السيناريو السوري.. مخطط تركي وقطري لنقل إرهابي ومرتزقة أفريقيا الى طرابلس

الأحد 05/يناير/2020 - 12:49 م
طباعة السيناريو السوري.. علي رجب
 

يسعى نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لدعم ميليشيات طرابلس بالمقاتلين والمرتزقة من أي منطقة بالعام، وتشكل منطقة الساحل والصحراء أبرز الأماكن التي يمكن أن تستقطب الاستخبارات التركية مع نظيرتها القطرية، مقاتلين وارهابيين لدعم ميليشيات طرابلس، وبتمويل قطري.

وفي 25 ديسمبر الماضي، أعلنت الإدارة العامة للأمن الوطني في النيجر، عن القبض على مجموعة إرهابية تتكون من ثلاثة أشخاص، يحمل اثنان منهما الجنسية التركية، بالإضافة إلى متعاون محلي من مواطني النيجر.

اعتقال  اتراك في النيجر يفتح ملف الارهاب التركي القطري ونقل الارهابين الى طرابلس دعا للميليشيات الموالية لقطر وتركيا في ليبيا في مواجهة الجيش الوطني الليبي.

كذلك تشكل نشاط الهلال الأحمر التركي والوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) وجمعية «قطر الخيرية» ستارا للاستقطاب الارهابين والمرتزقة لدعم ميليشيات رابلس في ظل خسائرهم الكبير أمام الجيش الوطني الليبي.

ووفقا لموقع «تيكا» فانها نفذت العديد من المشاريع  في تشاد و النيجر ومنذ 2015، وهي تشكل كستار للعمل الاستخباراتي والتجنيد وتمويل الجماعات الارهابية والميليشيات المسلحة.

دول الساحل والصحراء وعلى رأسهم تشاد ومالي والنيجير، والأخيرة يزداد فيها نشاط الجماعات المسلحة التي تتخذ من دلتا النيجر منطلقا لعملياتها الإرهابية في إفريقيا وغيرها، ما جعل إردوغان يسعى لاستمالة تلك الجماعات لتأمين وجوده المأمول في القارة السمراء دعم ميليشياترابلس بالمقاتلين وكذلك استهداف مصر.

ونشرة «جلوبال سيكيوريتي»الأمريكية المتخصصة في الشؤون العسكرية والدفاعية، الأهداف التركية من التوغل في القارة السمراء، اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا، في يوليو 2018،  أن الدبلوماسيين الأتراك يعتمدون على استغلال المشاعر الدينية للتجمعات السكانية المسلمة في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفي مقدمتها نيجيريا والنيجر ومالي والسنغال لنسج شبكات نفوذ ومصالح تركية على أراضيها.

ويشير تقرير صادر من مركز «دراسات الإرهاب» بالولايات المتحدة لعام 2016 على ارتفاع نسبة الهجمات في منطقة الساحل والصحراء من 206 عملية إلى 235 عملية، وفي تقرير سابق لنفس المركز، جاء فيه أن معدلات العمليات الإرهابية التي وقعت في المنطقة ارتفعت إلى 289 عملية إرهابية خلال 2014  ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 800%، مقارنة مع سنة 2001، وهي سنة توسيع تنظيم القاعدة لعملياته الإرهابية في مناطق مختلفة من العالم.

 

أهم التظيمات الارهابية:

وتعمل عدة مجموعات إرهابية مسلحة شديدة الخطورة في منطق الساحل والصحراء ، ولديها صلات بتنظيم القاعدة،  «القاعدة في المغرب الإسلامي» شمال الصحراء الكبرى، وتنظيم داعش الارهابي، بالاضافة الى «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» بقيادة أمير جماعة أنصار الدين إياد أغ غالي.

وفي مارس 2017 اندمجت كتائب «إمارة منطقة الصحراء» بقيادة يحي أبو همام، وتنظيم «المرابطون» بقيادة مختار بلمختار الملقب بـ«الأعور»، ، وأنصار الدين بقيادة إياد اغ غالي، و«كتائب ماسينا» بقيادة أمادو كوفا، تحت مسمى «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» مجددين المبايعة لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، ويقدر عدد هذه الجماعات بأكثر ممن 10 آلاف عنصر، وهو ما يعد بمثابة جيش للقاعدة في منطقة الساحل والصحراء.

