قمع الديكتاتور أردوغان في 2019: سجن 150 صحافيًا وفصل 170

الثلاثاء 31/ديسمبر/2019 - 11:26 ص
طباعة قمع الديكتاتور أردوغان روبير الفارس
 
يحارب  خليفة الارهاب اردوغان الصحافة بصورة غير مسبوقة في تركيا حيث تضمن تقرير “انتهاكات الحقوق ضد وسائل الإعلام”، استعراضًا للتضيقات المفروضة على الصحفيين في تركيا خلال عام 2019، وأبرزها عقوبات السجن التي وقعت على العاملين في جريدة سوزجو.

الصحافي باريش ياركاداش قدم استعراضًا للتقرير وأكد أنه بنهاية عام 2019، وصل عدد الصحفيين داخل سجون تركيا 150 صحافيا، وقد تم فصل نحو 170 آخرين من العمل لأسباب مختلفة خلال العام.

واعتبر ياركاداش الحكم على العاملين في جريدة “سوزجو” غير عادل، قائلًا: “ما علاقة هؤلاء الصحفيين بالتهمة الموجهة لهم بالانتماء لتنظيم منظمة فتح الله كولن؟ هؤلاء لقد قضوا حياتهم في سبيل هذه المنظمة”.

وسلط الضوء على الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون في شهر ديسمبر من العام الجاري، قائلا: “تم اعتقال 4 صحفيين، وإلقاء القبض على 4 آخرين. تم عرض 38 على القضاء. صدرت أحكام بسجن 8 صحفيين لمدة 20 عاما و10 أشهر. وتم فرض حظر سفر على 3 صحافيين. ورفعت دعاوى قضائية ضد 4 صحافيين، كما تعرض صحافيان اثنان لاعتداء، وتعرض صحافي آخر للتهديد. كما تم حظر الإعلانات عن 3 صحف، من قبل هيئة الإعلان والصحافة. وتم حظر موقع إخباري بسبب خبر واحد. وتم حظر أحد الأعمال المسرحية. وتم التصديق على الحكم بسجن صحافي. وتم حظر نشر وتوزيع كتاب، وفرضت تعويضات على صحيفة واحدة بقيمة 15 ألف ليرة تركية”.
أما الجزء الثاني من التقرير فقد تطرق إلى الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون في تركيا خلال العام الجاري، قائلًا: “تم اعتقال 13 صحافيا، وتم توقيف 82 آخر. تم عرض 733 صحافيا على القضاء. تم الحكم على 76 صحافيا بالسجن لمدة إجمالية تصل إلى 249 سنة و11 شهرا و15 يومًا. تم رفع دعوى قضائية ضد 32 صحافيًا منفردًا، وبينما رفعت 14 دعوى قضائية على صحافي واحد. تم تغريم 42 صحافيا 217 ألفًا و520 ليرة تركية. تم التحقيق مع 22 صحافيا، وتعرض 18 صحافيا للاعتداء. تم حظر الوصول إلى 60 خبرًا صحافيًا. وتم تهديد 5 صحافيين. تم رفع دعوى قضائية ضد صحيفة واحدة. تم التحقيق مع 37 صحافاي. تم عرض 42 عاملًا في مطبعة على المحكمة. تم الحكم بالسجن 65 عامًا وشهرين في حق 11 عاملًا في مطابع”.

ومن أبرز الأحداث التي تشير إلى مدى قمع الصحفيين في تركيا، ما وقع في 12 نوفمبر الماضي، حيث أعيد حبس الكاتب التركي والمحرر الصحفي السابق، أحمد ألتان، بعدما تم إخلاء سبيله في الرابع من الشهر نفسه عقب قضائه ثلاث سنوات داخل السجن.

وقال تقرير المعهد الدولي للصحافة إن الصحفيين في تركيا يُسجنون ”نتيجة لحملة مطولة وذات دوافع سياسة ضد الإعلام“، مشيرا إلى أن تركيا هي ”أكثر دولة سجنا للصحفيين (في العالم) بلا منازع“ على مدى نحو عشر سنوات.

وتقول أنقرة إن الاعتقالات والإقالة والوقف عن العمل إجراءات ضرورية لحماية أمن تركيا القومي باعتبار أن تركيا تواجه هجمات من متشددين أكراد وإسلاميين ومنتمين لليسار المتطرف.

ويقول منتقدون إن الرئيس رجب طيب أردوغان استغل محاولة الانقلاب كذريعة لقمع المعارضة وتعزيز قبضته على السلطة وهو اتهام تنفيه أنقرة.
وفي سياق متصل أعلن رئيس تحرير صحيفة “ستار” التركية، نوح ألبيراق أن اليوم سيكون الأخير لطباعة الجريدة، مشيرًا إلى أن عدد اليوم سيحتوي على معلومات حول كيفية الاستمرار في الفترة المقبلة.

مجموعة “Türk Medya” الإعلامية قررت في الفترة الأخيرة وقف النشاط الصحافي لجريدتي “ستار” و”جوناش”، مشيرة إلى أن جريدة “جوناش” ستندمج مع جريدة “أكشام” التابعة للمجموعة أيضًا.

وتواترت معلومات عن أن جريدة “ستار” ستواصل العمل عبر موقعها الإلكتروني، بعد وقف طباعة العدد الورقي.

يشار إلى أن جريدتي “ستار” و”أكشام” شهدتا انفصال عدد كبير من الكتاب والصحافيين، عقب انتخابات المحليات الأخيرة التي أجريت في 31 مارس/ آذار الماضي.

يذكر أن بلدية إسطنبول كانت تموّل المؤسسات الإعلامية الموالية لحزب العدالة والتنمية الحاكم لكن المساعدات المالية انقطعت عندما انتقلت إدارة البلدية إلى رئيسها الجديد أكرم إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري، الأمر الذي أدى إلى عجز مالي لدى تلك المؤسسات.

وتراجعت الاستثمارات الإعلامية في تركيا خلال النصف الأول من العام الجاري في قنوات التلفزيون بنحو 7 في المئة وفي الصحافة بنحو 31 في المئة، غير أنها ارتفعت في الوسائط الرقمية بنحو 10.8 في المئة، بحسب ألبر جونايدن مدير الفرع التركي لشركة Deloitte -أكبر شركة خدمات مهنية في العالم-، خلال المؤتمر التعريفي بتقرير استثمار الإعلام والإعلانات في تركيا.

وكشف ألبر جونايدن أن النصف الأول من العام الجاري شهد تراجع الاستثمارات الإعلامية بنحو 3.8 في المئة لتسجل 4.3 مليار ليرة.

وخلال النصف الأول من العام الجاري تراجعت الاستثمارات الإعلامية في قنوات التلفزيون بنحو 7 في المئة لتسجل 2.08 مليار ليرة، وتراجعت في الصحافة بنحو 31 في المئة لتسجل 294 مليون ليرة. وعلى الصعيد الآخر ارتفعت الاستثمارات الإعلامية في الوسائط الرقمية بنحو 10.8 في المئة لتسجل 1.3 مليار ليرة.

وتعاني تركيا ضغوطا متزايدة على الإعلام، في ظل هيمنة حكومة الرئيس رجب أردوغان، على الصحف وقنوات التلفزيون والمواقع الإخبارية، لضمان عدم توجيه انتقادات.

شارك