مازق الملالي ... هل يعجز خامنئي عن الانتقام من أمريكا؟

الإثنين 06/يناير/2020 - 12:01 م
طباعة مازق الملالي ... روبير الفارس
 
مع انتشار النعيب والعويل والبکاء بين أوساط النظام الايراني المجرمين حزنا وکمدا على هلاك الارهابي الجزار قاسم سليماني فإن الشعب الايراني وشعوب المنطقة و المقاومة الايرانية ومعظم القوى الخيرة والمحبة للسلام قد تنفست الصعداء بهذا الخبر السار الذي أنهى مسيرة جزار تلطخت يداه بدماء الشعب الايراني وشعوب المنطقة وتم إسدال الستار على هذه المسيرة العدوانية الشريرة وبذلك فإن منطق الحق والخير يفرض نفسه مرة أخرى ويٶکد من إنه لاغد ولامستقبل للشر والاجرام والتطرف والارهاب.وقالت المعارضة مريم رجوي  ان النظام الايراني في مازق شديد حول كيفية الرد علي مقتل سليماني 

ففي الوقت الذى اعتبرت فيه مقتل المجرم الجزار قاسم سليماني، بارقة أمل فتحت الابواب مجددا على مصاريعها من أجل التحفيز على إقتلاع وإجتثاث جذور الشر والعدوان والجريمة التي زرعها نظام القتل والاجرام في طهران ضد شعوب المنطقة، واضافت قائلة  لقد حان الوقت المناسب لتوجيه الضربات تلو الضربات لنظام الملالي وأذرعه العميلة في المنطقة ولاسيما وقد إفتضحوا وإنکشفوا على حقيقته البشعة، وإن السيدة مريم رجوي ، قد وصفت "هلاك قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس قائد الحشد اللاشعبي في العراق بأنه ضربة غير قابلة للتعويض على نظام الملالي، وأكدت أنه حان الوقت لقطع أذرع نظام الملالي في المنطقة خاصة في العراق و سوريا و لبنان ، وطرد قوات الحرس من هذه البلدان. وبذلك يتحرر العراق من نير النظام الفاشي الديني الحاكم في إيران."، ذلك إن الامور کلها قد أصبحت واضحة جدا وظهر سوء وعدوانية النظام الايراني ودوره المشو م لشعوب المنطقة والعالم عموما والشعب العراقي خصوصا بأجلى صوره، ومن هنا فلم يعد مقبولا بعد اليوم أن يتم التستر أو إلتزام الصمت والسکوت تجاه هذا النظام وأذرعه العميلة التي لم تجلب معها الى العراق والمنطقة إلا الشر والسوء والدمار.

إيران والعراق والمنطقة وبشکل خاص بعد هلاك الارهابي الجزار قاسم سليماني وصنيعه العميل أبو مهدي المهندس، قد أصبح أمام منعطف تأريخ لابد من أن يٶسس لمرحلة وعهد جديد مبني على التعايش السلمي بين الشعوب والعمل المشترك من أجل إستتباب الامن والاستقرار في المنطقة والعالم ومحو الآثار والتداعيات الهمجية القذرة لنظام الفاشية الدينية في بلدان المنطقة وخصوصا في العراق محاسبة المجرمين من عملاء نظام ولاية الفقيه ممن تلطخت أياديهم بدماء الشعب العراقي.
الانتقام 
واضافت مريم قائلة كان لنظام ولاية الفقيه منذ اليوم الأول استراتيجية إرهابية اعتمد عليها حتى انتفاضة يناير 2018. وتقوم هذه الاستراتيجية على الإرهاب واحتجاز الرهائن وخلق الأزمات وإشعال الحروب لصنع هيمنة مزعومة وأوضاع خاصة حتى لا يجرؤ أحد ولا أي قوة على الاقتراب منها، وإظهار سلطة جوفاء لإخضاع منافسيه وإجبارهم بالابتزاز.

