التنظيم الدولي للإخوان يحشد قواته لدعم احتلال أردوغان لطرابلس.. وخبير يحذر دول المغرب الغربي
في ظل الحشد التركي القطري لدعم ميليشيات طرابلس، عبر اغراء الميليشيات
السورية والجماعات الارهابية في المنطقة للقتال إلى جانب الميليشيات ضد الجيش
الوطني الليبي، تؤكد ان التقارير ان تنظيم الإخوان الدولي وخاصة في منطقة المغرب
العربي وأفريقيا أعلن عن النفير لدعم ميليشيات طرابلس بمقاتلين.
وأوضحت مصادر ليبية، ان الاخوان في تونس والجزائر وموريتانيا ومناطقة
الساحل والصحراء والسودان وفي وسط وغرب افريقيا بدأ عملية دعم قوي من اجل تجهيز
أكبر عدد ممكن من المقاتلين في صفوف
ميليشيات طرابلس التي تعني من خسائر فادحة بعد تقدم الجيش الليبي نحو طرابلس
وسيطرته على مدينة سرت الاستراتيجية القريب من مصراته معقل الإخوان والجماعات الارهابية،
وكذلك العاصة طرابلس.
وأوضح المصادر أن الإرهابي الليبي المقيم في تركيا، عبد الحكيم بلحاج، أبرز
قيادات الجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة تنظيمياً بشكل غير مباشر بتنظيم القاعدة،
عن نقل المقاتلين عبر شركة « طيران الأجنحة الليبية» التي يملكها «بلحاج» من عدة
عواصم إلى طرابلس.
بلحاج تورط في أعمال إرهابية مشبوهة، في عام 2011 قاد كتيبة ثوار طرابلس وهي
ميليشيا مسلحة مدربة في غرب ليبيا، ثم تحول في فترة وجيزة إلى ملياردير وقائد بالمجلس
العسكري في طرابلس.
وكشفت إذاعة فرنسا الدولية «إر إف إيه» أن شركة الخطوط الجوية الليبية «Afriqiyah Airlines» وشركة طيران
الأجنحة الليبية التي يملكها «بلحاج»؛ قامتا بنقل مقاتلين من تركيا إلى طرابلس؛ بهدف
مد يد العون للميليشيات التابعة لحكومة «السراج»؛ موضحة أنه في الفترة ما بين ٢٧ و٢٩
ديسمبر ٢٠١٩ هبطت أربع طائرات في مطار «معيتيقة» بطرابلس، تحمل مقاتلين سوريين من الألوية
الموالية لأنقرة، وكانت رحلات الطيران غير مسجلة.
وتشكل حركة النهضة فرع الإخوان
المسلمون في تونس، احدى ابرز القوى لدعم ميلشيات طرابلس بالمقاتلين، ففقد كانت
تونس منذ دخول ومشاركة الاخوان في السلطة من اعلى الدول وابرزاها التي انضم مواطنيها الى جماعات ارهابية وعلى رأسهم تنظيم "داعش" الارهابي.
كما يشكل تاريخ النهضة الدموي و"الجهازي السري" الذي تشير بعد
التقارير التونسية الى عودته للعمل ، عن دور خفي لإخوان تونس في دعم ميليشيات
طرابلس بالمقاتلين او بالأسلحة.
وقال وزير الخارجية السابق القيادي بحركة النهضة رفيق عبدالسلام وهو صهر زعيمها
راشد الغنوشي :نحن لسنا محايدين في هذه المعركة التي تدور على حدودنا، بل لا نملك إلا
أن ننحاز لحكومة طرابلس وقواها الصامدة في مواجهة هذا المخطط العدواني الذي تقوم به
قوات حفتر التي تسمي نفسها زوراً وبهتانا بالجيش الوطني، وهي في الحقيقة عبارة عن مليشيا
كبيرة لا غير تضم مجموعات من العسكريين السابقين
ومن السلفيين المداخلة الذين يمثلون النموذج المكثف للتطرف والارهاب واستحلال دماء
الأبرياء باسم الدين »، على حد زعمه.
