وثيقة: سليماني ارتكب جرائم إبادة للعراقيين ..وصحف الملالي تنتحب

الإثنين 06/يناير/2020 - 02:15 م
طباعة وثيقة: سليماني ارتكب روبير الفارس
 
كشفت وثيقة سرية للاستخبارات الإيرانية نشرها موقع The Intercept الاثنين، دور قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ودوره في ارتكاب جرائم إبادة أثناء الحرب عقب عام 2014 في العراق.

كما حذرت الوثيقة من اندلاع حرب طائفية في العراق؛ بسبب سياسة سليماني التي وصفتها بالشريرة.

وفي التفاصيل ، فنّد التقرير المطوّل كيف اكتسب سليماني على مر السنين سمعة كقائد عسكري مخيف يسيطر على شبكة من الميليشيات الإيديولوجية في عدة مناطق في الشرق الأوسط، بما فيها العراق.

ورسم صورة أكثر دقة لسليماني عبر أرشيف تم تسريبه من وكالة التجسس الإيرانية السرية وحصل الموقع على بعض وثائقه التي أعدت من قبل ضباط في وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، كانوا متمركزين في العراق بين عامي 2013 و2015، عندما كانت هناك مشاركة إيرانية فعالة في العمليات العسكرية بالمناطق السنية العراقية، وكان سليماني يدير المواجهة.

إلى ذلك، كشفت تلك الوثائق كيف كان يُنظر إلى سليماني في بعض أركان مؤسسة الاستخبارات الإيرانية، على عكس الصورة التي أشيعت عنه كخبير استراتيجي لا يقهر.

فبينما كانت الحرب التي تقودها إيران في العراق محتدمة، أعرب الجواسيس الإيرانيون سراً عن قلقهم من التكتيكات الوحشية التي يفضلها سليماني ووكلائه العراقيون، والتي كانت تؤسس بحسب تقديرهم لرد فعل كبير ضد الوجود الإيراني في العراق.

وتضمنت بعض البرقيات التي أعدها رجال المخابرات الإيرانية تحركات سليماني ولقاءاته مع كبار المسؤولين في العراق، كما تطرق بعضها الآخر إلى أنشطة المليشيات الإجرامية التابعة له في العراق.

إلى ذلك، انتقد ضباط المخابرات في بعض الوثائق سليماني بسبب عزلته عن المجتمعات العربية السنية ومساعدته على خلق الظروف التي تبرر تجدد الوجود العسكري الأميركي في العراق.

وتأسفت وثيقة لوزارة الداخلية عام 2014، جزئياً لأن سليماني كقائد للعديد من الميليشيات الشيعية في العراق، وكيف كان له دور في مجزرة جرف الصخر ضد السكان السنة.

كما ناقشت الوثيقة مشاركة الجماعة سيئة السمعة في العراق ألا وهي ميليشيا العصائب، بحسب ما جاء في التقرير.

وتابعت “في الوقت الحالي كل ما يحدث للسنة في العراق، بشكل مباشر أو غير مباشر، يُنظر إليه على أنه تم من قبل إيران حتى عندما لا يكون لإيران أي علاقة بالأمر”.

وتعرض سكان المناطق المنكوبة خلال العمليات العسكرية التي حصلت في الأعوام التي تلت 2014، لجرائم طائفية مروعة على يد الميليشيات المدعومة إيرانيًا.
وقدم موقع ايران انترناشينول قراءة في الصحف الايرانية الصادرة اليوم وقال التقرير اكتست كل الصحف بالسواد، واحتلت صورة قاسم سليماني العناوين الأولى للصحف دون استثناء، ردة فعل كل الصحف الأصولية والإصلاحية حيال اغتيال قائد فيلق القدس واضحة، الانسجام والاتحاد وتخطي الحدود السياسية الدائمة بين التيارات.

يمكن القول إن هذا الانسجام هو برهان واضح على أن الفوارق بين هذه التيارات واهية، ففي الحقيقة كلا التيارين الأصولي والإصلاحي هما ثمار شجرة واحدة.. أو أن هناك فرضية أخرى هي أن الصحف المعارضة لا تجرؤ على أن تغرد خارج السرب.. أو الفرضية الأخيرة وهي أن الحاج قاسم له شعبية بين كل التيارات.