وينحدر إياد أغ غالي المكني بـ«أبو الفضل» من قبيلة الطوارق ذات الزعامة التاريخية بإقليم «أزواد»، ولقب بـ«أسد الصحراء»، وحارب في لبنان في الثمانينيات مع الفلسطينيين؛ حيث تدرب قادمًا من ليبيا أيام الراحل معمر القذافي، وشارك مع القوات الليبية في الحرب ضد تشاد حول هضبة «أوزو»، وهو من أبرز مقاتلي «الكتيبة الخضراء التي أنشأها القذافي من الطوارق».

ويشكل «مثلث السلفادور» الواقع بين مالي والجزائر والنيجر، أحد أهم معاقل التحالف الجديد حيث يعد معبر ومعسكر تدريب لمقاتلي التنظيمات الإسلامية المتطرفة، والتي ينشط فيها تنظيم حركة أنصار الدين والمرابطون وغيرها من الحركات المتطرفة.

ولدى «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» مجموعات ناشطة في شمال مالي وليبيا والنيجر و بوركينا فاسو والتشاد والجزائر.

وأشارت تقارير استخباراتية غربية متعددة، إلى وجود عدد من قيادات القاعدة في جنوب ليبيا منها مختار بلمختار زعيم جماعة «المرابطون» وإياد آغ غالي زعيم جماعة «أنصار الدين » الذي أصبح يمتلك قاعدة في جنوب ليبيا، وعبرت التقارير ذاتها عن خشيتها من أن تصبح هذه المنطقة مركزا لانطلاق هجمات إرهابية سواء داخل ليبيا أو في دول الجوار وفي مقدمتها مصر والجزائر وتشاد والنيجر.

وقال مادي إبراهيم كانتي خبير الشؤون الأفريقية، والمدرس في جامعة باماكو في دولة مالي، أن ثمة ما يعزز أنشطة الإرهاب والجريمة المنظمة في معظم مناطق أفريقيا، وخصوصاً في الساحل والصحراء، حيث لدى العديد من الشركات الغربية علاقات وثيقة مع هؤلاء من أجل تسهيل حركة أعمالهم، وثمة انتقال مخيف لحركة أموال واسعة من دولة لأخرى ومن حسابات متعددة لا يمكن تتبعها بسهولة، ولهذا فمن السهل توفير تمويل كثيف للجماعات المتطرفة التي تمكن الكثير منها كذلك من السيطرة على حقوق للنفط أو مناجم للمعادن الثمينة وغيرها، وفقا لمركز المستقبل للدراسات.

كذلك كشف ‏الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد، ورئيس المجلس الانتقالي لأزواد، بلال آغ شريف عن تسجيل ملاحظات تؤكد تورط دولة قطر في دعم الحركات الإرهابية في إقليم أزواد شمال مالي.

وقال بلال آغ شريف في حوار مع صحيفة الرياض: «كانت لنا ملاحظات قوية على جهات محسوبة على دولة قطر لعلاقتها بتنظيمات إرهابية في منطقة أزواد بين عامي 2012 و2013 وذات أجندة بعيدة عن الأهداف السياسية والاجتماعية للشعب الأزوادي».

 

المعارضة التشادية

من القوى الاخرى التي تشكل مرتزقة في يد قطر وتركيا، المعارضة التشادية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الدوحة، وهي حركات معارضة مسلحة توجد في الجنوب الليبي وغالبيتهم من قبائل التبو، وتتكون من عناصر «الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد»، و«جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد» التي يقودها الجنرال محمد نوري، بجانب «المجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية» ومعظمهم من قومية «الدازاقرا» التشادية، و«تجمع القوى من أجل التغيير في تشاد» الذي ينتمي إلى القوميات التشادية المنتشرة شرق تشاد خاصة الزغاوة بزعامة الجنرال تيمان أردمي.

وترتبط تركيا وقطر بعلاقات واسعة مع فصاائل المعارضة التشادية، كاحد ابرز الادوات التي تستخدمها في محاربة الجيش الوطني الليبي والسيطيرة على ليبيا ونشر الفوضى والارهاب.

