"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الإثنين 13/يناير/2020 - 10:28 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 13 يناير 2020.
الاتحاد: مقتل وإصابة 71 حوثياً بمعارك في الضالع
قتل وأصيب أكثر من 71 عنصراً من ميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن في معارك عنيفة مع القوات اليمنية المشتركة، المدعومة من التحالف العربي، في جبهات مديرية قعطبة بمحافظة الضالع جنوب البلاد. وقالت مصادر عسكرية ميدانية في الضالع، أمس الأحد، لـ«الاتحاد»: إن القوات اليمنية المشتركة شنت، مساء السبت، هجوماً عنيفاً على ميليشيات الحوثي الانقلابية في منطقة حبيل العبدي، الواقعة بين منطقتي الفاخر وبيت الشوكي، على الأطراف الغربية لمديرية قعطبة التي تشهد مواجهات مسلحة منذ أبريل الماضي.
وأكدت المصادر أن القوات المشتركة، التي تضم ألوية من الجيش اليمني وقوات الحزام الأمني (التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي) وفصائل من المقاومة الجنوبية المحلية، تمكنت بعد معارك عنيفة استخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة من استعادة منطقة «حبيل العبدي» التي كان الحوثيون سيطروا عليها مجدداً بعدما حررتها القوات المشتركة في 17 أكتوبر الماضي.
وأعلن الجيش اليمني في بيان على موقعه الإلكتروني، فجر الأحد، «تحرير منطقة وعدد من المواقع المحيطة شمال مدينة الفاخر بمديرية قعطبة، عقب مواجهات مع ميليشيا الحوثي»، مشيراً إلى تكبد الحوثيين قتلى وجرحى خلال المواجهات.
وتحدثت وسائل إعلام يمنية امس، عن مصرع العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية بينهم قيادات ميدانية في المعارك بمنطقة حبيل العبدي، فيما أكد مصدر في القوات المشتركة بقعطبة لـ«الاتحاد» مقتل 39 مسلحاً حوثياً وجرح مالا يقل عن 32 آخرين خلال عملية استعادة منطقة حبيل العبدي من الميليشيات الانقلابية، والتي قال إنها أسفرت أيضاً عن مقتل خمسة من عناصر القوات المشتركة، بينهم العقيد عبدالسلام الأصهب الضابط بالجيش اليمني، وإصابة عدد من الجنود.
وأضاف المصدر: «هناك عدد من القيادات الحوثية لقيت مصرعها خلال المواجهات، وقد قامت الميليشيات بإجلاء قتلاها وجرحاها إلى المستشفى الحكومي بمدينة إب» مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته ومتاخمة لمحافظة الضالع. وقال مصدر محلي في إب، أمس الأحد، لـ«الاتحاد» إن القيادي الحوثي زايد أحمد الزيدي قتل مع عدد من عناصر الجماعة المسلحة. مساء السبت، في المواجهات التي دارت بمنطقة حبيل العبدي غرب قعطبة. وقعطبة هي واحدة من أبرز جبهات القتال المشتعلة بين القوات اليمنية والميليشيات الحوثية في محافظة الضالع الجنوبية المحررة معظم مديريتها منذ منتصف العام 2015.
وتجددت أمس الأحد المواجهات بين الطرفين في منطقة مريس التي تتبع إدارياً مديرية دمت، آخر معقل رئيسي للحوثيين في شمال محافظة الضالع. وقال مصدر عسكري يمني إن المواجهات بين القوات المشتركة والميليشيات الحوثية «دارت في مواقع وينان، حصن شداد، والرفيعة» شمال غرب منطقة مريس المضطربة منذ أكثر من أربع سنوات، مشيراً إلى سقوط قتلى ومصابين في صفوف الميليشيا خلال الاشتباكات، دون أن يذكر إحصائية محددة.
وعلى صعيد ميداني منفصل، واصلت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس الأحد، خروقاتها النارية لاتفاق الهدنة الإنسانية والعسكرية في محافظة الحديدة الساحلية غرب البلاد. وأفادت مصادر ميدانية في الحديدة لـ«الاتحاد» بأن ميليشيا الحوثي قصفت بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية مواقع تابعة للقوات اليمنية المشتركة شرق مديرية الدريهمي المتاخمة لمدينة الحديدة الميناء الاستراتيجي على البحر الأحمر.