تناولت صحيفة "اعتماد" هذه الشعبية، وفسرتها بأن الحاج قاسم لم يتدخل في السياسة، بخلاف بقية زملائه في السلك العسكري، وتجاوز حدود الأصوليين والإصلاحيين ودعا للحفاظ على جميع التيارات.

لم تكتبت الصحف حول مناقب الفقيد فقط، بل كتبت عن تبعات هذا الحدث، الصحف الأصولية طالبت جميعها بالانتقام الشديد والسريع، والنشطاء الإصلاحيون طلبوا من النظام التفكير بعمق وضبط النفس والحذر من اتخاذ قرارات عاطفية.

عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، حشمت الله فلاحت بيشه، قلل من احتمال نشوب حرب بين إيران وأميركا، وأوضح في مقابلة مع "آرمان ملي" أن أهم تبعات اغتيال سليماني هو تهديد المصالح الأميركية على جميع جبهات المقاومة

من جهة أخرى رأى المحللون مثل مهدي مطهرنيا أنه تم الضغط على زناد الحرب في الشرق الأوسط الآن.

ومن وجهة نظر صحيفة "فرهيختكان" الأصولية، فإن مقتل قاسمي "سيقسم تاريخ السياسة في إيران إلى ما بعد اغتيال قاسمي، وما قبل اغتيال قاسمي".

وحسب الصحيفة التابعة لعلي أكبر ولايتي، فإن السياسة الخارجية الإيرانية ستختلف من الآن وصاعدًا، فقد انتهت سياسة الأمل في التعامل مع أميركا.

ترى "فرهيختكان" أن نتيجة الاغتيال ستظهر في التعامل مع الاتفاق النووي، وإعلان روحاني استعداد إيران للمفاوضات؛ فالبعض في الداخل يعتقد من 6 سنوات أن عليه الحذر من الرد على أميركا كي لا تتأثر المفاوضات سلبًا، لكن مع سياسة ترامب الأخيرة يبدو أنه يمكن إلحاق ضربة أكبر.

 

"اعتماد": علينا أن لا نسعى للانتقام بعصبية وغضب

في مقال لصحيفة "اعتماد" دعا البرلماني علي مطهري إلى "الانتقام ضمن الوقت والحسابات المناسبة".

ويبدو أن عناوين مقالات السياسيين الإصلاحيين تدعو النظام إلى ضبط النفس مع وعد الانتقام الشديد.

كما كتب علي شكوري راد أن العصا الذي رفعناها طلبًا للحق، سيتم استعمالها في الوقت المناسب. ونصح شاكوري راد النظام بعدم تدمير تركة سليماني بالغضب والعصبية، كما كتب ناشط إصلاحي آخر، هو غلام علي رجائي، في "اعتماد" أن "على القيادات أن تتجنب المواجهات العاطفية حاليًا".

 

"آرمان ملي": إيران لا يمكنها تقديم شكوى قانونية

كتب الخبير في القانون الدولي يوسف مولائي في مقال لـ"آرمان ملي"، أن "اغتيال سليماني من الناحية القانونية يخالف الأعراف والقوانين الدولية"، جازمًا بأن "هذا الهجوم هو بالتأكيد عمل إرهابي ويمنح القانون الدولي الحق في الدفاع العادل لإيران"، ويحمل مولائي الحكومة العراقية المسؤولية، ويتوقع منها موقفًا أقوى، معتبرًا أن هناك فرضيتين لا غير، إما أن "عملية الاغتيال تمت بإذن من الحكومة العراقية وإما أنها لم تكن على علم، وفي هذه الحالة يجب أن تتخذ موقفًا قانونيًا أقوى ضد الولايات المتحدة".

وفي نفس الوقت، أضاف مولائي أن "فرص إيران ضعيفة أمام الإجراءات القانونية لأن محكمة العدل الدولية ليس لها أهلية إلزامية، وبالتالي لا يمكن للقانون الدولي الرد على مثل هذه المواجهة والهجوم الجبان".

