تركيا تنشر وثائق تاريخية وشهادات إخوانية لتجميل الاحتلال العثماني.. ومذبحة «الجوازي» والشيخ غومة المحمودي يفضحان أردوغان

الجمعة 10/يناير/2020 - 01:03 م
طباعة تركيا تنشر وثائق علي رجب
 
فيما يبدو أن الرفض الشعبي في ليبيا للاحتلال التركي، ازعج رئيس النظام رجب طيب أردوغان، فبدأ حملة ترويجية لتجميل الاحتلال العثماني لليبيا.
وقد وقع ليبيا ضحية للعثمانيين منتصف القرن السادس عشر وعانى أهله من ويلات القتل وقطع الرؤوس في مجازر دامية روت الصحراء بماء الثورة التي دفعت الأحرار إلى التمرد وفضح خيانة الأتراك للمسلمين تحت أوهام الخلافة المزعومة.
وقد بدأت وكالة انباء الاناضول بنشر مقالات مطولة تتحدث فيها عن دور الدولة العثمانية وتأثيرها في التاريخ الليبي وتظهر ذلك بشكل إيجابي ومشرق، في تكذيب وتزوير للتاريخ والواقع ، وآلاف الشهداء الليبيون الذين سقطوا دفاعا عن الدولة الليبية في وجه المحتل التركي وأبرزهم المجاهد الليبي الشيخ غومة المحمودي.
الاناضول اعتمد في وثائقها وروايتها على ليبيون ينتمون للإخوان والاسلام السياسي ودينيون بالولاء للخليفة لأردوغان.
ونشرت الأناضول حوارا مع القيادي بإخوان ليبيا وعضو ما يسمى بـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» علي الصلابي، الذي اعتبر ان الاحتلال العثماني لليبيا،  اسس لدولة حديثة وقوية، قائلا إن العثمانيين دخلوا ليبيا بطلب من أهلها، لتحرير بلدهم من الإسبان ثم فرسان مالطا، مؤكدًا أن الإصلاحات العثمانية ساهمت في نهضة ليبيا لاحقًا.
وزعم الصلابي أن : «الدخول العثماني لليبيا كان بطلب شعبي، وذلك بدعوتهم (الليبيون) لهم أولًا (العثمانيين)، ثم مساعدتهم في حربهم ضد الإسبان وفرسان مالطا، الذين حلوا محل الإسبان عام 1530، ثم قبول حكمهم وسيادتهم على كامل البلاد الليبية (1551: 1911)، فهو ليس احتلالاً كما ادعى البعض».
وعن العلاقة لاحقًا بين العثمانيين والليبين، قال الصلابي: «بعد تحرير طرابلس أصبحت رسميًا ولاية تابعة للدولة العثمانية، تحت اسم طرابلس الغرب، لتمييزها عن طرابلس الشام».
وأردف: «في 1864، وبعد الإصلاحات الإدارية استبدلت الإيالة بولاية طرابلس الغرب، وبهذا بدأ عصر الولاة العثمانيين في ليبيا، وبلغ عددهم حتى بداية عهد القرمانليين أربعة وأربعون واليًا».
ولغرض تحسين صورة الغزو والاحتلال يزعم الصلابي ان  «من محاسن دخول العثمانيين ليبيا هو دورهم في تشكيل نواة الدولة الحديثة المركزية في ليبيا، فقد كانت ليبيا تُحكم بشكل صوري من قبل الأسر الحاكمة المجاورة، كالفاطميين والموحدين والحفصيين والمماليك، بينما يكون الحكم الفعلي للقبائل والعشائر المحلية المنتشرة في طول البلاد وعرضها»
ويتناسى ويعتم القيادي الاخواني الليبي والذي يروج على انه باحث ومؤرخ، على أكبر مجزرة ارتكبها الغزاة العثمانيون والتي تجمع عليها كتب التاريخ والعديد من المصادر التاريخية وهي مجزرة الجوازي التي ارتكبت ضد قبيلة الجوازي في مدينة بنغازي في ولاية برقة في العام 1816.
الاحتلال العثماني قتل أكثر من 10 آلاف ليبي في مجزرة « الجوازي» في نهار رمضان، حيث دبر العثمانيون المذبحة لأفراد القبيلة وهم صائمون، على خلفية نزاع بين الوالي العثماني يوسف باشا القرماني وولده محمد، في مشهد يكشف همجية وبربرية الأتراك الذين توهموا تميزهم العرقي فمارسوا عمليات القتل الممنهجة بحق الشعوب الأخرى وعلى رأسها العرب، ووصلت أحيانا إلى حد الإبادة والتطهير مثلما حدث مع الأرمن.
كما شهدة مدينة الزاوية مذبحة تركية في 1840،  على يد والي طرابلس العثماني محمد أمين باشا بعد ثورة المجاهد الليبي غومة المحمودي، ما زالت معروفة بين الليبيين باسم مذبحة «سانية المقتلة».
و في 26 مارس عام 1858، قتل الشيخ غومة في معركة ضد الاحتلال العثماني بالرصاص ومثل بجثمانه عن طريق قطع رأسه، وأمر والي طرابلس بأن يطاف به في شبكة على جمل في ضواحي المدينة، قبل أن ينجح بعض الثوار بعد يومين من المعركة في دفنه بطريقة لائقة.
كذلك التاريخ يقول أيضا أن طرابلس أفلست على يد الأتراك بسبب النهب المنظم لخيراتها عبر فرض الضرائب الظالمة -حتى على المتسولين- بالإضافة إلى السرقة العلنية، وفي النهاية سلموا البلاد إلى بنك روما الذي سلب الأهالي الأراضي والأموال ومهد الطريق أمام الغزو الإيطالي، برعاية كاملة من السلطة المركزية في إسطنبول.
مجددا يعود وارث سياسات السلطنة البائدة إردوغان إلى ليبيا حاملا الدم والخراب إلى الشعب المسالم، محاولا تكريس مشروع العثمانيين الجدد عن طريق حلفائه من جماعات الإرهاب والإخوان وميليشيات التطرف، ولكن يجد الإخوان «الطابور الخامس» في الدول العربية مروجين للاحتلال العثماني الجديد وبيع الارض والدماء الليبية لخليفتهم المزعوم ولكن الجيش الوطني الليبي بدعم من الشعب الليبي قادر على هزيمة الاتراك واتباعهم في ليبيا.


شارك