وأوضحت المصادر أن ميليشيات الحوثي استهدفت أيضاً منطقة الجاح الساحلية والمحررة غرب مديرية بيت الفقيه، ومنطقة الجبلية بمديرية التحيتا الساحلية جنوب المحافظة حيث قصفت الميليشيات مواقع متفرقة وأحياء سكنية في مديرية حيس. وذكر مصدر في القوات المشتركة أنه تم اكتشاف حقل ألغام زرعته ميليشيا الحوثي في منطقة منظر السكنية شرق مطار الحديدة جنوب المدينة الساحلية، مضيفاً أن الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة قامت بنزع وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والتي كشفتها الأمطار والرياح بعدما جرفت الرمال في الحقل المزروع.
اشتباكات بين فصيلين حوثيين في البيضاء
فجرت عملية نهب الأراضي الحكومية في المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية صراعا كبيرا بين قيادات بالميليشيات التي سعت إلى الاستيلاء على مساحات واسعة مخصصة لمشاريع خدمية وتنموية واستغلالها لمصالحهم الخاصة ودعم أعمالهم القتالية في البلاد.
وشهدت محافظة البيضاء اشتباكات عنيفة بين فصيلين حوثيين على خلفية الاستيلاء على إحدى الأراضي الحكومية في شارع جن بمدينة رداع مركز المحافظة، وأسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وقال مصدر محلي أن مدينة رداع تشهد عمليات تجريف ممنهجة لمساحات حكومية مخصصة لتنفيذ مشاريع خدمية وتنموية، لافتا إلى أن عمليات نهب الأراضي فجرت خلافات كبيرة من القيادات الحوثية التي تسارع إلى بسط نفوذها والاستيلاء على مساحات كبيرة لبيعها لزيادة ثرائهم واستغلالها كمورد مالي لدعم جبهات القتال التي يديرونها.
وأشار المصدر إلى أن منزل قيادي حوثي يدعى شريف الجوفي تعرض لهجوم من قبل قيادي حوثي آخر يدعى أبو ريام على خلفية الاستيلاء على أراض حكومية في رادع، موضحا أن المواجهات المستمرة والمتصاعدة تسببت في الكثير من الخسائر في صفوف العناصر الحوثية التي تلهث وراء الثراء عبر نهب الممتلكات العامة والخاصة في مناطق سيطرتها.
الخليج: الحوثيون يتكبدون خسائر فادحة في الحديدة والضالع
تكبد الحوثيون خسائر فادحة خلال عملية تصدي القوات المشتركة لهجمات شنتها الميليشيات الانقلابية على مناطق متفرقة جنوبي الحديدة، خلال اليومين الماضيين، ضمن خروقاتها المستمرة للهدنة الأممية. كما ألحقت القوات المشتركة خسائر فادحة بالميليشيات في محافظة الضالع، في وقت التقى رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك في عدن عدداً من السفراء الأوروبيين الذين وصلوا العاصمة المؤقتة للاطلاع على الأوضاع عن قرب.
وأكدت ألوية العمالقة في بيان، أمس، سقوط نحو 44 مسلحاً حوثياً بين قتيل وجريح، خلال تصدي القوات المشتركة للهجمات التي شنتها الميليشيات على مديرية حيس ومناطق أخرى بالحديدة. وأوضح أن القوات تصدت لهجمات واسعة شنتها الميليشيات على مناطق متفرقة جنوبي الحديدة، وكبدت الحوثيين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وذكرت مصادر ميدانية أن الميليشيات تستعد للتصعيد العسكري على مديرية حيس، حيث استحدثت خنادق واستقدمت تعزيزات كبيرة بالتزامن مع تحركات مشابهة في الدريهمي والتحيتا، جنوبي الحديدة.
وفي محافظة الضالع، قُتل عدد من الحوثيين، أمس الأحد، في مواجهات مع قوات الجيش اليمني في جبهة مريس. وأوضح موقع «سبتمبر نت» أن المواجهات اندلعت أثناء محاولة مجموعة من عناصر الميليشيات التسلل فجرا ، في اتجاه مواقع حصن جمعر، والقهرة، وينان، والخينقي، شمالي وغربي منطقة مريس.
على صعيد آخر، استقبل رئيس مجلس الوزراء اليمني أمس في عدن، وفد الاتحاد الأوروبي وسفراء دول أوروبية يزورون العاصمة المؤقتة.
وأكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي وسفيري فرنسا والسويد، أن زيارتهم إلى عدن تأتي في إطار دعم جهود الحكومة لتطبيع الأوضاع والإجراءات الاقتصادية التصحيحية التي اتخذتها خلال الفترة الماضية، ونقل رسالة بأن المجتمع الدولي يراقب الأوضاع عن قرب، وحريص على إنجاح تنفيذ اتفاق الرياض كخطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار والسلام الشامل في اليمن.
البيان: الشرعية تُحكم حصار الميليشيا في الجوف
أحكمت قوات الجيش الوطني اليمني، حصارها على مركز مديرية برط العنان التابعة لمحافظة الجوف، بعد تحرير كامل مناطق المديرية من ميليشيا الحوثي. وذكرت مصادر عسكرية، أنّ قوات الجيش حرّرت منطقة إعفي وسلسلة جبال حبش المحيطة بها، وسلسلة جبال قشعان في المديرية ذاتها، حيث كانت الميليشيا تستخدمها منطلقاً لمهاجمة قوات الجيش الوطني في محيط مركز المديرية، كما أنّ السيطرة على المنطقة والسلاسل الجبلية، مكن الجيش الوطني من استكمال الطوق العسكري المفروض على مركز التدبيرية الخاضع لسيطرة الميليشيا.
ووفق المصادر، فإنّ قوات الجيش، بقيادة العميد هيكل حنتف، ستواصل فرض الحصار المحكم على مركز المديرية، حتى إرغام عناصر ميليشيا الحوثي على الاستسلام، مشيرة إلى أنّ الجيش يتجنّب اقتحام المركز، حفاظاً على سلامة المدنيين، حيث يوجد في المركز كثافة سكانية عالية.
إلى ذلك، تكبدت ميليشيا الحوثي خسائر فادحة في محافظة الحديدة، خلال تصدي القوات المشتركة لهجمات شنتها على مناطق متفرقة جنوب الحديدة في اليومين الماضيين. وأكدت مصادر القوات المشتركة، سقوط ما يقارب 44 مسلحاً حوثياً بين قتيل وجريح، خلال تصدي القوات المشتركة للهجمات التي شنتها الميليشيا على مديرية حيس ومناطق أخرى في المحافظة.
البيان: تمدّد الصراع بين أجنحة ميليشيا الحوثي في إب
تفاقم الصراع وسط أجنحة ميليشيا الحوثي في محافظة إب حول نهب الجبايات، ووصول القوات المشتركة إلى أطراف المحافظة، بعد تحرير عدد من المواقع غربي أطراف محافظة الضالع.
ومع فشل الميليشيا في ضبط الأوضاع الأمنية في المحافظة، واضطرارها لتغيير ثلاثة مديري أمن خلال ثلاثة أشهر، فإنّ الصراع على الجبايات دخل مرحلة المواجهات المسلحة بعد أن استقدمت الميليشيا أحد قادتها من صعدة، وعينته مديراً لأمن المحافظة.
وفي ظل انفلات أمني وانتشار ظاهرة السيطرة على الأراضي والمحلات وممتلكات الأوقاف، سقط قتلى وجرحى من الميليشيا عندما استهدفت حملة أرسلها مدير الأمن الجديد لإزالة نقطتي تفتيش وجباية تابعتين للقيادي الحوثي إياد الأبيض في مديرية السبرة الواقعة على حدود محافظة الضالع، وهي التي تتولى اعتراض طريق الناقلات القادمة من ميناء عدن، والمتجهة إلى بقية المحافظات الشمالية. ووفق رواية سكان في المحافظة، فإنّ النقطة التي يشرف عليها القيادي الحوثي الأبيض، تجني الملايين شهرياً من الجبايات، التي تفرضها على الناقلات التجارية وناقلات المساعدات الغذائية والدوائية، فضلاً عن الضرائب المبالغ فيها التي تفرضها على التجار.
نهب جبايات
ولإدراك الميليشيا أهمية موقع المحافظة التي تعد مفتاح التقدم من الجنوب نحو الشمال والعكس، فقد أطلقت يد عناصرها ودفعت بأعداد كبيرة من المشرفين إلى المحافظة وأعطتهم حق جباية الأموال، لتتشكّل مجاميع مسلحة تعيش على الجبايات وترسل جزءاً منها إلى القيادة في المركز وتوزّع الباقي على عناصرها.