وبنظرة على علاقات نظام الملالي مع الدول الأوروبية التي كان دائمًا ما يحتجز بعض رعاياها حتى يجبرهم على تقديم امتيازات سياسية أو اقتصادية أو على الأقل يجبرهم على نيل حريتهم مقابل تسليم مجرمي وجواسيس نظام الملالي المسجونين في الدول الأوروبية.

نعلم أن الإرهاب واحتجاز الرهائن تم وضعه كنظرية منذ عهد خميني بوصفه نوع آخر من القوة. ولهذا السبب قال خامنئي أيضًا: "سنفاجئ كل من يهدد مصالح النظام وسنوجه له الصاع بالصاع". (1 يناير 2020) .

وبعد انتفاضة يناير 2018، بدأت هذه الاستراتيجية في الأفول، خاصة وأنه في عام 2019 هزت انتفاضتي الشعبين العراقي واللبناني العمق الاستراتيجي لنظام الملالي القائم على الإرهاب وتربية المرتزقة في هذه الدول.

وعندما اندلعت انتفاضة نوفمبر 2019 في جميع أنحاء إيران، أدرك الجميع مدى زيف وخدعة قوة النظام المزعومة وأن نظام ولاية الفقيه نظام وحشي ينخر فيه النمل الأبيض من الداخل.

وأُطلقت رصاصة الخلاص على هذه الهيمنة المزعومة التي استثمرها خامنئي كثيرًا في 3 يناير 2020 بمقتل الحرسي قاسم سليماني الذي كان رمزًا لقوة نظام الملالي الكاذبة الخادعة في المنطقة، وفجأة رأى العالم أجمع بأم عينيه إلى أي مدى كان استعراض العضلات لا أساس له وباطل.

بعد هذه الضربة القوية، كان يتعين على نظام الملالي أن يكون له رد فعل فوري مناسب للحفاظ على مظهر السلطة وحفظ ماء وجهه القبيح، وكل يوم يتأخر في الرد يزداد ضعفه وهشاشته اتضاحًا، وتزداد قواته إحباطًا وتعرضًا للسقوط وتتفاقم أزمته الداخلية.

أزمة رد الفعل وعواقبها

وقالت مريم بعد مقتل قاسم سليماني، بات نظام الملالي يعاني من أزمة متزايدة بشأن الرد على هذه الضربة الاستراتيجية من عدمه.

وهناك توهم من الصراع داخل النظام الفاشي حول هذه القضية، إذ يقول البعض من زمرة خامنئي : "إن جميع الاستعدادات والأسس للانتقام الشديد من أمريكا الإرهابية جاهزة، وإن التأخير في الانتقام من شأنه أن يلحق الضرر بما يتوقعه الشعب (الأفضل أن تقول بما يتوقعه عناصر نظام الملالي المرعوبين المحبطين). (صحيفة " كيهان خامنئي 4 يناير 2020).

إن المجموعة التي تحاول أن تقوم بما جاء في المثل ” تجشأ لقمان من غير شبع”، بحيث أنهم يشتكون من بيان المجلس الأعلى للأمن القومي، ويتساؤلون لماذا قيل أن الانتقام سيتم في الوقت المناسب والمكان المناسب؟ لأن عبارة "في الوقت المناسب والمكان المناسب" لا تعني التأكيد في العرف الدبلوماسي. (المصدر نفسه)

ومما لاشك فيه أنهم يعلمون أن البيان الكاذب من إملاءات خامنئي شخصيًا. إلا أنهم مضطرين إلى الجعجعة للحفاظ على مظهرهم.

