جماعة الحوثي وتأكيد ارتباطها بالحرس الثوري الإيراني

السبت 11/يناير/2020 - 01:03 م
طباعة جماعة الحوثي وتأكيد حسام الحداد
 
في اعتراف نادر بتبعية ميليشيات مسلحة مباشرة إلى إيران، قرر أمير علي حاجي زاده قائد القوات الجوية في الحرس الثوري أن يتحدث خلال مؤتمر صحفي، وخلفه مجموعة من رايات الميليشيات التي يفترض أنها تعمل مستقلة في دول أخرى.
وفي مؤتمر صحفي نقلته قناة "العالم" الإخبارية الإيرانية، تحدث المسؤول العسكري البارز من طهران، أمام أعلام إيران والحرس الثوري، إلى جانب رايات ميليشيات حزب الله اللبناني وأنصار الله (الحوثيون) اليمنية والحشد الشعبي العراقي وحماس الفلسطينية ولواء فاطميون الأفغاني ولواء "زينبيون" الباكستاني.
وكان معروفا أن هذه الميليشيات "مدعومة" من إيران، لكن وجود راياتها في هذا الموقع يعكس معنى مغايرا، هو أنها "تتبع" طهران بشكل مباشر، لا الدول التي تنشط بها كما تدعي.
وكان لافتا وجود علم حركة حماس على وجه الخصوص، خاصة أن هذه الحركة التي تتلقى دعما من إيران لا تعتبر نفسها وكيلا إيرانيا وإنما "حركة مقاومة إسلامية" هدفها تحرير فلسطين، حسبما يعلن قادتها دائما.
وبعض هذه الميليشيات، مثل الحشد الشعبي، يعد رسميا جزءا من القوات العراقية، وبعضها الآخر، مثل حزب الله، له تمثيل رسمي في الحكومة والبرلمان اللبنانيين.
الكلمة التي ألقاها حاجي زاده، أكدت على الأطماع التوسعية التي تشغل بال السلطات الإيرانية، بزرع ميليشيات تابعة لها في الدول المحيطة، بهدف زعزعة الاستقرار وفرض القرارات التي تخدمها، في كل من لبنان والعراق واليمن، وحتى أفغانستان.
كما أن الرايات التي وضعت خلف القيادي البارز، ربما الغرض من وراءها رسالة إلى الداخل والخارج، أن طهران تمتلك جزءا من القرار في هذه البلدان، وأن دورها أكبر بكثير من دعم وتمويل هذه الميليشيات.
وحظيت الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل، بتعليقات متعجبة من الإقرار الإيراني بتبعية هذه الميليشيات لها مباشرة، وتساءلت معلقة على "تويتر": "هل أنا أرى علم الحشد الشعبي؟ أرجوكم أخبروني أنه ليس هو"، لترد عليها أخرى: "نعم الحشد، وأيضا: حماس وحزب الله والحوثيون وفاطميون".
بينما علق متابع قائلا: "لا شيء خطأ على الإطلاق. إنها الحقيقة وراءه"، فيما تساءل معلق: "أعلام الوكلاء؟".
وأبدى متابع آخر دهشته بوجود راية الحشد الشعبي، حيث "إحدى هذه الوكالات جزء لا يتجزأ من قوات الجيش العراقي تحت قيادة القائد الأعلى للقوات العراقية: قوات الحشد الشعبي. على العراق الاعتراض إذا كان صاحب سيادة".
وظهر ارتباط جماعة الحوثي بالحرس الثوري في وقت مبكر إبان الحرب مع الحكومة اليمنية في معقل الجماعة في صعدة شمال غربي اليمن، إذ كان التدريب والخبرات العسكرية والأدبيات التي تعمل عليها الجماعة نسخة مكررة للحرس الثوري الايراني. وأخيرا جمعت الجماعة بين أدبيات الحرس الثوري في إيران وحزب الله في لبنان.
العلاقة العسكرية بين الحرس الثوري والحوثيين قديمة لكنها ظلت غير ظاهرة، إلا أنها بدأت بالانكشاف أكثر بداية من عام 2013 عندما كثّف الحرس الثوري الإيراني من عملية تهريب السلاح والخبراء للحوثيين، ففي مطلع  يناير من عام 2013 ألقت البحرية اليمنية القبض على السفينة الإيرانية جيهان1 في البحر الأحمر قبالة سواحل ميدي وعلى متنها الآلاف من قطع السلاح الحديث وفريق من خبراء من الحرس الثوري الإيراني وتم نقل الخبراء إلى صنعاء، غير أن سقوط العاصمة اليمنية صنعاء تحت سيطرة  الميليشيات الحوثية أدى إلى إطلاق سراحهم.
فعندما سيطرت ميليشيات الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء حاصرت مقر جهاز الأمن القومي اليمني، الذي كان يوجد فيه عدد من خبراء الحرس الثوري الايراني وتمكنت من إطلاق عدد من الخبراء العسكريين كانوا ضمن طاقم سفينة الأسلحة الإيرانية جيهان1، التي احتجزتها السلطات اليمنية في يناير 2013، وكانت تحمل أسلحة للميليشيات الحوثية وتم نقلهم إلى سلطنة عمان.
وفي وقت سابق أطلقت الميليشيات سراح 3 إيرانيين في وضع مماثل تم توقيفهم في عمران شمالي صنعاء كانوا معتقلين على ذمة صلتهم بميليشيات الحوثي وتقديمهم تدريبات لمقاتليها.
وفي عام 2017 كشف تحقيق صحفي لوكالة "رويترز" إن إيران زادت في دورها بالصراع المستمر في اليمن حيث كثفت إمدادات السلاح وغيرها من أشكال الدعم. ويضاهي ذلك نفس الاستراتيجية التي انتهجتها إيران لدعم حليفتها جماعة حزب الله اللبنانية في سوريا.

