أردوغان.. فشل في الداخل التركي ووعود بمنح الجنسية للمقاتلين في ليبيا
الأربعاء 08/يناير/2020 - 12:58 م
طباعة
حسام الحداد
الدكتاتور لا بد أن يحيطه الفاسدون، تعد هذه المقولة أقرب إلى الحقيقة الأن، خصوصا إذا قمنا بتطبيقها على الدكتاتور العثماني أردوغان، وتحديدا عندما يكشف هذا الفساد واحد من الذين كانوا مقربين له وهو رئيس حزب المستقبل "أحمد داود أغلو" حيث اتهم أردوغان بالوقوف ضد محاكمة وزراء حكومته المتهمين بالفساد. وقد أكد أوغلو أنه كان دائم الانتقاد لسياسات الحزب الحاكم، قائلًا: “لقد أبديت آرائي ابتداءً من اندلاع أحداث متنزه غيزي في يونيو 2013، وحتى أحداث وقائع الفساد والرشوة في 17 ديسمبر 2013. كنت أعترض. حاولت أن أغير مسار الأمور. وقد نجحت في جزء من ذلك. ولكنني لم أحصل على ما أريد في جزء آخر. حاولت كثيرًا أن أرسل أردوغان إلى ميدان تقسيم وسط الشباب المتظاهرين، خلال أحداث متنزه جيزي، ولكنني لم أفلح في إقناعه”.
وأوضح أنه كان له رأي مختلف فيما يتعلق بالتعامل مع الوزراء المفضوح فسادهم ورشوتهم في 17 ديسمبر 2013، قائلًا: “كنت أرى ضرورة عرضهم على المحكمة وهي تبرئهم. إذا تذكرتم، تم تشكيل لجنة داخل البرلمان لبحث الأمر. كان بداخل اللجنة 9 أعضاء من حزب العدالة والتنمية. قاموا بفحص المستندات. وأنا حصلت منهم على معلومات، كما اطلعت على المستندات بنفسي، وكذلك ناقشت الأمر مع رئيس اللجنة ونائبنا في البرلمان حقي كويلو. وكانت النتيجة أن الادعاءات الخاصة بوزير واحد فقط كانت غير صحيحة، وباقي الوزراء كانوا مدانين. قمت باستدعاء الوزراء الثلاثة المدانين. دار بيننا حوار مثير للجدل، بعدها في اليوم التالي عقدت مؤتمرًا صحفيًا، وتحدثت عن أنهم سيذهبون إلى المحكمة بأنفسهم طواعية”.، والوضع الاقتصادي التركي يزداد صعوبة خصوصا بعد اعلان أردوغان ارسال قوات إلى ليبيا ففي هذا الشهر ارتفعت أسعار الخبز بنحو 12 في المئة في بعض المدن وبنحو 15-20 في المئة في البعض الآخر وفقا لاختلاف تكلفة الإنتاج.
وفي أنقرة ارتفع سعر الخبز وزن 200 جرام من ليرة و25 قرشا إلى ليرة و50 قرشا.
يأتي ذلك بعدما دخل قرار اتحاد التجار والصناعيين الأتراك هذا الشهر حيز التنفيذ، والذي ينص على رفع سعر المخبوزات بعد ارتفاع سعر الدقيق، وعلقت المخابز في عدد من المدن قائمة الأسعار الجديدة.
وعلى صعيد الوعود الكاذبة، قالت صحيفة “Kölner Stadt-Anzeiger” الألمانية إن إعلان الرئيس أردوغان، بدء إرسال قوات إلى ليبيا يأتي ضمن الخطابات الشعبوية التي يحرص عليها أردوغان للحفاظ على قاعدته، لكنها رأت أن ذلك لن يغني أردوغان عن اللجوء إلى انتخابات مبكرة.
وكان الرئيس أردوغان، أعلن هذا الأسبوع خلال لقاء تلفزيوني مع قناتي “CNN” و”Kanal D”، أن هناك قوات عسكرية في طريقها إلى ليبيا، وذلك بعد أن حصل على تفويض من البرلمان، وهو ما تسبب في ارتفاعً حدة التوتر في منطقة شرق المتوسط.
