صفعة جديدة لأردوغان.. الجيش الليبي يتصدي لتدخلات تركيا بتوسيع "الحظر الجوي"
الخميس 09/يناير/2020 - 01:51 م
طباعة
أميرة الشريف
ما زال الجيش الوطني الليبي يوجه الصفعات لتركيا واحدة تلو الأخري، حيث أعلنت القيادة العامة للجيش الليبي 9 يناير 2020، توسيع منطقة الحظر الجوي المعلن عنها سابقا فوق العاصمة طرابلس لتشمل مطار وقاعدة معتيقية الجوية، في إطار التصدي للتدخلات التركية.
وكان الجيش الليبي أعلن في نهاية نوفمبر الماضي عن فرض الحظر الجوي فوق منطقة العمليات في العاصمة طرابلس.
لكنه استثنى حينها منطقة مطار معيتيقة من الحظر الجوي الذي فرضه الجيش على العاصمة، نظرا للحاجات الإنسانية المحتملة.
وبحسب ما أوردت إذاعة "أر. أف. آي" الفرنسية، تستغل ميليشيات طرابلس هذا الأمر، ، التي قالت إن معتيقية، وهو المطار الوحيد العامل في العاصمة الليبية، شهد في الآونة الأخيرة حركة دؤوبة لمقاتلين قادمين من تركيا على متن رحلات طيران غير مسجلة.
وشملت المنطقة المحظورة أيضا: من المايا غرب طرابلس قرب مدينة الزاوية، وتمتد حتى مقر الكلية العسكرية للبنات سابقا، ومزرعة النعام بمنطقة تاجوراء شرقي العاصمة، ومنطقة القرة بوللي شرقي العاصمة، وجنوب شرق مدينة ترهونة، وغربا حتى أدنى معسكر الرابطة.
ويأتي قرار الجيش الليبي عقب إسقاط منصات الدفاع الجوي التابعة له طائرة تركية مسيرة في منطقة بوقرين بمدينة سرت.
ويحرز الجيش الوطني الليبي في طرابلس تقدما خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما أعلن قائده المشير خليفة حفتر انطلاق عملية حاسمة لتحرير قلب طرابلس التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة.
ويشن الجيش الوطني الليبي منذ أبريل 2019 حملة عسكرية واسعة، للقضاء على ميليشيات طرابلس التي تعمل تحت إمرة حكومة فايز السراج.
والسبت الماضي، صوت مجلس النواب الليبي بالإجماع، على تفويض القيادة العامة للقوات المسلحة لتعطيل المطارات والموانئ والمنافذ البرية، الواقعة تحت سيطرة حكومة فايز السراج، لمواجهة التدخل التركي.
يذكر أن البرلمان التركي صوت، الخميس الماضي، على الطلب الذي قدمته الرئاسة لتفويض الحكومة بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا دعما لحكومة السراج، وهو الأمر الذي أكد البرلمان والجيش في ليبيا رفضهما التام له وتعهدا بتقويضه.
ومن جانبهم وجه وزراء خارجية كل من مصر وفرنسا واليونان وقبرص صفعة قوية للرئيس التركي رجب أردوغان، حيث أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، ضرورة وقف التدخلات التركية في ليبيا والتوصل لحل سياسي للأزمة، وذلك عقب اجتماع مع نظرائه من فرنسا واليونان وقبرص بشأن ليبيا.
وناقشوا الوزراء الأوضاع التي ازدادت تعقيدا في ليبيا، بعد التدخل التركي، ممثلا بمذكرتي التفاهم بين الحكومة التركية وحكومة طرابلس، اللتين تتيحان التواجد العسكري التركي على الأرض في ليبيا، وتنتهكان حقوق دول الجوار من خلال تعيين الحدود البحرية.
وقال شكري إن "التهديدات التركية المستمرة بالتدخل العسكري في ليبيا، هي محاولة لترجيح كفة طرف، وضربة كبيرة للجهود الدولية التي تحاول التوصل إلى حل سياسي هناك".
من جانبه، أعرب وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، عن قلقه بشأن اتفاقية أردوغان ورئيس حكومة طرابلس فايز السراج، واصفا إياها بـ"الباطلة قانونيا".
أما وزير خارجية اليونان نيكوس ديندياس، فشدد على أن اتفاق أردوغان-السراج يناقض اتفاق الصخيرات، وأن تدخل تركيا في ليبيا يشكل تهديدا للمنطقة وللدول الأوروبية، ويعد انتهاكا للقرارات الدولية.
وفي تحدٍ واضح، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ، إن تركيا أرسلت 35 جنديا إلى ليبيا دعما لحكومة الوفاق، لكنهم لن يشاركوا في المعارك.
ونقلت صحيفة "حرييت" التركية عن أردوغان رداً على تساؤلات حول شكل الانتشار العسكري التركي في ليبيا أن "تركيا ستتولى مهمة التنسيق. لن يشارك الجنود في أعمال قتالية"، وفق ما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قال، إن تركيا سترسل خبراء عسكريين وفرقا تقنية لدعم الحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا.
فيما قال أردوغان، إن "وحدات عسكرية تركية بدأت في التحرك إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني"، مشيرا إلى أن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج طلب دعما من تركيا في الشهر الماضي.
في هذا السياق، وصل كل من المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطنى الليبى ورئيس ما يعرف بحكومة الوفاق الليبية فايز السراج، إلى روما للقاء رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى.
وكان مصدر بالحكومة الإيطالية قال إن حفتر اجتمع مع رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى فى روما، وسط نداءات لوقف إطلاق النار بين مليشيات حكومة الوفاق والجيش الوطنى الليبى بقيادة حفتر.
تأتي زيارتا حفتر والسراج فيما تشهد ليبيا قتالا بين قوات حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي في سعيه لدخول العاصمة طرابلس لتطهيرها من الإرهاب.
وحقق الجيش الوطنى الليبى عدة مكاسب بسيطرته على مدينة سرت شمالى البلاد، والضغط بشكل أكبر على الميليشيات المسلحة المتمركزة فى مدينة مصراتة والداعمة لحكومة الوفاق الوطنى.
وأفشلت قوات الجيش الوطنى الليبى مخطط تركيا بإرسال مرتزقته ومقاتليها عبر مدينة سرت عن طريق الميناء البحرى أو قاعدة القرضابية التى كانت تسيطر عليها كتائب وميليشيات البنيان المرصوص التابعة لمدينة المرصوص.
وخططت تركيا لنقل مقاتليها ومرتزقتها عبر مدينة سرت عقب رفض الجزائر وتونس السماح لأنقرة بإنزال جوى على أراضى البلدين لدخول الأتراك إلى ليبيا، وهو ما يعقد التحركات التركية ويدفعها إلى نقل المقاتلين والمرتزقة عبر رحلات مدنية عبر مطارى مصراتة وطرابلس.
وأجهض الجيش الليبى مخطط تركيا بنقل مرتزقتها عبر مدينة سرت عقب سيطرته على المدينة والميناء، واقتراب القوات بشكل أكبر من الحدود الإدارية لمدينة مصراتة.