ولكن على الجانب الآخر من التوهم، هناك مجموعة أكبر، حيث يؤكد ظريف، وزير خارجية الملالي، قائلًا: " نحن لن ننشغل بالأجواء المختلقة ولن يبتزنا الأمريكان". وهذا يعني أننا لن نستسلم. إنهم يدعون إلى الهدوء من باب ضبط النفس، ويتوسلون إلى الهيئات الدولية ويدعونها إلى القول: " بأن اتخاذ تدابير فورية مضادة من شأنها أن تؤدي بالضرورة إلى اندلاع الحرب، إلا أن ضبط النفس والاستغلال العالمي للعمل الإرهابي الأمريكي وإدانته ورفعه في الهيئات الدولية والرد بالمثل في الوقت المناسب، سيكون هو الحل الأكثر مثالية". (صحيفة "مردم سالاري " الحكومية – 4 يناير 2020)


عواقب الرد 

من الواضح أنه إذا أخذ خامنئي بمشورة هذه المجموعة ولم يبد أي رد فعل على مقتل قاسم سليماني فسوف يسقط تمثال قوته الكاذبة الذي ينخر فيه النمل الأبيض عند الجميع، وبداية في أذهان قواته؛ ليحل محله الخوف والفزع من الإطاحة وشدة السقوط . كما أنه إذا أبدى رد فعل فعليه أن يدفع تكاليف باهظة لمقتل قاسم سليماني.

والجانب الآخر من مأزق خامنئي ناجم عن السياسة الأمريكية الجديدة، فإما أنه يبقي في العراق وسوريا ويدفع ثمن خطر المواجهة اليومية مع أمريكا أو يشتري نفسه ويتمركز في كرمانشاه وهمدان وطهران، كما قال خامنئي نفسه.

ومما لاشک فیه أن نتيجة التعنت في الداخل في التعامل مع الشعب أدى إلى انتفاضة نوفمبر للإطاحة بخامنئي. بمعنى أنه بات واضحًا مدى ضعف الولي الفقيه واهتزازه في مواجهة أمواج هدير الشعب.

حیث أنه استطاع أن يحول دون سقوطه مؤقتا بارتكاب المذابح أو قتل الناجین. إلا أن الولي الفقيه خامنئي نفسه يعلم جيدًا أن القصة لم تنته بعد وأن عاصفة أكثر رعبًا تتربص به في الكمين.
وقال الباحث الايراني مهدي خلجي انه على الرغم من الخطاب الكبير الذى تقدمه ايران لرثاء سليماني  ورغم دور سليماني الفريد من نوعه في تنفيذ سياسة إيران الإقليمية المتّسمة بالمغامرة والحرب غير المتكافئة، فقد يتفادى النظام الانتقام الكبير والفوري إذا رأى أن هذه الخطوة مكلفة جدّاً أو أنها تشكّل مسبباً محتملاً لنزاعٍ عسكري خطير مع الولايات المتحدة. واضاف خلجي قائلا ومهما كانت أهداف النظام، لن يشكّل الحداد على وفاة سليماني رد فعل جميع الإيرانيين على مقتله. ففي الواقع، سبق أن احتفل بعض المواطنين بوفاته على وسائل التواصل الاجتماعي. وبصرف النظر عن الدعاية، الحقيقة هي أن العديد من الإيرانيين بدأوا يرونه كرمز للسياسة الإقليمية الفاشلة للنظام وليس كبطلٍ وطني - لا سيما بعد أن شوهد المحتجون في العراق ينادون بشعارات مناهضة لإيران في وقتٍ متأخرٍ من العام الماضي، وبعد أن بدأ سليماني بمساعدة القوات العراقية على قمع التحرك في محاولةٍ فاشلة للسيطرة على الغضب العام. كما أنّه لطالما جاهر «الحرس الثوري» الإيراني بـ "براعته الاستخباراتية الكاملة" في العراق، لذا قد يُعتبَر إخفاقه في إنقاذ قائدٍ بهذه الأهمية من الاغتيال بمثابة إحراجٍ بين الإيرانيين والعراقيين على حدٍّ سواء.
امير الارهاب
ويقول الباحث الامريكي ماثيو ليفيت ان تقييم المعلومات الاستخبارية الفريدة والتى قتلت امير الارهاب الايراني تري  أن إيران ووكلاءها لن ينفذوا هجمات داخل الولايات المتحدة ما لم تستهدف هذه الأخيرة إيران بشكل مباشر. ومن شأن اغتيال سليماني أن يندرج حتماً ضمن هذه الفئة.  
وتؤكّد إحدى الحالات في مدينة نيويورك على احتمال قيام الوكلاء الإيرانيين بهجوم انتقامي إرهابي. وفي هذا السياق، أُدين علي كوراني، وهو مهاجر لبناني إلى الولايات المتحدة، بقيادة خلية نائمة تابعة لـ «حركة الجهاد الإسلامي»، جناح «حزب الله» المسؤول عن العمليات الهجومية خارج لبنان، بشكل سري. وقال كوراني، الذي حُكم عليه في ديسمبر بالسجن 40 عاماً، إنه كان سيُطلب منه على الأرجح تنفيذ هجوم إذا أقدمت الولايات المتحدة على اتخاذ نوعاً من الإجراءات ضد إيران، أو «حزب الله» أو قادته. وبعد إلقاء القبض على كوراني، صرّح مدير "المركز الوطني لمكافحة الإرهاب" في الولايات المتحدة نيكولاس راسموسن أمام المراسلين في أكتوبر 2017 بأن «حزب الله» كان "مصمماً على منح نفسه خياراً محتملاً في الأراضي الأمريكية كعنصر حاسم من أجندته الإرهابية"، مضيفاً أن "هذا أمر نأخذه نحن في مجتمع مكافحة الإرهاب على محمل الجدّ بشكل كبير". 

