيران القمعية، لا نخاف الموت ولا الاعتقال قضيتنا أغلى من أنفسنا وأهلينا .. دائما للحرية ثمن ونحن مازلنا ندفع ثمن حريتنا للتخلص من خامنئي ديكتاتور العصر" .
وفي أواخر نوفمبر الماضي الماضي، فيما طالبت منظمة حقوق الإنسان في الأحواز جنوب إيران بإيفاد لجنة تقصي حقائق إلى إيران، وتقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة، فيما تتواصل التظاهرات في أنحاء إيران، إثر الإعلان عن رفع سعر البنزين.
وأفاد بيان صادر عن المنظمة بمقتل أكثر من 60 متظاهراً في بلدات ومدن إقليم الأحواز منذ بدء احتجاجات إيران، كما قالت منظمة حقوق الإنسان، إن السلطات الإيرانية حوَّلت الأحواز إلى ثكنة عسكرية.
وأدانت المنظمة استخدام النظام الإيراني للقمعِ المفرط الذي أدى إلى وقوع مجازر، ودعت المجتمع الدولي لمطالبة طهران بالإعلان عن أسماء القتلى والضحايا وأعدادهم.