وأورد التحقيق أن "قاسم سليماني يعد الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، اجتمع مع كبار مسؤولي الحرس الثوري في طهران لبحث سبل تمكين الحوثيين".
وذكر المسؤول "في هذا الاجتماع، اتفقوا على زيادة حجم المساعدة من خلال التدريب والسلاح والدعم المالي".
وأضاف، "اليمن هو المنطقة التي تدور فيها الحرب بالوكالة الحقيقية وكسب معركة اليمن سيساعد في تحديد ميزان القوى بالشرق الأوسط".
وفي 4 ديسمبر من عام 2019 كشفت الحكومة الأميركية عن وجود قيادي كبير بالحرس الثوري الإيراني في اليمن يدير معارك الحوثيين، مُعلنة عن مكافأة قدرها 15 مليون دولار أميركي لمن يعطي معلومات عن مواقع أنشطته في اليمن.
وقالت الخارجية الأميركية، إن الحرس الثوري الإيراني ارتكب أبشع الفظائع بحق الشعب اليمني، وإن مجرمهم الأكبر عبد الرضا شهلايي يقبع في العاصمة اليمنية صنعاء.
وفي نهاية عام 2019 صرح مسؤولون أميركيون إن سفينة حربية أميركية احتجزت شحنة من أجزاء صواريخ إيرانية موجهة كانت في طريقها إلى الحوثيين باليمن.
وأضاف المسؤولون أن العملية جرت شمال بحر العرب في الرابع من ديسمبر 2019 ونفذتها سفينة حربية أميركية وفريق من قوات خفر السواحل الأميركية.
وتابعوا أنها المرة الأولى التي يحتجز فيها أجزاء متطورة كهذه كانت في طريقها إلى الحوثيين. ووفق المصدر نفسه، فإن حجز قطع صواريخ متطورة دليل على استمرار إيران في تهريب السلاح للحوثيين.

شارك