الصحيفة الألمانية أكدت أن أردوغان يواجه رفضًا دوليا لمخططاته، قائلة: “إن الاستراتيجية الهجومية العدائية التي يتبعها تجعله أكثر عزلة أمام المجتمع الدولي. الاتحاد الأوروبي، يبحث تطبيق عقوبات. الولايات المتحدة الأمريكية، والأمم المتحدة وحتى روسيا التي تحتاج تركيا إلى دعمها في الملف السوري، أعلنوا انتقادهم للعملية التركية في ليبيا”.
واعتبرت أن أردوغان هدفه من اللعب بالقوة العسكرية لبلاده في سوريا وليبيا، وكذلك تهديداته المستمرة لليونان وقبرص، هو “تشتيت انتباه المواطنين عن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة”.
وقالت عن الرئيس التركي: “إن أردوغان يستخدم خطابات عثمانية جديدة تجاه مجموعة يشعرون بدونية في أنفسهم. ولكن يبدو أن هذه الحيلة لم تعد تفيد في شيء. فالشعب يرفض، والانشقاقات تتواصل في حزب العدالة والتنمية. سيضطر أردوغان عاجلًا أو آجلًا لدعوة المواطنين لانتخابات مبكرة. ولكن هل سيفوز هذه المرة بالانتخابات كما كان يفوز بها منذ عام 2002؟ لم يعد الأمر أكيدًا”.
وتطالب أحزاب معارضة في تركيا بانتخابات مبكرة اعتراضًا على الأداء الحكومي، وهيمنة حزب العدالة والتنمية على الحكومة والبرلمان.
وبالتزامن مع اعلان أردوغان تحرك قوات تركية إلى ليبيا، نشرت الباحثة والناشطة في مجال حقوق الإنسان، بمعهد “The Forum for Regional Thinking” للدراسات، إليزابيث تسوركوف، تغريدة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، كشفت فيها أن الحكومة التركية وعدت المقاتلين الموالين لها بالحصول على الجنسية التركية في حال الاستمرار في القتال في ليبيا لمدة 6 أشهر.
تسوركوف نشرت في تغريدتها صورة لبطاقة هوية صادرة عن الحكومة التركية، وقالت: “مصادر داخل الجماعات السورية المقاتلة في ليبيا، وتحصل على دعم من تركيا، أوضحت أنهم وعدوا بالحصول على الجنسية التركية مقابل قتالهم في ليبيا لمدة 6 أشهر. وقد حصل الكثير من القادة في هذه الجماعات على الجنسية التركية وجوازات سفر تركية، خلال الشهر الماضي”.
وها هي فيجان يوكسداغ رئيسة حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، السابقة والمتهمة بإهانة الرئيس أردوغان والمحبوسة منذ ثلاث سنوات، مع رئيس الحزب المشارك صلاح الدين ديمرتاش، نقلت من سجنها إلى جلسة المحاكمة لسماع الحكم في مدينة فان جنوب شرق تركيا.
وخلال الجلسة كانت يوكساكداغ تتابع ما يدور من خلال نظام المتابعة بالصوت والصورة عبر الإنترنت، ولكنها أوضحت خلال دفاعها عن نفسها، أن هناك مشاكل في الصوت، وقالت: “السياسي في بعض الأحيان يكون حادًا في كلامه أو يقول كلاما قد لا يعجب الآخرين؛ لأنني سياسية، وهذا هو عملي. يمكنني أن أوجه انتقادات حادة للآخرين. ويجب ألا يكون ذلك جريمة”.
وأكدت أن ما تتعرض له ليس محاكمة وإنما حيلة سياسية يتبعها حزب العدالة والتنمية من أجل إطالة عمره في الحكم، قائلة: “هذا يعتبر انقلابًا على إرادة المواطنين. نحن هنا الآن لأننا نقف أمام هذا الانقلاب. وجودنا داخل السجون هو معاقبة للأفكار والآراء. ولكن الحقيقة أنه من غير الممكن التخلص من أي فكر من خلال الإلقاء بأصحابه في السجن”.
أضافت: “سنقاوم. سنقاوم في وجه الظالم. إن لم نقاوم، سيفوزون هم. نحن نقاوم والشعب أيضًا، وسيخسرون هم. هناك شعب أكبر من أردوغان في هذا البلد. نحن نستند إلى هذا الشعب في مواجهة جحافل الظلم. ستهدم قصورهم في يوم من الأيام، وسيكون مصيرهم تحت الأنقاض”.