بعد شهرين من المظاهرات ..."فورين بوليسي" لا امل في التغيير بالعراق
الأربعاء 25/ديسمبر/2019 - 11:15 ص
طباعة
روبير الفارس
بعد مرور شهرين علي انطلاق المظاهرات في العراق استبعدت مجلة فورين بوليسي الأميركية، إمكانية إجراء تغيير حقيقي في العراق الذي يشهد تظاهرات احتجاجية منذ أسابيع، مؤكدة على أن استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لم يكن لها معنى.
وذكر التقرير، أن ” الاحتجاجات في العراق ولبنان تأتي ضد الطبقات السياسية في البلدين فقد سئم المتظاهرون من سوء الإدارة الاقتصادية، والحكم غير الفعال، والفساد الراسخ للنخب السياسية في الداخل”.
وأضاف التقرير، أن ”الإدارة (الامريكية) ومنتقديها لم يضعوا اقتراحات مقنعة على الطاولة حول كيفية الاستجابة للتطورات في العراق ولبنان.
وتابع، أن ”الادارة (الامريكية) ومنتقديها لا يعتقدون أنه من الممكن تحقيق تغيير حقيقي ودائم في العراق ولبنان – رغم أن هذا هو بالضبط ما يطالب به المحتجون، كما أن استقالة رئيس الوزراء في العراق وكذك في اللبناني – عادل عبد المهدي وسعد الحريري – لا معنى لها إلى حد كبير”. يتواكب ذلك بعد مرور60 يوماً على انطلاق الموجة الثانية من الاحتجاجات العراقية؛ إذ بدأت الاحتجاجات في 1 أكتوبر الماضي، وبعد استمرارها بضعة أيام توقفت لدواعي إكمال موسم زيارة الأربعين الدينية في كربلاء، ثم عاودت بعد ذلك نشاطها في يوم 25 من الشهر نفسه وما زالت مستمرة.
ونجحت جماعات الحراك في تحقيق مجموعة أهداف غير قليلة؛ من بينها إرغام رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وحكومته على الاستقالة بعد مرور شهر واحد على انطلاق الحركة الاحتجاجية، كذلك إرغام البرلمان على تعديل قانون الانتخابات بما يتناسب مع مطالب المتظاهرين.
وتلك النجاحات لم تمر من دون خسائر جسيمة تكبدها المحتجون، حيث تشير الأرقام شبه الرسمية إلى سقوط ما لا يقل عن 20 ألف متظاهر بين قتيل وجريح على أيدي القوات الأمنية التي استخدمت الرصاص المطاطي والحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين في ساحات الاعتصام إلى جانب قيام جماعات مجهولة يعتقد أنها تابعة لفصائل مسلحة موالية لإيران باغتيال 29 ناشطاً.
وتواصلت الاعتصامات والإضرابات في بغداد وبقية المحافظات العراقية وإنْ بوتيرة أقل من الأيام الماضية، لكن اتجاهات متشددة داخل جماعات الحراك تميل إلى التركيز على زيادة زخم الاحتجاجات في بغداد وعدم تشتيت الجهود في المحافظات البعيدة.
وفي جنوب البلاد، تواصلت المظاهرات والاحتجاجات المنددة باختيار شخصيات حزبية لمنصب رئاسة الوزراء، حيث خرج مئات الطلبة في البصرة بمظاهرة رافضة للأنباء التي تحدثت عن ترشيح محافظها أسعد العيداني لمنصب رئاسة الوزراء.
وأغلق المتظاهرون في القادسية أبواب الجامعة وعدداً من الدوائر الرسمية، كذلك استمر طلبة الديوانية وذي قار وواسط وميسان في المظاهرات والإضراب عن الدوام.
من جانبها، قالت السيدة إلهه عظيم فر، عضو اللجنة الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن سياسية نظام الملالي تعتمد على القمع في الداخل وتصدير الرجعية والإرهاب للمنطقة، ويمكن القول إنه كما كسر صنم خامنئي في انتفاضة العام 2009، وبعد ذلك وُضع خامنئي في مرحلة السقوط للهاوية، وفشلت خططه الاستراتيجية كخطته الرامية لتوحيد أسس نظامه.
