استهداف كتائب حزب الله.. رسائل أم بداية حرب امريكية إيرانية ؟
رأى مراقبون أن توجيه الولايات المتحدة
الأمريكية، ضربات جوية لكتائب حزب الله العراقي المقرب من إيران، في العراق يشكل
تحول واشنطن من التلويح باستهداف إيران إلى الفعل، عبر قص أذرع الحرس الثوري في
العراق والمنطقة,.
وتأتي الغارات الامريكية ، الأحد 29 ديسمبر2019، على قواعد ومخازن أسلحة تابعة
لكتائب حزب الله عند الحدود العراقية السورية، بعد شهرين من تسجيل تصاعد غير مسبوق
على مستوى الهجمات الصاروخية التي تستهدف مصالح أميركية في العراق.
ورأى مراقبون أن الغارة الأمريكية رسالة تحذير لإيران، بأن الولايات المتحدة
ستدافع عن المصالح الأمريكية في العراق في حال ما تم تهديدها من قبل إيران أو ميليشياتها.
وتلعب إيران دورًا كبيرا في تجنيد العراقيين على أساس مذهبي ليكون أداة في حربها
الإقليمية الممتدة، ويستخدموا وقودًا لهذه الحرب وورقة يلعبون بها كما يشاءون تحت شعار
المقاومة والدفاع عن المقدسات الشيعية، وغيرها من الشعارات التي يجيدها صانع القرار
الإيراني.
وخلال السنوات الماضية أثارت هذه الأنباء الأسئلة عما يُعرف بكتائب حزب الله
العراقي، وما هو دوره الحقيقي داخل العراق؟ وعن ارتباطه بدولة إيران التي تقوم بمد
أذرع قوية لها بالمنطقة عن طريق المنظمات التابعة لها، والتي يتمثل النموذج الأنجح
لها حتى الآن في حزب الله اللبناني ذي التأثير والنفوذ الإقليمي.
كذلك أكد معهد هدسون الأمريكي أن كتائب
حزب الله المدعومة من إيران هي المسؤولة عن قصف قاعدة K1 في كركوك وينبغي تحميل ابو
مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي
ومؤسس كتائب حزب الله، مسؤولية الهجوم.
من جانبه أكد ن وزير الدفاع الأمريكي، أمس الأحد، أن الضربات ضد قواعد ميليشيا
"كتائب حزب الله" الموالية لإيران في العراق كانت ناجحة، ولم يستبعد أي خطوات
أخرى "إذا لزم الإمر".
وقال مارك إسبر لصحافيين بعد غارات شنتها مقاتلات أمريكية من طراز أف 15 على
5 أهداف مرتبطة بحزب الله في غرب العراق وفي شرق سوريا، إن "الضربات كانت ناجحة"،
وفق ما ذكرته قناة "الحرة".
وأضاف، "سنتخذ مزيداً من الإجراءات إذا لزم الأمر من أجل أن نعمل للدفاع
عن النفس وردع الميليشيات أو إيران" من ارتكاب اعمال معادية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن "كبار مستشاري الأمن القومي
الأمريكي أبلغوا الرئيس دونالد ترامب بالهجمات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة
على ما وصفه مسؤولون أمريكيون بجماعة ترعاها إيران في العراق وسوريا".
وأضاف بومبيو في تصريحات للصحافيين بعد إطلاع ترامب على الهجمات في بالم بيتش
بولاية فلوريدا: "لن نتغاضى عن قيام إيران بتصرفات تعرض الرجال والنساء الأمريكيين
للخطر".
ويرى مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات، شاهو القره داغي، إن الميليشيات
تحاول استغلال القصف الأمريكي لتجميل صورتها وتقديم نفسها كفصائل وطنية، رغم أن ولائها
يكمن لإيران.
وقال "القره داغي":"بيان استخبارات ميليشيا كتائب حزب الله يتوعد
ترامب (الرئيس الأمريكي) بأنه سيدفع الثمن غاليا في العراق والبلدان التي تتواجد فيها
القوات الامريكية.
وأضاف المحلل السياسي العراقي :"وهذا يؤكد ان هذه الميليشيات جزء من محور
المقاومة وهي عابرة للحدود وتؤمن بمشروع ولاية الفقيه".
وتابع "القره داغي" قائلا :" أكدت كتائب حزب
الله أن المقاومة العراقية ستكون كتفاً إلى كتف مع الحرس الثوري الإيراني في مواجهة
أية مستجدات، و ان قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي أعطى أمرا ولائيا بإخراج
القوات الأمريكية من المنطقة. ماعلاقة هؤلاء بالعراق؟ يأخذون الاوامر من ايران وينفذون
اجندة خامنئي".
كذلك تسائل المحلل السياسي العراقي :"هل ستتدخل ايران للدفاع عن وكلائها
ام تورطهم وتتخلى عنهم؟!".
وكتائب حزب الله، تعد إحدى أبرز فصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران والمدرجة
على القائمة السوداء في الولايات المتحدة. ورغم أن تأسيس فصائل الحشد الشعبي جاء بفتوى
المرجعية الشيعية في عام 2014، تحت قيادة القوات المسلحة العراقية، إلا أن كتائب حزب
الله يعود تأسيسها إلى ما قبل ذلك وتحديدا في عام 2007.
وأسس الكتائب أبو مهدي المهندس، مستشار قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع
للحرس الثوري الإيراني بعدما فك ارتباطه بمنظمة بدر.
وتلقى عناصر كتائب حزب الله في العراق تدريبات متقدمة، وتم تزويدهم بمعدات أكثر
تطورا من الميليشيات الأخرى المدعومة من إيران وفق تقرير نشره معهد واشنطن في 2015.