من الخليج إلى أوروبا.. خيارات إيران للرد على مقتل قاسم سليماني
السبت 04/يناير/2020 - 12:57 م
طباعة
علي رجب
شكل رئاسة المرشد الأعلى بإيران، علي خامنئي، الجمعة 3 يناير 2020، لأول مرة اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، أهمية استراتيجية ومؤشر على حجم الخسارة الإيرانية كذلك حجم الرد الايراني المتوقع من قبل الحرس الثوري والميليشيات الموالية له في المنطقة، ضد المصالح الأمريكية أو الدول الخليجية المتحالفة مع واشنطن.
ويرى المراقبون أن خيارات الحرس الثوري الإيراني تبقى محدودة، خاصة أن الاقتصاد الإيراني على حافة الانهيار، وأية حرب مفتوحة مع الولايات المتحدة ستكون كارثية.
وترصد "بوابة الحركات الاسلامية" العديد من الأهداف المتوقعة التي يمكن أن تستهدفها إيران ردا على اغتيال مهندس عملياته ونفوذها في الشرق الاوسط قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.
الخليج
القواعد والمصالح الأمريكية في الخليج ستكون أحد أبرز الأهداف الايرانية ردا وانتقاما لمقتل قاسم سليماني.
ولدى الولايات المتحدة الأمريكية قوات وقواعد عسكرية في دول الخليج أبرزها قاعدة "العديد" في قطر والأسطول الخامس في البحرين.
كذلك تشكل عملية استهداف سفن النفط في الخليج العربي، واستهداف منشآت نفطية حساسة أولية في الأهداف الأمريكية ، وقد تكون منشآت شركة أرامكو السعودية هدف ايراني ردا على مقتل سليماني.
العراق وسوريا
المصالح والشركات والقوات الامريكية في العراق وسوريا، قد تكون هدف للحرس الثوري والميليشيات الموالية له، وهذا يتوقف على مدى قدرة الميليشيات والحرس الثوري على تنفيذ وتحديد أهداف امريكية موجعة وبارزة تشكل ردا "معتبرا" لدى أنصار النظام الإيراني.
وكانت مؤسسة ”يوراسيا“ للاستشارات توقعت، أمس الجمعة، أن يكون الرد الإيراني على شكل هجمات ضد القواعد الأمريكية في العراق من قبل الميليشيات الموالية، بالإضافة إلى استفزازات ضد السفن في الخليج، وعمليات عسكرية في العالم يصعب تحديد مصدرها.
اليمن:
تهديد الملاحة الدولية واستهداف سفن النفط في بحر العرب وخليج عمان وباب المندب، عبر ميليشيا الحوثي او خلايا للحرس الثوري في القرن الإفريقي، يشكل أحد أبرز الخيارات الايرانية في الرد على مقتل قاسم سليماني.
لبنان:
تعد إيران والتي يتمتع حزب الله اللبناني بسيطرة ونفوذ كبير على الدولة والمؤسسات في لبنان، أحد أبرز الخيارات الايرانية في الرد على مقتل قاسم سليماني عبر استهداف المصالح الامريكية في لبنان.
اسرائيل
اسرائيل قد تكون هدفا واضحا لحزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية في سوريا وكذلك الفصائل الفلسطينية في غزة، عبر التصعيد العسكري ضد اسرائيل باستهدافها بصواريخ وعمليات انتحارية.
أفغانستان
كذلك تشكل أفغانستان والتي تشهد أوضاع أمنية غير مستقرة ولدى ايران نفوذ كبير في الداخل الأفغاني كما أنها تدعم ميليشيات وجماعات مسلحة، أحد ابرز الخيارات الايرانية الغير متوقعة باستهداف القوات والمصالح الأمريكية في أفغانستان.
نيجيريا وغرب أفريقيا
ليس مستبعدا أن تكون غرب افريقيا ونيجيريا والتي تتمتع ايران وحزب الله بنفوذ كبير في استهداف المصالح الامريكية، كأحد ابرز الخيارات الايرانية ردا على مقتل قاسم سليماني.
وتشكل الحركة الاسلامية بقيادة المعتقل ابراهيم الزكزاكي أبرز حلفاء ايران في نيجيريا بالاضافة الى الجماعات المتمردة في الغرب الافريقي، وتنظيم القاعدة .
وفي يونيو الماضي، نقلت صحيفة "تيلجراف" البريطانية، عن مسؤولين غربيين، وجود نشط لـ"الوحدة 400" التابعة لفيلق القدس، اسس لشبكات ايرانية لمهاجمة أهداف أمريكية وأوروبية، مثل السفارات والقواعد العسكرية الأجنبية والموظفين الأجانب.
وفي يونيو الماضي، شكل اعتقال الأمن الأوغندي لعميل حزب الله البناني، حسين محمود ياسين، جرس إنذار حول نشاط الحزب وإيران داخل القارة السمراء؛ ما يؤكد وجود شبكة عملاء واسعة للحرس الثوري في المنطقة.
أوروبا
لدى إيران ووفقا لتقارير استخباراتية عديدة خلايا في دول الاتحاد الأوروبي وهذه الخلايا تشكل أحد ابرز الادوات والخيارات الايرانية في الرد على مقتل قاسم سليماني.
وفي يوليو 2019 ، توقعت الاستخبارات البريطانية، أن تعمل إيران من خلال المرتزقة التابعين لها، على شن هجمات إرهابية في لندن وعدد من العواصم الأوروبية.
ونقلت صحيفة ديلي تليجراف الشهيرة عن وكالة الاستخبارات البريطانية أن إيران "قامت بتنظيم وتمويل خلايا إرهابية نائمة في جميع أنحاء أوروبا بما في ذلك المملكة المتحدة ويمكن أن تمنحهم الضوء الأخضر ردا على صراع في الخليج".
كذلك حذر الباحث الأمريكي مجيد رفيع زاده، قادة الدول الأوروبية من استغلال إيران لسفاراتها في الدول الأجنبية كخلايا تجسس وتصدير الإرهاب، منتقداً دفاع بعض الدول الأوروبية عن الاتفاق النووي مع النظام الإيراني الذي يرتكب جرائم ضد الإنسانية بحق شعبه وحول العالم.
ولفت زاده إلى أن أحدث المخططات الخبيثة للنظام الإيراني كان قيام السلطات البلجيكية والألمانية والفرنسية باعتقال دبلوماسي إيراني و6 أفراد آخرين كان يستعدون لتنفيذ هجوم إرهابي يستهدف المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس، مطلع الشهر الجاري، لكن لحسن الحظ تم كشف مؤامرتهم وإحباط تلك المحاولة الإرهابية قبل أن تحصد أرواح الآلاف، من بينهم زعماء دوليون.