كذلك توعد صهر الغنوشي بالهزيمة قائلاً :« ستندحر قوات حفتر الغازية على أبواب
طرابلس وفِي الغرب الليبي عامة، آجلاً أوعاجلاً وسيندحر معها مشروع التدمير والخراب
الذي يقوده محور الشر والظلام العربي فثورات الربيع مازالت صامدة وحية، بل هي تتجدد
في أكثر من موقع من العالم العربي رغم كل المؤامرات والدسائس التي تشنها الثورات المضادة
المستقوية بالمال والقوى الاستعمارية » علي حد زعمه.
«حركة مجتمع السلم» او «إخوان الجزائر» يسيرون على نهج «إخوان تونس»، في
الاعلان عن دعم ميليشيات طرابلس سواء على الصعيد السياسي، او على الصعيد الاعلامي،
ولكن ايضا هم حذرين في دعم ميليشيات الوفاق بالمقاتلين في ظل لقبضة القوية من
الأجهزة الجزائرية، إذ توجس الاستخبارات الجزائرية من العودة الى سيناريو العشرية
السوداء في تسعينات القرن الماضي والتي لعبت «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» دورا رئيسا في الصراع الدموي.
و حركة مجتمع السلم «حمس» هي أكبر حزب معارض في الغرفة الأولى للبرلمان (34
مقعداً من أصل 462) وتعلن بشكل صريح دعم ميليشيات الوفاق في مواجهة الجيش الوطني
الليبي.
فقد هاجم زعيم «اخوان الجزائر» عبد
الرزاق مقري، تحرك الجيش الوطني الليبي نحو العاصمة طرابلس، معتبرًا إياها عملًا استفزازيًّا
لبلاده، زاعمًا أن تحرك الجيش الليبي في المنطقة الغربية هو نوع من الضغط على المؤسسة
العسكرية في الجزائر، لتسير في ركب الأجندات، حسب وصفه.
وفي مؤتمر صحفي وصف «مقري» تقدم الجيش الليبي تجاه الحدود الشرقية للجزائر مجازفة
من المشير «حفتر» بنفسه، وباستقرار المنطقة ككل، وعلقت الحركة لافتة كبيرة على واجهة
مقرها بالعاصمة الجزائرية، للقائد العام للقوات المسلحة الليبية، خليفة حفتر، مدون
تحتها بالفرنسية، ومتوعدة إياه فيها بـ«مفاجأة كبيرة» حال ما اقترب من الحدود الجزائرية.
كما اجتمع «مقري» بزعيم إخوان تونس راشد الغنوشي، مع القيادي الإخواني الليبي
علي الصلابي عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في فبراير 2017؛
للحديث عن تفعيل العلاقات المغاربية، وكل هذا يأتي على خلفية الأزمة الليبية.
«مقري» بارك التدخل التركي في
ليبيان قائلا «حكومة السراج الشرعية، أرادت أن تُبرم اتفاق تعاون عسكري واستراتيجي
مع دولة أخرى، فهما دولتان أخريان لا علاقة لنا بقرارهما على الإطلاق».
النظام الجزائري برئاسة عبد المجيد تبون، يتوجس من الدعم الإخوان للتحركات
التركية في طرابلس، ويخشى ان تكون نقطة انطلاق للمشروع توسعي في دول الاتحاد
المغربي(ليبيا-تونس-الجزائر-المغرب-موريتانيا) في ظل وجود الاخوان في السلطة بشكل
او باخر في هذه الدول وتمتعهم بحضور في البرلمانات الشرعية، بما يشكل «طابور
خامس» لنظام رجب طيب أردوغان في مشروعه
التوسعي بشمال أفريقيا انطلاقا من طرابلس.
وقال الحزب الوطني الجزائري في بيان له «إن الحزب الوطني الجزائري يتابع عن
كثب وببالغ الاهتمام التحركات التي يقوم بها رئيس تركيا رجب طيب أردوغان إلى منطقة
المغرب العربي، والتي يسعى من خلالها إلى بسط النفود الإنكشاري العثماني على أرض ليبيا
الشقيقة، بغية تحقيق المشروع الذي طالما حلم به لبسط الهيمنة التركية على المنطقة بلباس
جديد وحلة جديدة، بحجة محاربة الإرهاب وحماية مصالح الشعب الليبي الشقيق».