وأضافت أن انتفاضة العراق أحرقت صنم الولي الفقيه الرجعي على مستوى المنطقة، إن انتفاضة وإرادة الثوار غيَّرت وأثبتت حقائق مهمة على رقعة السياسة الإقليمية والدولية بشأن العراق، والأهم من ذلك أنها فرضت نفسها كمعلمة مهمة وحاسمة على المعادلات السياسية.
وأشارت إلى أن العراق له أهمية استراتيجية بالنسبة للنظام، بسبب توازنه في جميع أنحاء المنطقة وللتحايل على العقوبات. لقد حوَّل الملالي العراق إلى فنائهم الخلفي على مر السنين، واعتمدوا على أدواتهم وعملائهم في العراق للتضحية بمصالح الشعب العراقي خدمةً لأغراضهم الشريرة والشيطانية، لهذا السبب يهاجم المنتفضون العراقيون صور خامنئي وقاسم سليماني بكل غضب وكراهية، وفي الانتفاضة الحالية في العراق يرى نظام الملالي سقوطه على يد الشعب الإيراني.
صعّد العراقيون احتجاجاتهم السلمية خلال الأيام الأخيرة، تزامنًا مع تعثر تقديم مرشح لرئاسة الوزراء يرضي الشارع العراقي المنتفض.
وشهدت محافظات عراقية، خاصة محافظات الجنوب، احتجاجات حاشدة تطورت في بعض المناطق لتصل إلى إغلاق دوائر حكومية وقطع طرق ومواجهات مع القوات الحكومية.
وفي محافظة البصرة، أغلق متظاهرون البوابة الرئيسية لميناء المعقل، وقطعوا طريق خور الزبير وميناء أم قصر.
ووفق مصادر إعلامية، فإن مواجهات بالحجارة اندلعت بين متظاهرين والقوات الحكومية، قرب مستشفى الفيحاء في المحافظة.
أما في القادسية، فقد أغلق محتجون عددا من الدوائر الحكومية، من بينها ديوان المحافظة، والبلدية والتربية والماء والاستثمار.
وأوضحت المصادر، أن العاصمة بغداد شهدت أيضا احتجاجات وقطع للطرق، من بينها طريق محمد القاسم السريع، الذي قطع متظاهرون.
وكانت التظاهرات في مدن مختلفة من العراق، قد تجددت ليلة الثلاثاء، احتجاجا على الأسماء المطروحة لتولي رئاسة الحكومة الجديدة، التي يقول المحتجون إنهم مقربون من إيران.
وانطلقت التظاهرات في مختلف أنحاء العراق، احتجاجا على محاولة رئيس البرلمان “محمد الحلبوسي” تمرير مرشحي الأحزاب المقربين من إيران لرئاسة الحكومة.
وجدد المتظاهرون في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد رفض مرشحي الأحزاب أسعد العيداني محافظ البصرة، وعبد الحسين عبطان وزير الرياضة السابق.
وفي ميسان انطلقت تظاهرة حاشدة منددة برئيس البرلمان محمد الحلبوسي، لتشجيعه على تمرير مرشحي الأحزاب القريبة من إيران.
وفي كربلاء، طوق المتظاهرون مقر المحافظة في محاولة لاختراق الحماية المحيطة بالمبنى، في حين انطلقت مظاهرات ليلية حاشدة في محافظة البصرة رفضا لمحاولات الكتل السياسية فرض مرشحين غير مستقلين.
واستعادت الاحتجاجات زخمها في العراق، إذ وقطع المتظاهرون طرقات وجسورا بالإطارات المشتعلة جنوبي البلاد، تنديدا بالطبقة الحاكمة التي فشلت حتى الآن بالاتفاق على تسمية رئيس جديد للوزراء.