وفيما تتصاعد النقمة الشعبية في المحافظة ضد الميليشيا التي استباحت كل شيء، فقد أطلق مدير أمن المحافظة القادم من صعدة، ما وصفها بالحملة ضد منافسيه، حيث هاجمت حملة أخرى نقطتين لميليشيا الحوثي في منطقة سوق الأحد بعزلة بني عاطف، ونقطة أخرى في منطقة المناييس بعزلة الأخلود على الخط الرابط بين سوق الأحد وسوق أدمات، وتبادل الطرفان إطلاق النار، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من مسلحي الأبيض وإصابة آخرين.
أسباب مواجهات
وفي إطار الصراع المحتدم بين الطرفين، تمكنت الحملة من اعتقال عدد من أتباع القيادي الأبيض، بينهم أحد أقاربه ولم يسمح لهم حتى بتلقي العلاج من الإصابات التي لحقت بهم، حيث أودعوا السجن، إلا أن السكان أعادوا أسباب المواجهات إلى وقوف الأبيض مع أسرة الرشيدي في المواجهة المسلحة مع عائلة القيادي الحوثي المروعي، التي سهلت دخول الميليشيا إلى المحافظة عقب الانقلاب الحوثي مباشرة.
ووفق تأكيد السكان، فإنّ الصراع لا علاقة له بوقف الجبايات ولا إنهاء تعدد التشكيلات المسلحة، بل أتى انتصاراً للقيادي عبد الواحد المروعي، الذي شغل من قبل منصب المسؤول الاجتماعي بفرع الميليشيا في المحافظة، وسعى لتصفية حسابات مع منافسين، ولم يتمكن من ذلك في ظل وجود مسؤولي أمن لا ينتمون للجناح الذي يدعمه داخل الميليشيا. وأشار السكان إلى أن مدير الأمن الجديد والذي يدعى «الطاووس» يقف إلى جوار المروعي، ويسعى لتصفية منافسيه تحت ستار إزالة نقاط الجبايات في مداخل المحافظة.
الشرق الأوسط: الميليشيات الحوثية تحرم اليمنيين الرعاية الصحية وتحصرها على أتباعها
أفادت مصادر صحية في صنعاء بأن الميليشيات الحوثية لا تزال تتعمد، منذ اجتياحها صنعاء، قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.
وأوضحت المصادر أن شهية الجماعة الحوثية اتسعت للهيمنة على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم التبرع للمجهود الحربي ورفد الجبهات.
وفي حين لم ينجُ القطاع الصحي من عبث الميليشيات الانقلابية عملت الجماعة -حسب المصادر- على انهيار المنظومة الصحية والاعتداء المسلح على المستشفيات والتسلط على كل المساعدات الطبية والدوائية ومنع دخول المستلزمات الطبية والأدوية المنقذة للحياة خصوصاً لذوي الأمراض المزمنة، ما أسفر عن حرمان ملايين المواطنين من الرعاية الصحية الأساسية والإنسانية والغذائية. وفي ظل مؤشرات انهيار النظام الصحي كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر في القطاع الصحي الخاضع للميليشيات عن أن عدد المنشآت الصحية التي عطلتها جماعة الحوثي كلياً وجزئياً أكثر من 600 منشأة، حيث استخدمت الجماعة كل أصناف الممارسات غير الإنسانية من أعمال نهب وابتزاز واقتحام وإغلاق ومصادرة.
واتهمت المصادر قيادة الجماعة الحوثية المهيمنة على القطاع الطبي بأنهم منعوا إجراء أي صيانة للأجهزة والمعدات الطبية، متذرعين بأن ذلك ليس من أولويات المرحلة.
وكشف مصدر طبي في مستشفى «الثورة العام» في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة حصرت أغلب الدعم الطبي على جرحاها في الجبهات كما خصصت المعدات والأجهزة الطبية لأتباعها فقط أو ممن يوالونها شريطة أن تكون الأسرة قد ضحّت بأحد أفرادها في جبهات القتال.
ويقول مختصون في القطاع الطبي في صنعاء إن انهيار هذا القطاع جاء نتيجة طبيعية للممارسات الحوثية التي حرمت أكثر من 48 ألف موظف في القطاع الصحي من الحصول على مرتباتهم، كما تسببت في انقطاع الكثير من الأطباء والموظفين جراء النزوح والظروف الاقتصادية إلى جانب توقف المنشآت والمستشفيات والمرافق الصحية عن العمل جراء الاقتحام أو النهب.
وتشير المصادر الطبية إلى وجود 40 ألف مريض بالسرطان لا يلقون عناية طبية كافية في مناطق سيطرة الجماعة حيث يلقى 50% منهم حتفهم نتيجة تعطيل جهاز الإشعاع الخاص بعلاج الأورام، وعدم توفر الأدوية بسبب منع الجماعة عدداً من الأدوية ومصادرتها لأغلب المساعدات ونهبها أو حجزها وبيعها في السوق السوداء.
