قاتل في سوريا ورحل في ايران .. وفاة محمد جعفر حسيني قائد لواء فاطميون
السبت 28/ديسمبر/2019 - 12:26 م
طباعة
علي رجب
كشفت تقارير إيرانية عن وفاة قائد لواء «فاطميون» الأفغاني، محمد جعفر حسيني «أبو زينب» اليوم السبت بأحدي مستشفيات طهران متأثرا بجراحه إثر معاناته من جروح خطيرة تعرض لها منذ إصابته بصاروخ قبل عامين في سوريا.
وذكرت وكالة أنباء الدفاع المقدس الإيرانية أن محمد جعفر الحسيني التحق بالقتال في سوريا إلى جانب المقاتلين الإيرانيين قبل تشكيل «لواء فاطميون»، وانضم إلى اللواء منذ تشكيله.
ووفقا للوكالة فقد كان الحسيني (36 سنة) قبل التحاقه باللواء من الناشطين في المجال الثقافي بين المهاجرين الأفغان، كما لعب دورا مؤثرا في تدريب المهاجرين الأفغان وتعزيز قدرات الطلبة والشباب الأفغان في إيران.
ويتشكل «لواء فاطميون» من اللاجئين الشيعة الأفغان، الذين أغراهم نظام المرشد الأعلى علي خامنئي للحرب في سوريا، تحت شعارات الدفاع عن المقدسات «مرقد السيدة زينب في دمشق»، مقابل الحصول على الدعم المادي، والأهم الحصول على الجنسية الإيرانية.
تأسس «لواء فاطميون» على يد الأفغاني «علي رضا توسلي» -قُتل في أواخر فبراير 2015، أثناء معارك درعا جنوب سوريا- بعد اندلاع الصراع في سوريا؛ حيث بدأ التنظيم كفصيل مسلح تابع للحرس الثوري في سوريا، لكنه تطور حتى أصبح لواءً مقاتلًا في أواخر 2012.
وجاء تجنيد مقاتلي «لواء فاطميون» عبر إغراءات إيرانية للاجئين الأفغان الشيعة، الذين قدروا بنحو 440 ألف لاجئ؛ حيث اعتمد التجنيد على الإغراءات المادية؛ نظرًا لأن أغلب اللاجئين يُعانون من الفقر وسوء الأوضاع الاقتصادية؛ حيث أشار تقرير لتليفزيون «RTE» الأفغاني الحكومي إلى أن المقاتل في صفوف «فاطميون» يحصل على نحو 500 دولار شهريًّا.
يتميز «لواء فاطميون» بأن مقاتليه ينتمون إلى جنسية واحدة وقومية واحدة، ويدينون بالولاء للمرشد الإيراني علي خامنئي، ووفقًا لتقارير نشرتها مواقع إيرانية، يبلغ عدد مقاتلي «لواء فاطميون» نحو 14 ألف مقاتل، تلقوا تدريبًا على يد ضباط الحرس الثوري، ودائمًا تجمعهم لقاءات عسكرية مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وهم يُشكلون عصب الميليشيات الإيرانية في سوريا.
ويتكون «فاطميون» من ألوية «كتائب أهل الحق» و«ذو الفقار»، ويشارك في المعارك منذ انطلاقها بسوريا تحت مسمى «الدفاع عن الأضرحة الشيعية».
وفقًا لتقديرات عديدة، تبلغ ميزانية «لواء فاطميون» نحو 400 مليون دولار منذ بداية الصراع السوري، أي حوالي 75 مليون دولار في العام؛ حيث يحصل المقاتل على متوسط راتب شهري يبلغ نحو 500 دولار.
وحسب موقع «الباسيج»، بلغ عدد قتلى «لواء فاطميون» في إيران نحو ألفي قتيل وألف جريح.
وقال زهير مجاهد، رئيس الشؤون الثقافية في «لواء فاطميون»: إن عدد قتلى الأفغان في سوريا بلغ أكثر من ألفين ونحو ألف جريح.
رصدت العديد من تقارير المنظمات الحقوقية انتهاكًا واسعًا لمجال حقوق الإنسان من قبل مقاتلي «لواء فاطميون»؛ حيث أقدمت هذه الميليشيات على حرق منازل أحد أحياء مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وكذلك مارست التعذيب والخطف ضد السكان الأصليين، خاصة في مناطق أهل السُنَّة؛ حيث يُشكل الواعز المذهبي الدرجة الأولى في عمليات الانتهاكات من قبل ميليشيات «فاطميون».