تحرير سرت.. ضربة قوية تُجهض مخططات أردوغان والسراج في ليبيا
الثلاثاء 07/يناير/2020 - 01:43 م
طباعة
أميرة الشريف
في الشهر التاسع علي التوالي من المعركة التي يخوضها الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، لتطهير البلاد من الجماعات الإرهابية المسلحة والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق الليبية التابعة لفايز السراج، أعلن الجيش الليبي، الأثنين 6 يناير 2020 تحرير مدينة سرت بالكامل، والتي قد يُشكل نقطة تحوّل في الصراع الحالي مع ميليشيات حكومة فايز السراج.
وبعد سيطرته على سرت، أرسل الجيش الليبي تعزيزات إلى محاور القتال في طرابلس، محققاً مزيداً من التقدم الميداني.
وشنّ طيران الجيش الليبي، غارات على معسكرات وتمركزات تابعة لقوات الوفاق في تاجوراء شرقي العاصمة طرابلس، استهدف الأعنف منها، مقرّ ميليشيا الضمان، كما استهدف القصف الجوّي كذلك مواقع تابعة للميليشيات بمنطقة بئر الأسطى بتاجوراء.
ومدينة سرت لها أهمية استراتيجية خاصة، حيث إنها مدينة ساحلية تقع شمال ليبيا وتتوسط الساحل الواصل بين شرق ليبيا وغربها، ويبلغ عدد سكانها نحو 160 ألف نسمة معظمهم من قبيلة الفرجان، كما تعد عسكريا نقطة متقدمة للجيش الليبي نحو مصراتة التي تبعد عنها 115 كيلومترا فقط.
وكانت تسيطر علي المدينة قوات متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني منذ طرد تنظيم "داعش" الإرهابي من المدينة بمساعدة ضربات جوية أمريكية في أواخر 2016، الذي نفذ في المدينة واقعة ذبح 21 مصريا قبل سنوات وكانت التنظيمات الإرهابية ومليشيات مصراتة توليها اهتماما بالغا لأهميتها وخطورة ضياعها منهم.
وتكتسب مدينة سرت أهمية استراتيجية في تحديد مسار المواجهات، نظرا لموقعها الجغرافي، إذ تقع على منتصف الساحل بين طرابلس وبنغازي، وتعتبر سرت من أكثر المدن الليبية امتدادا على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط، وفي داخلها العديد من المنشآت الاستراتيجية، مثل مطار القرضابية الدولي، وميناء سرت التجاري، وتضم المدينة أيضاً قاعدة جوية رئيسية، في القرضابي، ويعد المطار والميناء من أهم المنافذ الرئيسية في ليبيا على العالم.
وقال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني إن القيادة العامة للقوات المسلحة تعلن رسمياً تطهير مدينة سرت والسيطرة عليها من الجماعات الإرهابية والمجرمين.
وفي سرت أيضا، عددا من المؤسسات الرسمية المهمة كمجمع الوزارات، وقاعة للمؤتمرات، استضافت عددا من القمم العربية والأفريقية والمؤتمرات الكُبرى.
وتخضع مدينة سرت منذ مايو 2015 تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي ثم دخل لاحقا في صراع مع الميليشيات الأخرى الموجودة في ليبيا، التي أعلنت طرده منه والسيطرة عليها في أغسطس 2016.
ويري مراقبون أن سيطرة الجيش الوطني على سرت تعتبر مفتاح السيطرة على ليبيا، ومن المؤكد أيضا أنها تشكل محطة مفصلية في حسم معركة استعادة الشرعية في العاصمة طرابلس.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، المعادية للجيش الليبي، قد أبرما في نوفمبر الماضي، اتفاقية أمنية تتيح عمليا لأنقرة التدخل العسكري في ليبيا عبر نشر جنود ومرتزقة هناك، الأمر الذي قوبل بمعارضة ليبية وعربية ودولية واسعة.
كما وقع الطرفان اتفاقية ثانية للحدود البحرية، في خطوة صعدت خلافات بشأن احتياطيات غاز بحرية محتملة في شرق البحر المتوسط.
وقال حفتر في كلمة وجهها إلى الشعب الليبي إنه حان وقت "المواجهة وقبول التحدي ورص الصفوف ونبذ خلافاتنا فيما بيننا ونعلن الجهاد والنفير والتعبئة الشاملة ونحمل السلاح رجالا ونساء عسكريون ومدنيون".
وطالب حفتر الشعب التركي بأن ينتفض في وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والوقوف في وجه مخططاته التوسعية.
ويأتي نجاح الجيش الوطني الليبي بعد يوم من إعلان تركيا عن تحرك وحدات من جيشها إلى ليبيا من أجل التنسيق والاستقرار.
وتواصل تركيا دعمها للجماعات الإرهابية وتيار الإسلام السياسى فى ليبيا بالمال والسلاح، وتقديم الدعم اللوجيستى لتلك الجماعات لتنفيذ خطة أنقرة فى الأراضى الليبية.
وظهر بداية الدعم التركي الأسود لإرهابي طرابلس، في سبتمبر 2015، حينما ضبطت اليونان سفينة تركية محملة بالأسلحة كانت متجهة إلى ليبيا، وفي يناير 2018، تم ضبط سفينة تركية محملة بالمتفجرات كانت متجهة لميليشيات طرابلس، وديسمبر 2018، ضبطت سفينة تحمل أسلحة تركية مهربة كانت في طريقها لميناء الخمس الليبي.
ويقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمساعي طائلة لإمداد الجماعات الإرهابية فى ليبيا بكافة الوسائل حتي يعطل مسيرة الجيش الوطنى الليبى القتالية، إذ فتح الباب أمام إدخال شحنات من أجهزة التشويش على سلاح الجو الليبى، بالتعاون مع حكومة فايز السراج، لتدريب مجموعات من الميليشيا الإرهابية على الأسلحة الحديثة.
وبتحرير سرت يكون انقطع الطريق علي أردوغان والسراج في تحقيق مخططاتهم للوصول إلى حقول النفط الرئيسية في البلاد، إذ تعد سرت البوابة إلى حقول النفط في البريقة ورأس لانوف والسدرة، كما يمنع تحرير المدينة تسلل الميليشيات إلى قاعدة الجفرة العسكرية الرئيسية التي تقع جنوب سرت.