وأكد لـ«الشرق الأوسط» طبيب مختص في أمراض القلب ويعمل في مستشفى حكومي شهير في صنعاء، أن أعداد مرضى القلب في تزايد في ظل انعدام أي رعاية لهم، حيث يعانون من انعدام جهاز «القسطرة القلبية» بعد تعطل الجهاز الوحيد لدى مستشفى «الثورة العام» الحكومي، إلى جانب عدم وجود دعامات قلبية لأكثر من 30 ألف مريض وعدم وجود صمامات للعدد ذاته من المرضى.
وأوضح الطبيب، الذي طلب عدم ذكر اسمه، خشية بطش الميليشيات، أن الجماعة قامت بنقل أجهزة ومعدات الأمراض القلبية الأخرى إلى مستشفى الشرطة والمستشفى العسكري بصنعاء وحصرت تقديم الخدمة على أسر الجماعة ومقاتليها.
وتشير التقارير الطبية القادمة من مناطق سيطرة الجماعة إلى استمرار تفشي الأوبئة والأمراض بين السكان؛ إذ بلغ عدد المصابين بالكوليرا والإسهالات المائية أكثر من مليونين ومائتي ألف شخص توفي منهم نحو ثلاثة آلاف و750 شخصاً، يمثل الأطفال نسبة 32% منهم، فيما رصدت 34 ألفاً و520 حالة إصابة بمرض الحصبة توفيت منها 273 حالة 65% منها أطفال. وأوردت التقارير أن عدد المصابين بمرضى الدفتيريا بلغ أربعة آلاف و500 مريض، توفي منهم 253، ويمثل الأطفال دون الخامسة نحو 16% منهم، في حين يوجد 2.9 مليون طفل دون الخامسة مصاب بسوء التغذية من أصل 5.4 ملايين طفل، منهم 400 ألف طفل مصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم.
إلى ذلك أفادت التقارير بأن 86% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من أحد أنواع فقر الدم، و46% من الأطفال يعانون من التقزم، كما أن هناك 80 ألف طفل مصاب باضطرابات نفسية فضلاً عن أن ستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب تدهور خدمات الرعاية الصحية، بينما يموت 65 طفلاً دون الخامسة من أصل ألف طفل بسبب الأمراض.
وتسببت قرارات الميليشيات الحوثية بمنع 10 أصناف من الأدوية –حسب مصادر طبية- من الاستيراد، كما أقدمت على مصادرة أصناف أخرى وإغلاق الصيدليات وسحب تراخيص عدد من وكالات الأدوية ومنح تصاريح لوكالات تابعة لقيادات بارزة في الجماعة.
وتمارس الميليشيات إجراءات تعسفية بحق مالكي الصيدليات والمصانع الدوائية والقطاع الطبي الخاص، حيث تعرضت ما يقارب 200 شركة ومؤسسة خاصة بالجانب الدوائي والمستلزمات الصحية للمضايقات من الحوثيين، في حين فقد نحو 50% من الصيادلة وظائفهم وتوقف النشاط الاستثماري خصوصاً في مجال التصنيع والاستيراد الدوائي.
وأدى قرار الميليشيات الحوثية منع تداول العملة الوطنية المطبوعة خلال السنوات الثلاث الماضية إلى خلق أزمة سيولة خانقة في القطاع الطبي، وأُصيب نشاط مئات المستوردين للأدوية بالاضطراب لعدم توفر العملة القديمة في الأسواق واستعصاء الحصول على العملة الصعبة.
ويشكو موظفون في المستشفى الجمهوري التعليمي في صنعاء الخاضع لسيطرة الميليشيات من قيام رئيسه الحوثي بنهب مستحقاتهم ومنع صرف اﻷدوية للمرضى الفقراء والمحتاجين وحرمانهم من الأدوية رغم توافرها كمساعدات وهبات إلا أن الجماعة تقوم ببيعها وتجبر المرضى على شرائها من الصيدليات الخارجية.
