هل يغير مقتل سليماني في سياسة ارهاب الملالي؟
الجمعة 10/يناير/2020 - 11:08 ص
طباعة
روبير الفارس
أعلن علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى لنظام الملالي أنه سيتم دفع مبلغ 200 مليون يورو من «صندوق التنمية الوطنية» ليضاف إلى تخصيصات قوة القدس الإرهابية للشهرين المتبقين من العام الإيراني الجاري وذلك بموافقة خامنئي. الهدف من هذا الإجراء هو توسيع الأعمال الإرهابية ونشر الحروب في المنطقة وخاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وكان قبل ذلك تم تخصيص مبلغ 2 مليار يورو من هذا الصندوق للتمويل الدفاعي للعام المقبل. وهذا يعني بكل وضوح ان مقتل سليماني لن يغير في سياسة الملالي حيث ستمر النظام في إهدار ثروات البلد في نشر الحروب والإرهاب يأتي في وقت يعيش فيه معظم الشعب الإيراني تحت خط الفقر وأن البطالة والتضخم يضربان بالبلد ولا تكفي أجور ورواتب العمال والكادحين التي عادة يتأخر دفعها لمدد طويلة، حتى لثلث معيشة الناس ولو بالحد الأدنى.
الحقيقة أن النظام لاينهب عوائد النفط فحسب وانما يسلب ثروات الشعب الإيراني أو ينفقها في قمع الشعب في الداخل أو تصدير الإرهاب ونشر الحروب والمشاريع النووية والصاروخية التي تتعارض مع مصالح البلد. وهذا هو السبب الرئيسي للأزمة الاقتصادية والمشاكل المأساوية التي يواجهها الشعب الإيراني كل يوم.
يرى الشعب الإيراني وشعوب المنطقة أنه كان ينبغي القضاء على قاسم سليماني منذ سنوات لأنه كان "الإرهابي رقم واحد في العالم.
ومن حق الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية أن يناضلوا من أجل فرض المزيد من العقاب على نظام الملالي وزعمائه وعناصره، وأن يستقطبوا العالم في صفهم، وأن يحظوا بدعم شعوب العالم والمنطقة ولاسيما العراق وسوريا ولبنان.
حيث أنه في اليوم التالي لتسلم الملالي السلطة، تم استئصال الحرية وقتل الإيرانيين العاشقين للحرية وارتكاب خميني ونظامه المذابح في حق المواطنين، وآنذاك لم يسمع الكثيرون صوت الشعب والمقاومة الإيرانية.
وفي ذاك الوقت نفسه، وقبل بدء حرب الثمان سنوات، استطاعت تيارات انتهاج سياسة الاسترضاء الحاكمة في الدول الغربية أن تتستر على الدور الرئيسي في الحرب ومن بدأها، أي نظام الملالي، وكان من شأن هذه الحرب المشؤومة أن تحصد أرواح الملايين وتبتلع مليارات الدولارات من بيت مال الشعب، ثم ألقوا اللوم على المقاومة الإيرانية، التي رفعت راية السلام، وأسرعت إلى الانتشار بجوار أراضي الوطن للقضاء على أكبر تهديد للمجتمع البشري، أي نظام خلافة الولي الفقيه، وأنشأت جيش التحرير الوطني الإيراني. ونتيجة لذلك، لم يكن أحد يعلم المصير الشؤوم الذي يتربص بالعالم والمنطقة.
ومنذ سنوات عديدة أعلنت رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي أن "خطر تدخل نظام الملالي في العراق والمنطقة أكثر خطورة من القنبلة الذرية"، والعالم يغض البصر والسمع عن هذه الحقيقة، ونتيجة لسياسة الملالي التخريبية غرقت المنطقة بالدماء.