 

"كيهان": لا يجوز تأخير الانتقام الشديد

ندب وحسرة حسين شريعتمداري في "كيهان"، اليوم، حمل ثلاثة محاور، أولاً جميع الاستعدادات جاهزة للانتقام الشديد ضد الولايات المتحدة، والتأخير في الانتقام للشعب سيسيء له.

واعتبر شريعتمداري أن إرسال واستقبال الرسائل مع السفارة السويسرية خدعة من الولايات المتحدة لتهدئة الأوضاع.

ويعتقد شريعتمداري أن بيان مجلس الأمن القومي بالرد على المجرمين والانتقام الشديد في الوقت والمكان المناسبين يعني من الناحية الدبلوماسية أن الأمر غير محسوم.

والنقطة الثالثة من وجهة نظر رئيس تحرير "كيهان" أن عشرين مليون قاسم سليماني مستعدون  ولتنتظر أميركا.

 

"جهان صنعت": فصل جديد من السياسة والمواقف

ناقشت "جهان صنعت" مع عبد الله ناصري، عضو مجلس تنسيق جبهة الإصلاح، تأثير مقتل قاسم سليماني على السياسة الداخلية، حيث يرى أن السياسات الكلية الداخلية والخارجية في إيران هي في يد المرشد الإيراني، علي خامنئي، وأن التغيير والتوجيه متوقفان على إرادته.

وأضاف ناصري أن "شهادة سليماني" ستشكل بالتأكيد فصلاً جديدًا في السياسة والتوجيه الجديدين للزعيم الإيراني.

ويرى الخبير في الشؤون الدولية مهدي مطهرنيا أن اغتيال سليماني سيتسبب في حرب في الشرق الأوسط يمكن أن يكون لها عواقب مختلفة على الجميع، وستستند هذه الحرب إلى القوة، ومن الممكن أن تكون عواقبها على إيران أكبر من الولايات المتحدة.

 

"جمهوري إسلامي": الاغتيالات والهجمات الأميركية ستستمر

كتب أحد قادة الحرس الثوري سابقًا والمقرب من الإصلاحيين، حسين علائي، تحليلاً لأوضاع ما بعد مقتل سليماني، ورأى أنه من المحتمل أن تتابع أميركا هجماتها وعمليات اغتيالها، وعلى الحكومة العراقية والشعب الإيراني وشعوب المنطقة الحذر.

ويبدو أن علائي كانت له توقعات سابقة تحققت في أخبار اليوم، عندما كتب المحلل مقالاً بنفس المحتوى في "شرق" تحت عنوان "ضرورة الحذر من الأعداء".

 

"فرهيختكان": "كيف ستنتقم إيران؟

حسب الصحيفة، فإن إيران لديها قدرات بارزة على مستويين؛ المستوى الأول القوات المسلحة الإيرانية، والمستوى الثاني القوات بالوكالة في سوريا والعراق واليمن ولبنان، حيث إن لدى إيران ما يقرب من مليون جندي في الخدمة، وخمسة ملايين مسلح آخر في هياكل التعبئة المدنية القادرين على الانتشار السريع في ساحات القتال.

كما نشرت إيران الآلاف من الصواريخ في المدن والجبال، وهو ما يستحيل مواجهته حتى بالأسلحة النووية.

تناول التقرير بشكل منفصل قوة حزب الله في لبنان، والحكومة السورية، وأنصار الله في اليمن، واصفًا إياهم بأذرع إيران العملية للانتقام الشديد، كما اعتبرت الصحيفة أن الحكومة والجيش السوري مثل لبنان والعراق مدينون جميعًا لسليماني.

ووفقًا للصحيفة، فإن قوات المقاومة ليست فقط قريبة من القواعد الأميركية البرية، بل قريبة أيضًا من القواعد الأخرى في البحر المتوسط وشمال أفريقيا، ويمكن الرد دوليًا على الولايات المتحدة بالصواريخ الباليستية وصواريخ كروز.

شارك