وشاركة المعارض التشاجية خاصة ميليشيات الجنرال تيمان أردمي  في معارك ضد الجيش الليبي إلى جانب سرايا الدفاع عن بنغازي عبر مشاركته البارزة معها فى هجومها الدامي شهر مايو 2017 على قاعدة براك الشاطئ ثم مطار تمنهنت، وكذلك قوات إبراهيم جضران التي هاجمت الموانئ النفطية في رأس لانوف خلال  يونيو 2018.

وفي فبراير 2019 أعلن أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أن قائد المسلحين التشاديين تيمان إرتيمي يقود العمليات العسكرية جنوبي ليبيا من قطر.

وقال المسماري خلال مؤتمر صحفي له في بنغازي، إن «جماعة الإخوان المسلمين والجماعة المقاتلة لا تريدان انتخابات لأنهما ستفشلان مثل ما فشلتا في انتخابات مجلس النواب»، لافتا إلى «مخطط لإنشاء دولة متطرفة في جنوب ليبيا ودول الجوار».

من جانبه قال وزير الخارجية التشادي، حسين إبراهيم طه، إن«تشاد تطالب قطر بوقف جميع الأعمال التي يمكن أن تقوض أمنها، وكذلك الدول المجاورة لبحيرة تشاد ومنطقة الساحل»، من أجل حماية السلام والاستقرار في المنطقة.

 

 

بوكو حرام-نيجيريا

كذلك امتد علاقة تركيا بالجماعات الارهابية الى نيجيريا، فقد أمدت التنظيم الإرهابي بشحنات أسلحة، حيث ضبطت سلطات الجمارك في لاجوس أكبر مدن نيجيريا شاحنة تنقل 661 بندقية تركية مهربة، أثبتت التحقيقات أنها كانت في طريقها لجماعة بوكو حرام.

وتعد حركة "بوكو حرام" الارهابية أبرز اجماعات الارهابية في نيجيريا وغرب افريقيا، وتشكل مخزونا كبيرا للمقاتلين، ويعملون في مناطق الصراعات كمرتزقة.

كما اعترضت جمارك ميناء لاجوس شحنة جديدة من الأسلحة عبارة عن 440 بندقية، حيث ذكر المتحدث باسم الشرطة النيجيرية جوزيف آتا أن «الشحنة جاءت من تركيا، وطليت بالكلس لعدم كشفها»، حسب موقع «سبوتنيك» بنسخته التركية.

 

ارهابي الصومال

وإلى جانب ارهابي الساحل والصحراء، تسعى تركيا لنقل ارهابي حركة الشباب الصومالية إلى ليبيا للقتال إلى جانب الميليشيات المسلحة، في استقطاب واسع للميليشيات المدعومة من تركيا وقطر في انقاذ حلفائم واتباعهم في طرابلس.

وثائق نشرها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، المتخصص في تتبع الحركات المتطرفة، بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية، أكدت أن وكالة الاستخبارات التركية أرسلت مئات الآلاف من الدولارات إلى حركة الشباب الصومالية، عبر عميل كان سجينا سابقا في معتقل "جوانتانامو" الأمريكي.

لائحة الاتهام  الأمريكية ذكرت أن مكتب مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، في ذلك الوقت،نقل معلومات تظهر أن المواطن التركي إبراهيم سين البالغ من العمر 37 عاما متورط في نقل مبلغ 600 ألف دولار إلى حركة "الشباب" في سبتمبر وديسمبر عام 2012.

وأوضح  تقرير نورديك مونيتور: كان من الواضح سعي حكومة العدالة والتنمية إلى إغلاق التحقيق في قضية إبراهيم سين، الذي عمل لصالح المخابرات التركية في نقل المقاتلين من وإلى إفريقيا وسورية، حسب ملف التحقيقات الذي رفعت عنه السرية في يناير عام 2014.

يراى مراقبون أن تركيا وقطر تعملان بأقصى قوتهم وعللاقتهم مع الجماعات الارهابية لدعم ميليشيات طرابلس في  معاركها ضد الجيش الوطني الليبي، ولذلك يحذر المراقبون من تحول طرابلس إلى عاصمة للمرتزقة والجماعات الارهابية في تكرار للسيناريو السوري، والذي تحول الى تجميع للارهابين من أكثر من 100 جنسية.

 

 

 

 

 

شارك