وبظهور الجماعات الإرهابية المنسوبة إلى "الإسلام والمسلمين"، كانت المقاومة الإيرانية هي التي أعلنت أن النظام الإرهابي الحاكم في إيران هو الراعي الرسمي لجميع هذه الجماعات الإرهابية، ويتكئ "أخطبوط" الإرهاب على مقعده في طهران، ويجب علينا أن نرجم رأسه بالحجارة. وبلا خجل رفضت بعض القوي الغربية أن ينسبوا هذه الجماعات الإرهابية إلى نظام الملالي، ونتيجة للممارسات الإرهابية وتدخلات نظام الملالي في العراق وسوريا ولبنان قتل مئات الآلاف من الأبرياء في المنطقة، وضاعت آلاف المليارات من الدولارات أدراج الرياح.
وعلى المحور العراقي بعد عام 2003، كانت المقاومة الإيرانية وقوتها المحورية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أول من رفع راية النضال لمحاربة الأصولية الإسلامية لنظام الملالي، وأصبحت سدًا منيعًا ضدها وقدمت الكثير من الضحايا، إلا أن القوي الغربية وحتى منظمة الأمم المتحدة تواطأوا مع الملالي في ارتكاب المذابح في حق قوات المقاومة الإيرانية، وغضوا البصر والسمع عن الجرائم ضد الأنسانية التي ارتكبها نظام الملالي وعملائه في العراق . وبدلاً من التصدي لكلب ولاية الفقيه المسعور وعملائها سجنوا المقاومة الإيرانية. ونتيجة لذلك، أصبح الكلب المسعور أكثر شراهة لإرتكاب الجرائم.
والآن، بتركيز العالم على تهديد نظام الملالي للمجتمع البشري وقتل الارهابي المجرم قاسم سليماني، في هذا السياق، بوصفه عمود خيمة العمق الاستراتيجي لولاية الفقيه ومؤسسها وحاميها، يرى العالم بأم عينيه الآن حقيقة ما قاله تنظيم مجاهدو خلق وصمموا عليه بإرادة قوية وضحوا بدمائهم من أجله، ولم يتخلوا عن مبادئهم وسياستهم واستراتيجيتهم على الإطلاق في الصمود والتصدي للنظام الإرهابي الحاكم في إيران، ودائمًا ما يدقون طبول الحرب ضد هذا النظام.
وترى المقاومة الإيرانية أن الحرب ضد الإرهاب والجماعات الإرهابية من أمثال داعش وغيرها، أمرًا ضروريًا، ولكن هذا ليس كافيًا، إذ يجب رجم الراعي الرسمي للإرهاب في العالم ورأس الأفعى في طهران من أجل إرساء الاستقرار والأمن في المنطقة واسترداد حقوق الشعوب المضطهدة والقضاء على الإرهاب.
كان هذا توضيحًا دقيقًا للقضاء على الإرهاب في العالم وفي المنطقة، وفي الوقت نفسه تحرير إيران والإيرانيين من الديكتاتورية الأكثر ترويعًا في تاريخ المنطقة، وكان يجب الاهتمام بها منذ سنوات عديدة واتخاذ إجراء بشأنها والقضاء عليها.
وبناءً عليه، نكون قد اتجهنا في الاتجاه الصحيح بما حدث في 3 يناير من العام الجديد في مطار بغداد والتطورات في هذه المنطقة من العالم، وبالإطاحة بالنظام الحاكم في إيران على يد الشعب والمقاومة الإيرانية، فإن العالم ولاسيما شعوب منطقة الشرق الأوسط ومن قبلهم الشعب الإيراني سوف يشهد أكبر انتصار على الراعي الرسمي للإرهاب في العالم، أي نظام ولاية الفقيه. ويتعين على كل تيار أو حكومة ترغب في الخلاص من الإرهاب ونشر السلام والمساواة والتعايش السلمي أن تقوم على الفور بالانضمام إلى محورإيران والمقاومة الإيرانية واتخاذ إجراءات جادة وألا تتأخر أكثر من ذلك، فقد حان الوقت للقضاء على رأس الأفعى في طهران.