"لا تراجع".. مساعي الجيش الليبي في مواجهة التدخل التركي مستمر

الجمعة 10/يناير/2020 - 01:43 م
طباعة  لا تراجع.. مساعي أميرة الشريف
 
في ظل المساعي التي يقوم بها الجيش الوطني الليبي لتطهير ليبيا من الميليشيات الإرهابية، وتصديه لمخططات تركيا بمساعدة حكومة الوفاق، رحب المشير خليفة حفتر، مساء الخميس بالدعوة التي وجهتها روسيا لوقف إطلاق النار، مؤكدا في الوقت ذاته استمرار العمليات العسكرية ضد القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني.
وقال أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، في بيان لها، إن المشير حفتر رحب بمبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الرامية إلى إحلال السلام وتحقيق الاستقرار في ليبيا".
 لكنه أعلن أن "استمرار جهود القوات المسلحة في حربها على المجموعات الإرهابية المصنفة بقرارات من مجلس الأمن الدولي التي ثبت عبر التجربة أنه لا سبيل لإقامة الدولة المدنية إلا بالقضاء التام عليها، حيث إن هذه المجموعات قد استولت على العاصمة طرابلس".
واتهم حفتر "بعض الدول والحكومات" بتزويد القوات المتمركزة في طرابلس "بمعدات عسكرية وذخائر أسلحة مختلفة، في إشارة منه لتركيا، فضلا عن الطائرات الهجومية المسيرة، هذا بالإضافة إلى أن هذه الدول والحكومات تقوم بنقل أعداد كبيرة من الإرهابيين من جميع أنحاء العالم للقتال ضد القوات المسلحة والشعب الليبي".
ويشن حفتر هجوما منذ بداية أبريل 2019 لتطهير العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج وتواليها تركيا.
وتتواصل المساعي الدولية لأجل الحد من التوتر في ليبيا ووقف التصعيد العسكري بين قوات الوفاق وقوات حفتر.
 وفي القاهرة أكد وزراء خارجية فرنسا ومصر واليونان وقبرص على معارضتهم لقرار تركيا إرسال قوات إلى ليبيا.
ويثير التصعيد العسكري في ليبيا بين قوات حكومة الوفاق الوطني وقوات المشير خليفة حفتر مخاوف الأوروبيين، فعقب الاجتماع الذي انعقد في بروكسل برئيس حكومة الوفاق فايز السراج، أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا تعهد فيه بـ"تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سلمي وسياسي".
وحذرت ألمانيا من انزلاق الأوضاع إلى "سوريا ثانية"، وقال وزير خارجيتها: "ليبيا لا يمكن أن تصبح سوريا أخرى ولذا نحتاج على وجه السرعة الدخول في عملية سياسية والتوصل إلى اتفاق بشأن وقف فعلي لإطلاق النار وحظر السلاح". وعبّر عن أمله في أن تشهد برلين خلال الأسابيع القادمة انعقاد قمة جرى التخطيط لها منذ وقت طويل بشأن ليبيا.
وترفض دول الجوار الليبي مخطط الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في التدخل العسكري في هذه الدولة العربية، دعما لحكومة تعتمد على الميليشيات، وهو ما يضع خططه العسكرية أمام عقبة كبيرة ومنفذ وحيد وخطير عبر البحر.
وجاء أحدث رد على محاولة أردوغان تمهيد الطريق للتدخل العسكري في ليبيا من الجزائر، وجاء موقف الجزائر الرافض للتدخل على لسان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الذي قال هذا الكلام خلال استقباله وزير الخارجية التركي، مولود شاويش أوغلو.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن تبون قوله إنه "بعد تحليل معمق للوضع من كل جوانبه, بما فيها التدخلات العسكرية الأجنبية في التراب الليبي, اتفق الطرفان على تجنب أي إجراء عملي يزيد في تعكير الأجواء"
وإلى جانب الجزائر، أعلنت تونس حيادها في الأزمة الليبية، وقال الرئيس التونسي قيس سعيد، إن بلاده لم ولن تدخل في أي تحالف مع أي طرف فيما يتعلق بالأزمة الليبية، مكذبا ما تردد حول اتفاقه مع الرئيس التركي.
وهذا يعني أن لا طريق لأردوغان إلى الجزائر سوى البحر والجو، وهو طريق محفوف بالمخاطر، وقد يغلق بفعل التطورات الميدانية.
وتقف مصر إلى جانب الجيش الوطني في مواجهة ميليشيات طرابلس وداعميه الأتراك، خاصة أن الاتفاق يتعدى صلاحية السراج وفق اتفاق السراج، كما أنه مدخل قد يزعزع الاستقرار في المنطقة وخاصة أمنها القومي، لا سيما في ظل التقارير التي تؤكد وجود مقاتلين متطرفين نقلتهم تركيا إلى ليبيا.
وكان أبرم كل من السراج وأردوغان مذكرتي تفاهم في نوفمبر الماضي، الأولى تتعلق بترسيم الحدود البحرية بين الدولتين، والثانية تتيح لأنقرة إرسال جنود إلى ليبيا.
ولقي الاتفاقان معارضة ليبية قوية، إذ ألغاهما البرلمان وتعهد، وقرر إحالة الموقعين عليها للقضاء وقطع العلاقات مع تركيا.
وتمكن الجيش الليبي في إحراز تقدم خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما أعلن قائده المشير خليفة حفتر انطلاق عملية حاسمة لتحرير قلب طرابلس التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة.
وكان أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وصول 260 مسلحا سوريا إلى ليبيا ينتمون لفصيل "فيلق الشام" الموالي لأنقرة، ليصل عدد المرتزقة الذين نقلتهم أنقرة إلى 1250.

شارك