حرب الملالي على الاهواز مستمرة

الجمعة 27/ديسمبر/2019 - 10:44 ص
طباعة حرب الملالي على الاهواز روبير الفارس
 
من منطلق عقائدي  يحارب الملالي العرب السنة في اقليم الاهواز وهذه الحرب تشمل ايضا تدمير البنية التحتية للاقليم  حيث ينسحب فساد النظام الإيراني على جميع أوجه ومظاهر الحياة في إيران، وهو ما يتسبب في معاناة غير عادية لجميع أطياف الشعب الإيراني، لا سيما محافظة خوزستان الغنية بالنفط

ويعاني سکان محافظة خوزستان باستمرار من الفيضانات وطفح مياه الصرف الصحي عند هطول الأمطار الغزیرة، بالإضافة إلى معاناتهم المستمرة جراء تلوّث الهواء وعواصف الغبار والتراب التي تعصف بهم في معظم الأوقات.
غرق معظم المناطق

وتسببت میاه الصرف الصحي في غرق معظم مناطق خوزستان التي اجتاحتها الفيضانات مؤخراً، لا سيما الأهواز والمدن المجاورة، وفقاً لما قاله "علي ساري" مندوب الأهواز في مجلس الشوری للنظام، حيث أكد قائلا: «لا يمكن التجوال في الشوارع إلّا باستخدام القوارب، وما زالت هناك سبع مدن تغمرها المياه»، بحسب تصريحاته لوکالة فارس للأنباء.

كوارث وأمراض

ومع هطول الأمطار، یرتفع منسوب مياه المجاري المنزلية وبالتالي یتدفّق إلی الشوارع والأحیاء ویغمرها تماماً مسبّباً العدید من الکوارث والأمراض بالإضافة إلی تلوّث البيئة، ومن قبيل ذلك أوضحت صحيفة "إيران" التابعة لحكومة روحاني، أن أزمة شبکة الصرف الصحي وتصریف المیاه السطحیة ظهرت في الأهواز منذ سنوات عديدة.
بنية مهترئة

وأوضحت الصحيفة أن هطول الأمطار تسبب تجمّع المیاه في شوارع المدينة، وتتسبب في انسداد المجاري وطفح میاه الصرف الصحي في معظم أنحاء المدينة، وبات هذا أمراً شائعاً في الأهواز.

تجاهل السلطات

ولفتت إلى أن سكّان المدینة يأسوا من إيجاد حلول لهذه الأزمة بواسطة الحكومة، إذ لا تتخذ السلطات المعنية أي إجراء لحل مشكلة الصرف الصحي، باستثناء المطالبة بفواتير الصرف الصحي من الناس كل شهر.

استشراء الفساد

ووفقاً لوسائل الإعلام الحكومية، فإنّ مسؤولي النظام على مستوى البلاد والمحافظة يحيلون هذه الأزمة الحادة إلی بعضهم البعض، بینما تتفرّج الحكومة المعادیة للشعب عليهم، مکتوفة الیدین ولا تبادر لحل الأزمة، هذا بجانب سرقة المیزانیة الضئیلة المخصّصة لهذا العمل من قبل المسؤولین.

وأقرّت صحيفة "إيران" الحکومیة، أنّ الاعتمادات المخصّصة لهذا العمل ليست مدفوعة ومفعّلة بالكامل من قبل شبکة النهب الحکومیة، موضحة أن «الأموال التي كان من الممكن استخدامها لحلّ مشكلة تصریف المياه السطحية هي كما يلي:

١- عام 2005، دفع البنك الدولي قرضاً قیمته 149 ملیون دولار لإصلاح شبكة الصرف الصحي في الأهواز.

أ- عام 2015، تمت الموافقة في المجلس الأعلى للمياه وبحضور نائب الرئيس الدكتور جهانکیري، علی قرض قيمته 8000 مليار تومان (اقترحه محافظ المدینة في ذلك الوقت) لإدارة میاه المجاري والصرف الصحي في محافظة خوزستان. وتمّ التوافق علی تخصيص المبلغ خلال أربع سنوات.