ويقول ناشطون في القطاع الصحي إن الميليشيات الحوثية مسؤولة عن تعثر نقل أكثر من 300 صنف من الأدوية، ومصادرة بعض المواد الطبية اللازمة للصناعات الدوائية وعرقلة وصول شحنات الأدوية والمستلزمات الطبية بحجة عدم حصولها على الموافقة من الجهات التابعة للميليشيات، إلى جانب فرض إتاوات وجمارك على الناقلات التي تقل الأدوية، فضلاً عن احتجازها لفترات طويلة كنوع من الابتزاز مما يتسبب في إتلافها.
وتعيق الجماعة –حسب المصادر- عمل المنظمات الدولية والمحلية التي تعمل في اليمن ووصول المساعدات الطبية، حيث تمارس عليها كل أصناف الابتزاز وبشكل مخلّ للقوانين والاتفاقيات الدولية وتحت مبررات واهية.
واشترطت الجماعة في أحدث رسالة بعثتها إلى منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، ضرورة أن تكون الأجهزة والمستلزمات الطبية المقدمة كمساعدات من مصادر موثوقة ولها ضمانات صيانة.
وذكرت مصادر طبية أن الجماعة قامت بمصادرة أجهزة الرنين المغناطيسي التشخيصي وهو (جهاز إشعاعي خاص بمرضى الأورام) وتحويل المواد المستخدمة فيه لأغراض عسكرية، حيث يحتوي هذا الجهاز على غاز الهيليوم، وهو الأمر الذي أغضب المنظمات الدولية وجعلها تتجاهل طلبات حوثية لتوفير مثل هذه الأجهزة.
كانت المنظمات الدولية ومنها منظمة الصحة العالمية قد رفدت القطاع الصحي القابع تحت سيطرة الميليشيات، بالاحتياجات فيما يتعلق بمرضى الفشل الكلوي، حيث رفدتها بـ48 جهازاً خاصاً بالغسيل الكلوي في الوقت الذي تمنع الميليشيات الكهرباء والمشتقات النفطية لتشغيل هذه الأجهزة وهو ما يعرّض المرضى للموت، إذ تزيد أعداد المرضى المصابين بالفشل الكلوي على 20 ألف مريض.
كانت منظمة الصحة العالمية قد قدمت أكثر من 500 طن أدوية ومستلزمات طبية أساسية كمساعدات، وتحوي هذه الشحنات أدوية مضادة للسرطان منقذة للحياة لتغطية نحو 50% من الاحتياج المُلح لمرضى السرطان لمدة عام. كما تحوي الشحنات 100 مجموعة من لوازم علاج سوء التغذية إضافةً إلى أنواع مختلفة من أجهزة الفحص السريع والمحاليل المخبرية لتغطية الاحتياجات العاجلة وأدوية علاج الأمراض المزمنة ومعدات جراحية ومستلزمات علاج الطوارئ ومحاليل وريدية.
لكن الدعم المقدم من المنظمات الدولية للقطاع الصحي بدأ بالتراجع جراء المضايقات التي تمارسها جماعة الحوثي، حيث يعد ابتزاز أنشطة تلك المنظمات من أبرز الممارسات الحوثية، والتي تتسبب في توقف الأنشطة الإغاثية والإنسانية وتعرّض المئات من الأطنان للتلف بسبب التخزين لفترات زمنية طويلة.
كانت الجماعة قد استولت على ست من كبريات المستشفيات الأهلية في العاصمة صنعاء وهي: مستشفى الأم، والمستشفى الأهلي، ومستشفى جامعة العلوم، والمستشفى الألماني الحديث، ومستشفى سيبلاس، والمستشفى المغربي وقامت بالحجز التحفظي على جميع أموال وممتلكات المستشفيات وتعيين حارس قضائي مزعوم عليها.
ولم تتوانَ الميليشيات الحوثية الإرهابية عن قصف المستشفيات الميدانية حيث قصفت مؤخراً وبشكل عشوائي المستشفيات الميدانية بمديرية التحيتا جنوب الحديدة ومستشفيات أخرى في محافظتي تعز والبيضاء. وتشهد الخدمات الصحية في مناطق سيطرة الجماعة غلاءً فاحشاً بسبب الإتاوات والجبايات التي تفرضها الجماعة بدءاً من الجمارك مروراً بإتاوات موظفي الجماعة في مكاتب الصحة وابتزاز موظفيها في الضرائب وكبار مشرفيها.
وكانت الجماعة قد فرضت على المستشفيات الخاصة في المناطق الواقعة تحت قبضتها، استقبال ورعاية العشرات من جرحاها المقاتلين مجاناً، إلى جانب تقديم إتاوات شهرية تقدر بملايين الريالات، وتعيين حراس قضائيين عليها.