نتيجة التدخلات التركية.. انشقاقات عسكرية وسياسية في جبهة السراج
السبت 11/يناير/2020 - 01:20 م
طباعة
حسام الحداد
شهدت طرابلس معارك عنيفة فجر الجمعة 10 يناير، وقد امتدت المعرك إلى أحياء بوسليم والهضبة وغوط الشعال داخل العاصمة، بعدما شنت قوات الجيش الوطني الليبي هجوماً موسعاً عليها، إثر انسحاب جزء من قوات مصراتة المدافعة عنها إلى مدينتها التي تكابد مصاعب لمنع تقدم الجيش إليها، والذي بدأ بعد سيطرته على مدينة سرت.
وأدت الاشتباكات العنيفة في محور بوسليم إلى سقوط بعض قذائف الهاون على أحياء سكنية، بحسب مصادر محلية، متسببة في أضرار مادية، من دون ورود أنباء عن وقوع ضحايا.
وفي جبهة مصراتة، أعلن الجيش الليبي أن "القوات الخاصة الصاعقة" التابعة له تتقدم في مواقع عدة باتجاه المدينة بعد سيطرتها على منطقة الوشكة"، مشيراً إلى أن مضادات الدروع استهدفت ثلاث آليات لقوات حكومة "الوفاق".
وقال مدير المكتب الإعلامي لـ"قوات الصاعقة" الليبية رياض الشهيبي، في تصريحات صحافية إن "القـوات الخـاصة تتقـدم وتسيـطر عـلى أماكن عـدة بعـد منطقة الـوشكـة"، كاشفاً أن التقدم حصل "بمساندة سلاح الجو الليبي الذي مهد بتوجيه ضربات عنيفة دمر خلالها آليـات لمليشيات مصراتة بالقرب مـن كـوبري سـداده بعـد فرارها مـن بوقـرين".
وشهدت البلاد حالتي انشقاق لافتتين على المستوى العسكري والسياسي، بدأت بإعلان "الكتيبة 604 مشاة" التابعة لمدينة مصراتة في بيان لها انضمامها للقوات المسلحة الليبية، بعد اتهامها بـ "الخيانة" من قبل قيادات في مدينة مصراتة في "عملية البنيان المرصوص".
ودعا آمر الكتيبة 604 مشاة "عبد الحميد بن رجب"، أهالي مصراتة إلى عدم تسليم مصير المدينة وأهلها إلى من وصفهم بـ"أذناب الإخوان الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية تحت ستار العصبية القبلية"، مشيراً إلى أن "مصراتة من أكثر المدن خسارة في الأرواح والتجارة والعلاقات الاجتماعية، بسبب استخدام هؤلاء لطاقات المدينة في تحقيق أهدافهم تحت الستار القبلي، بحجة أنهم لا يريدون أن تُحكم البلاد من غير أهل مصراتة، وهم في الحقيقة يقودون المدينة إلى موت بطيء يوماً بعد يوم"، بحسب قوله.
وأضاف في البيان، "هؤلاء عملاء لدول أجنبية لن يرضوا أن يحكم البلاد أحد إلا من زمرتهم، أو أن يجلبوا المستعمر إلى بلادهم، ولهذا كل من وجدوا فيه الكفاءة والقوة لحكم البلاد همشوه أو حاربوه أو شوهوه أو قتلوه كما فعلوا بعميد بلدية مصراتة".
من جانبه، أعلن القائم بالأعمال في سفارة ليبيا في غينيا " صبري بركة "، انشقاقه عن حكومة "الوفاق"، مؤكداً أن سفارته باتت تتبع مجلس النواب والحكومة المؤقتة التي تغير اسمها بقرار برلماني قبل أيام إلى الحكومة الليبية.
وأرجع بركة في مقطع فيديو بُث على صفحة وزارة الخارجية في الحكومة الليبية، انشقاقه إلى "استدعاء حكومة الوفاق" التي وصفها بـ"حكومة الصخيرات، للاستعمار التركي اعتقاداً منها بأنه سينقذها من غضب الشعب الليبي الرافض للتبعية والرافض للاستعمار".
وأضاف "الشعب الليبي وضع ثقته في قيادة الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر ومنحها الثقة لإعادة تنظيم الوطن وحمايته من الإرهاب والإخوان"، بحسب تعبيره.
وأثارت حالتا الانشقاق جدلاً كبيراً في ليبيا وتحليلاً واسعاً لدلالتها التي يرجعها الصحافي الليبي هشام بن صريتي في حديث لـ "اندبندنت عربية"، لعلم المقربين من حكومة "الوفاق" ومن يدورون في فلكها، بحرج الموقف الذي تعيشه حالياً سياسياً وعسكرياً، ما دفعهم للقفز من مركب "الوفاق" التي تغرق، مرجحاً أن تتزايد وتيرتها في الأيام المقبلة.
ويضيف بن صريتي "الأثار المعنوية لمثل هذه الحالات من الانشقاقات ستكون كبيرة وستسهم في زيادة التصدعات في بيت حكومة طرابلس، بينما تدعم المعنويات في الصف المقابل للبرلمان والجيش"، مؤكداً أن "دلالة حدث الانشقاق السياسي والعسكري أكثر وضوحاً من أن يسهب في شرحها وتصف الحالة التي تعيشها حكومة الوفاق، ويمكن تلخيصها في إدراك المقربين منها بأنهم في الصف الخاسر، ما دفعهم للزحف إلى الضفة المقابلة".