ولذلك اتخذ المجلس الأعلى للأمن الجزائري، في اجتماع برئاسة الرئيس عبد المجيد
تبون، الخميس 26 ديسمبر 2019، إجراءات لحماية الحدود مع ليبيا، مشيرًا إلى أنه درس
الأوضاع في المنطقة، وبوجه الخصوص على الحدود الجزائرية مع ليبيا ومالي، مؤكدا أن المجلس
قرر جملة من التدابير يتعين اتخاذها لحماية الحدود، وكذا إعادة تفعيل وتنشيط دور الجزائر
على الصعيد الدولي؛ خاصة في ما يتعلق بهذين الملفين، وبصفة عامة في منطقة الساحل والصحراء
وفي أفريقيا.
التجمع الوطني للإصلاح والتنمية - تواصل «إخوان موريتانيا» يسرون على نهج
اخوان تونس والجزائر في دعم ميليشيات طرابلس والتنديد بعمليات الجيش الليبي لتحرير
العاصمة الليبية، في وقت التزم الحزب الصمت عن التدخل التركي، وهو ما ييشكل موافقه
ودعم من غخوان موريتانيا للاحتلال التركي للأراضي العربية.
حزب العدالة والتنمية المغربي «إخوان المغرب» يذرع بدع حكومة فايز السراج، باعتبارها
المعترف بها من قبل الامم المتحدة، لتكون ستارا له في دعم ميليشيات طرابلس، رغم
الموقف الرسمي من دول المغرب برفض التدخل في الشؤون الداخلية الليبية.
وبخصوص نأي المملكة بنفسها عن الصراعات الدولية التي تسم الأزمة الليبية، قال
إدريس لكريني، مدير مختبر الدراسات الدولية حول تدبير الأزمات بجامعة القاضي عياض،
إن «المغرب على وعي تامّ بأن تدبير الملف لا ينبغي أن يخرج عن الدائرة المغاربية، على
الأقل اليوم».
وأضاف لكريني، في تصريح أدلى به لجريدة «هسبريس» المغربية،: «في مقابل المبادرة
التركية توجد أطماع أخرى عبرت عنها دول كثيرة، نذكر منها الدور الفرنسي، بالإضافة إلى
بعض دول الشرق الأوسط، دون إغفال الدور الروسي»، مؤكدا أن «الموقف المغربي يدعم احترام
سيادة ليبيا، وتعزيز الأمن والسلم داخل البلد».
المحلل السياسي اللبناني نضال السبع، توقع ان يحشد تنظيم الاخوات الدولي
كافة طاقته من اجل دعم الاحتلال التركي لليبيا بالميليشيات.
وأضاف السبع لـ«بوابة الحركات الاسلامية» ان اردوغان عبر التنظيم الدولي للاخوان يسعى لتكرار
السيناريو السوري في ليبيا، باستقدام وحشد جميع الارهابيين من جميع الجنسيات
للقتال تحت رايته في ليبيا وابقاء العاصمة طرابلس لهينة للاخوان والارهابيين.
وقال السبع ، إن التجربة في سوريا ونقل مقانلين من سوريا الى طرابلس، تؤكد
على ان التنظيم الدولي للاخوان يحشد كامل طاقته لابقاء طرابلس تحت سيطرته، في ظل
تقدم الجيش الليبي في العاصمة بقيادة المشير خليفة حفتر، والتفاف الشعب الليبي حول
قواته المسلحة لصد الاحتلال العثماني لبلادهم.
ولفت الى ان الإخوان يشكلون الطابور الخامس لأردوغان في الدول العربية،
وكذلك أبرز واهم ادواته لعودة الاحتلال العثماني للبلاد العربية.
وحذر المحلل اللبناني دول تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا من السقوط تحت
النفوذ التركي، لافتا الى ان أردوغان اذا نجح في مخططه باحتلال ليبيا فأنها المغرب
العربي لن يكون بعيدا عن أطماعه في السيطرة والاحتلال النفوذ.