مصير غامض يحيط بميليشيات ايران في سوريا بعد مقتل قاسم سليماني
تحركات متسارعة من قبل ميليشيات ايران في سوريا، تفاديا لأي ضربات أمريكية تستهدف مقراتها في الاراضي السورية، في ظل التوترات بين ايران والولايات المتحدة بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في ضربة أمريكية ، الجمعة الماضية.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الميليشيات الموالية لإيران أخلت مقراتها في مدينة البوكمال تخوفاً من قصف تتعرض له مواقع الميليشيات.
وبحسب المرصد فإن عناصر الميليشيات انتشرت في البساتين على ضفة نهر الفرات، بينما أبقت عناصر حراسة على مقراتها.
استهداف امريكي
إشارة إلى أن طائرات مسيرة تم رصدها منذ أيام في أجواء مدينة البوكمال بريف دير الزور، فيما أطلقت الميليشيات المتمركزة في محيط المدينة والمنطقة الحدودية مع العراق نيران رشاشات ثقيلة لابعاد تلك الطائرات.
وفي 30 ديسمبر، شن الجيش الأمريكي غارات جوية في العراق وسوريا ضد جماعة كتائب حزب الله المسلحة احدي ابرز الميليشيات الموالية لايران في سوريا والعراق، رداً على مقتل متعاقد مدني أمريكي في هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية.
وقالت مصادر أمنية عراقية وأخرى من الجماعة إن ما لا يقل عن 25 مقاتلاً لقوا حتفهم وأصيب ما لا يقل عن 55 آخرين عقب ثلاث غارات جوية شنتها أمريكا في العراق الأحد 30ديسمبر.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان أن الهجوم استهدف ثلاثة مواقع لهذه الجماعة المدعومة من إيران في العراق وموقعين لها في سوريا مضيفا أن المواقع شملت منشآت لتخزين الأسلحة ومواقع قيادة وسيطرة استخدمتها الجماعة للتخطيط وتنفيذ هجمات على قوات التحالف.
الميليشيات الايرانية
وقدرت امنظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية مجمل قوات النظام الإيراني في سوريا يتخطى 70 ألف شخص، بينهم 20 ألفا من الميليشيات العراقية ومثلهم من الأفغان، إلى جانب 7 آلاف من باكستان، ونحو عشرة آلاف مسلح من ميليشيات حزب الله.
أما عن جنسيات تلك الميليشيات فهناك، حزب الله اللبنانى، وهو أولى الميليشيات الشيعية التي تدخلت في سوريا، فضلًا عن مقاتلين من أفغانستان وباكستان واليمن والعراق والبحرين، بحسب ما ذكره المحلل الاستراتيجي السوري، زاهر الساكت.
ويعد "حزب الله" اللبناني أبرز الميليشيات الموجودة في سوريا، بقوام عشرة آلاف مقاتل، في الصراع السوري، وقد أكد حسن نصرالله الأمين العام للحزب، في خطاب متلفز، الأربعاء 19 سبتمبر2018، أمام جمع من أنصاره فى بيروت، أن مقاتلي الحزب باقون في سوريا "حتى إشعار آخر".
وبعد "حزب الله"، تأتي الفصائل الشيعية العراقيَّة المقاتلة فى سوريا، فى المرتبة الثانية من حيث العدد، إذ يبلغ عدد عناصرها نحو 5 آلاف مقاتل، ومن أبرزها "حزب الله العراقي"، و"حركة نجباء العراق"، وميليشيات "الإمام الحسين"، و"أسود الله"، و"كتائب الإمام علي"، و"اتحاد أصحاب الحق"، و"كتائب أبوالفضل العباس"، و"عصائب أهل الحق".
ومن الفصائل الشيعية الأخري الموجودة في سوريا:«لواء فاطميون» وهو ميليشيا أفغانية أسسها علي رضا توسلي في عام 2014 بهدف القتال فى سوريا.
وهناك أيضا "لواء زينبيون"، ويتكون من عناصر من شيعة باكستان، إذ تشكل الميليشا الباكستانية أمرا أكبر من مجرد ميليشيا مسلحة تشارك في الصراع السوري، إلي مشروع أكبر من قبل النظام الايراني، يهدف للعمل على الاستفادة منهم في باكستان، ونقل الولاء من مجرد تقاطعات عقدية تكتنفها اختلافات فقهية مذهبية، إلى ربط مصير المكوّن الشيعي الباكستاني، بطهران باعتبارها المركز والمرجعية الأعلى لهم، عبر ولاية الفقيه، وما تمثله من انتماء يتجاوز الجغرافية البلدانية، ويمنح الأولوية للمذهب ومقتضياته السياسية، بحسب تصريح للدكتور خالد يايموت، أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس .
يبدو أن ميليشيات ايران في سوريا تشهد اوضاعا صعبة واصبحت هدف امريكي قادمة، وهو ما يشكل تقيدا لحركة هذه الميليشيات، بل واصبح الاخفي عن العيون هدف مما يشكل بداية النهاية لوجود أذرع الحرس الثوري في سوريا، وهو ما يحقق هدف الولايات المتحدة بإخراج القوات الايرانية من سوريا.