ب- مرة أخرى في عام 2017، وافقت الحكومة على تخصيص 9 ملیار تومان لهذه المشکلة، وعلی ما یبدو تمّ دفع ثلث المبلغ في عام 2017 (وفقاً للمسؤولين تمّ إنفاق معظم المخصصات في مدینة آبادان) لكن في السنوات التالية لم یتمّ تخصیص ما تبقّی.

ويلاحظ في المجموع أنّ هذه الأموال کانت کفیلة بحلّ مشكلة تصريف میاه الصرف الصحي وتصريف المياه السطحية في الأهواز وحتى في المدن الأخرى بالمحافظة، لكن حالياً لا تملك الأهواز شبکة لتصريف المياه السطحية، ولا شبکة صالحة لتصریف المجاري المنزلية.

الفساد يستولى على المخصصات

وغالبا ما يتساءل إعلاميو النظام بغباء منقطع النظير حول الاعتمادات المخصصة لتلك الأزمات، وإلى أين تذهب، إلا أن الجميع يعلم أنها هذه الاعتمادات المخصّصة لحل هذه الكارثة، قد تمّ نهبها من قبل مسؤولي النظام، وذهب قسم منها في الحسابات المصرفية والقسم الآخر أنفق علی الأجهزة القمعیة للحفاظ على نظام الملالي المجرم.

من جانبه أوضح الشيخ"موسوي فرد" ممثل خامنئي في الأهواز، أن البنك الدولي خصص في بدایة القرن الحالي مبلغاً ضخماً لمعالجة مشكلة الصرف الصحي في الأهواز وبعض أنحاء البلاد، لكن لسوء الحظ لم يتمّ إنفاق هذه الاعتمادات في الأهواز، بحسب تصريحاته لوکالة دانشجو.

مشكلات وكوارث

ووفقًا للرئيس التنفیذي لشركة المياه والصرف الصحي في الأهواز، الذي أشار في تصريحات لوکالة إیرنا، في 17 دیسمبر 2019، فإنّ شبكة الصرف الصحي في الأهواز لا یمکنها استیعاب الأمطار أکثر من 10 مم، وسوف تغمر الفيضانات ومياه الصرف الصحي المدینة كما حدث في الأيام القليلة الماضية، لأنّ 100 کیلومتر من مجموع شبكة الصرف الصحي في الأهواز التي تبلغ مساحتها 2400 کیلومتر، مهترئ ویجب إعادة ترمیمه والباقي أیضاً قدیم.

تهديد بالتلوث والأمراض

وتسببت میاه الصرف الصحي في إغراق أکثر من 1000 منطقة في الأهواز، فيما بات الناس مهدّدون بالتلوّث والأمراض الناجمة عنه، وهو ما وصفته صحيفة "رسالت" الحکومیة الوضع البيئي في خوزستان، حيث أشارت إلى أنه مرّ 30 عاماً على انتهاء الحرب، وخوزستان تفتقر إلی الماء والهواء.

أجواء غير آدمية

وأضافت: "بعیداً عن مأساة الحرب وآلامها، علینا أن نستنشق رائحة مجاري المیاه العفنة وصراع الأجهزة التنفسية غیر السلیمة مع العواصف الترابیة لنفهم عمق الکارثة بشکل أفضل، معلقة: "یجب أن نحلّ محل أناس ینامون کل لیلة علی الذهب الأسود لکنهم محرومون من هذا الکنز". 

افتقار شديد

وذكرت الصحیفة المحسوبة علی عصابة خامنئي، أن «مدينة الأهواز هي واحدة من المدن الکبری التي تفتقر أساساً إلى أي نوع من شبکات الصرف الصحي ومحطات تنقیة المياه، حيث تعاني من ضعف أداء المسؤولین في هذا المجال وهي واحدة من أغنى المدن في إيران».

ووفقاً للتقاریر المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي نقلاً عن الأهوازیین، يلجأ الناس المحاطون بالفیضانات ومیاه الصرف الصحي إلى أسطح المنازل، ويقضون ليالي الأهواز الباردة في خيام بلاستيكية، بینما یحاول أفراد الأسر في النهار العثور علی طریقة لتصریف المیاه من المنازل.

أوضاع مأساوية

وفقاً لهذه التقارير، انخفض مستوی الصحة والنظافة في المدن والقرى بشكل حاد، وهناك مزيج من المياه المتجمّعة ومیاه الصرف الصحي في كل مكان.

شارك