كما تمّ اعتقال رجلين آخرين يُدّعى أنهما مرتبطان بـ «حركة الجهاد الإسلامي» في منطقة نيويورك، لكن لم تتم محاكمتهما بعد. ورغم أن هذين الرجلين وكوراني كانوا يقيمون في الولايات المتحدة، إلا أنهم كانوا متورّطين في أنشطة في كافة أنحاء العالم، مما يدل على مدى الانتشار العالمي للمنظمة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، اعترف إيرانيان آخران بالتجسس على منشقين عن "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" في نيويورك وواشنطن. ونفذا أيضاً عملية مراقبة لمؤسسات يهودية في شيكاغو.

وقال ماثيو وأحد الأسباب التي تبرر بالضرورة عدم انحسار التهديد بهجوم مدعوم من إيران بموت قائد «فيلق القدس» هو أن المؤسسة الأمنية الإيرانية لديها تقليد بمكافأة حتى المبادرة السافرة. وكان ذلك أحد التفسيرات المحتملة لمؤامرة مدبرة عام 2011 لاغتيال السفير السعودي آنذاك في الأمم المتحدة عادل الجبير، وقد تمّ إحباطها فقط بفضل الحظ.  

يُذكر أن طهران ترسل عملاء منذ عقود إلى أوروبا من أجل تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف معارضي النظام وغيرها من أعمال الإرهاب. وينتظر دبلوماسي إيراني في فيينا محاكمته في بلجيكا بتهمة محاولة سافرة لتفجير تجمع كان سينظمه "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" في باريس. وكان من بين الحضور محامي دونالد ترامب رودولف جولياني ورئيس مجلس النواب الأمريكي السابق نيوت غينغريتش. وكان هذا مثال آخر على مدى نشاط عملاء المخابرات الإيرانية في القارة.

لكن ثمة أيضاً رسالة حول ما سيكون عليه التأثير الرادع على أولئك المتهمين بتنفيذ هجمات خارج إيران. فالكثيرون اعتقدوا أن سليماني كان محصّناً ولا يمكن المسّ به. وقد تردد سابقاً أن الولايات المتحدة وحلفاءها كانوا يراقبونه في عدة مناسبات وقرروا عدم اتخاذ أي إجراء. ويُعتبر مقتله الآن شهادة براعة للمخابرات الأمريكية والجيش الأمريكي، كما يوجّه رسالة مفادها أنه لا يوجد أحد في مأمن من هجمات محتملة. فحين تكون في حالة من الارتياب طوال الوقت - وأنت تدرك أنك غير محصّن - فذلك يؤثّر على قدرتك على العمل

شارك