الجيش الليبي يعلن وقف إطلاق النار.... وميليشيات الوفاق تخرق الهدنة
الأحد 12/يناير/2020 - 12:22 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
أعلن الجيش الليبي مساء أمس السبت 11 يناير وقف الأعمال القتالية في المنطقة الغربية من البلاد، وقال المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، في بيان مصور: "تعلن القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية عن وقف لإطلاق النار لغرفة العمليات العسكرية بالمنطقة الغربية وذلك اعتبارا من الساعة 00: 01 12 يناير 2020 على أن يلتزم الطرف المقابل بوقف إطلاق النار في هذا التوقيت".
وحذر المسماري من خرق الهدنة قائلا: "على الطرف المقابل أن يلتزم بوقف إطلاق النار في هذا التوقيت وإلا سيكون الرد قاسيا على أي خرق لهذه الهدنة".
وأكدت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، في بيان، أنها تتفق مع مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرامية إلى إحلال السلام وتحقيق الاستقرار في ليبيا الذي هو هدف القوات المسلحة.
ومن جهتها، رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإعلان وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية من قبل الأطراف في ليبيا.
وطالبت البعثة من كافة الأطراف الالتزام التام بوقف إطلاق النار وإفساح المجال أمام الجهود السلمية لمعالجة جميع الخلافات عبر حوار ليبي-ليبي.
كما عبرت عن استعدادها التام لمؤازرة الليبيين وتسخير كل امكانياتها لمساعدتهم في إيجاد حل سلمي ونهائي للأزمة الليبية.
ومن جانبها، رحبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا بإعلان اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار بجنوب طرابلس. ودعت المنظمة الأطراف إلى الالتزام باتفاق إعلان وقف إطلاق النار وتجنيب المدنيين ويلات الحرب.
وطالبت في بيان الأطراف المعنية بالامتثال فوراً لهذه الهدنة، حيث يشكل وقف إطلاق النار عنصر أساسي لتوفير المساعدات الضرورية لأهالي المناطق المتضررة من الاشتباكات.
وأكدت المنظمة أن الالتزام الجدي بوقف إطلاق النار مقدمة جوهرية لاستكمال المسار الانتقالي لعرض مسودة الدستور على الاستفتاء الشعبي وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي من خلال بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا العمل على تكثيف جهودهم لانتشال البلاد من أجواء الفوضى التي تُعمق من مأزق الانقسام الذي ترتبط أبعاده السياسية بالانتماءات القبلية والمناطقية.
من ناحية أخرى، وبعد أقل من ساعة على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، قال اللواء المبروك الغزوي، آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الليبي، إن مليشيات حكومة فايز السراج قامت باختراق قرار وقف إطلاق.
وأضاف الغزوي، في تصريحات صحفية، أن "المليشيات خرقت الهدنة في أكثر من محور أهمها عين زارة والزطارنة جنوب طرابلس بكل أنواع الأسلحة بما فيها المدفعية".
وأضاف أن "الجيش الليبي لا يزال ملتزما بالبلاغ (البيان) الصادر قبل منتصف الليلة من القيادة العامة لغرفة المنطقة الغربية وننتظر أي تعليمات جديدة منها".
ويرى المراقبون أن خرق الهدنه من قبل ميليشيا الوفاق لم يكن مفاجأ، خاصة أن فايز السراج سيعجز عن إخضاع المليشيات لقرار وقف إطلاق النار المشروط بالتزام الطرفين.
وهو الأمر الذي أكده العقيد المتقاعد صقر أبوزيد الخبير العسكري الليبي، قائلاً إن "القيادة العامة ترمي الكرة في ملعب المجتمع الدولي لوضع فايز السراج في حجمه الطبيعي أمام الأمم المتحدة كونه لا سلطة له على ميليشياته".
وأضاف أبوزيد في تصريح له أن "الهدنة مبهمَة ولن تكون هناك هدنة من قبل عصابات السراج غير المنضبطة، وأنها لا تعدو تأكيد أن الجيش الليبي ليس معتديا ولا مقوض أمن، وأن المعتدي الحقيقي هو من سيخرق الهدنة وسينقلب على الاتفاق".
ومن جانبه، اعتبر المحلل العسكري الليبي محمد الراجحي أن "القوات المسلحة العربية الليبية مستمرة في مهمتها بتحرير الوطن كله وليس طرابلس فحسب، وأن البيان هو مناورة لزيادة الدعم السياسي للمعركة العسكرية".
وأوضح الراجحي في تصريح له أن "الجيش الليبي في أوضاع عسكرية متقدمة تسمح له بالمناورة السياسية وفقا للخطط الموضوعة بعكس المليشيات المنهارة التي تعجز عن الاستفادة من الهدنة بسبب محاصرتها من جميع الجهات وإغلاق جماع منافذ الهرب".
وأشار إلى أن "عدم تحديد مدة الهدنة أو ارتباطها بمبادرات دولية أو لا لإدراك الجيش الليبي أنها لن تستمر من قبل المليشيات، التي تفتقد إلى احترام التراتبية العسكرية وأوامر القيادات".
وأضاف الراجحي أن "فايز السراج سيعجز عن إجبار الميليشيات على الالتزام بهذه الهدنة وأنها ستخرقها قريبا"، وأن "الجيش الليبي سينهي الهدنة مع أي طلقة تخرج من قبل المليشيات، بعد رفع كل دول العالم الغطاء عن هذه المليشيات".
وعلى صعيد متصل، أشار محمد الترهوني المحلل العسكري الليبي، إلى أن "القوات المسلحة سبق ووافقت على عدة هدنات في القتال مع المليشيات مثلما حدث في عيد الأضحى الماضي".
وأوضح الترهوني أن "هذه الهدنة لا تشمل انسحاب القوات المسلحة من أماكنها، وأن القيادة العامة تتخذ هذه الخطوة بعد دراسة مآلات الهدنة والظروف المتاحة للمعركة وتخطط لها جيدا".
وأشار إلى أن "المليشيات على خلاف ذلك، ولذلك ستحاول التعديل من مواقعها فتخترق قرار الهدنة ما سيدفع الجيش الليبي للتعامل معها بكل قوة".
ورجح أن "المليشيات لن تلتزم بالهدنة في حين أن القوات المسلحة ستظل محافظة على موقعها لعملها وفق الأوامر العسكرية، في حين أن السراج، وصفته القائد الأعلى للمليشيات، لن يستطيع أن يفرض الهدنة على ميليشياته التي سبق وهاجمته عدة مرات في مقر عمله أو مقر إقامته".