أردوغان الكذاب... مدير بمجلس الأمن القومي الأمريكي يؤكد إرساله مرتزقه لليبيا
الإثنين 13/يناير/2020 - 10:33 ص
طباعة
روبير الفارس
اكد الباحث بمعهد واشنطن لسياسيات الشرق الادني " بين فيشمان" والذى شغل منصب المدير السابق لشؤون شمال إفريقيا في "مجلس الأمن القومي" الأمريكي لعدة سنوات ان السفارة الأمريكية في طرابلس، التي تعمل حالياً من تونس، أكدت وجود قوات مرتزقة ارسلها اردوغان الي ليبيا مكذبة بذلك النفي الذى اعلنه خليفة الارهاب بعدم ارسالهم وقال " بين " في تقرير موسع ان الاتفاقيات بين ليبيا وانقرة حول نطاق التدخل التركي ومهمته غير واضحيْن. وجاء في التقرير ان الجهات الفاعلة الإقليمية والأوروبية زادت نشاطها الدبلوماسي حول ليبيا استجابةً لتزايد حدة العنف في الحرب الأهلية المندلعة منذ تسعة أشهر ، أي بعد أقل من أسبوع على إقرار البرلمان التركي إرسال قوات لدعم "حكومة الوفاق الوطني" التي تتخذ من طرابلس مقرّاً لها، التقى أردوغان مع نظيرة الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول ودعيا إلى وقف إطلاق النار في ليبيا ابتداءً من. وسواء توصّلت موسكو وأنقرة إلى وقف العنف موقّتاً أم لا، يمثّل نفوذهما المتنامي في ليبيا فشلاً ذريعاً للمساعي الغربية الرامية إلى حل النزاع دبلوماسيّاً.
و قال الباحث يتطلّب الجهد الطويل الأمد الذي يهدف إلى تعزيز العملية الانتقالية السياسية في ليبيا جهداً دوليّاً أوسع نطاقاً لتحقيق السلام والمصالحة وبدا أن بوتين وأردوغان أدركا هذا الواقع في قمتهما، فأيّدا عقد مؤتمر متعدد الأطراف يُخطَّط له منذ وقت طويل في برلين ويرمي إلى إعادة التزام كافة الجهات الفاعلة المعنية بدعم إنهاء الأعمال العدائية واحترام قرار حظر الأسلحة الإلزامي الصادر عن "مجلس الأمن الدولي" والذي يجري تجاهله على نطاقٍ واسع. فحتى لو افترضنا أن بوتين كان جدّيّاً وسحبَ المرتزقة الروس من الجبهة، إلّا أن وقف إطلاق النار الكامل والدائم لا يمكن أن يحدث إلا حين توافق الجهات الفاعلة الأخرى وعلى تركيا اتخاذ خطوات متناسبة من جانبها لوقف التصعيد.
وقال الباحث ان الولايات المتحدة هي الجهة الفاعلة الوحيدة التي تتمتّع بالمكانة اللازمة لدى جميع الأطراف الأجنبية للتوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق نارٍ. ورغم انغماس واشنطن بالأزمتيْن في إيران والعراق، عليها توسيع نطاق جهدها الدبلوماسي اللازم لتحقيق استقرارٍ دائم في ليبيا قبل أن تنزلق البلاد إلى المزيد من الفوضى العارمة.
وحول عواقب تدخل تركيا في ليبيا قال " بين فيشمان"
انه ، لجؤ "حكومة الوفاق الوطني" إلى تركيا، حليفتها الإقليمية الموثوقة، بهدف الحصول على المساعدة في نوفمبرالماضي لانها سبق و زوّدت القوات المنتمية إلى صفوف "حكومة الوفاق الوطني" بالمركبات المدرّعة وبطائرات من دون طيّار من طراز "بيرقدار" في وقتٍ مبكرٍ من الحرب الأهلية، إلا أنها أبطأت الإمدادات وعملياتها خلال الصيف. ولكن في أواخر نوفمبر، وقّعت تركيا اتفاقيْن مثيريْن للجدل مع "حكومة الوفاق الوطني" هما: مذكّرة التفاهم التي وافقت تركيا بموجبها على توفير المعدات العسكرية والأفراد والتدريب عند الطلب، والاتفاق البحري الذي رسم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة ممدّداً المياه الإقليمية الخاصة للبلدين في البحر الأبيض المتوسط، مما أثار غضباً شديداً لدى قبرص ومصر واليونان.
وفي ديسمبر، طلبت "حكومة الوفاق الوطني" دعماً عسكريّاً مباشراً على أساس مذكّرة الدفاع، ووفت أنقرة بتعهدها عبر الموافقة على نشر الجنود في يناير. ويبقى نطاق التدخل التركي ومهمته غير واضحيْن - فقد صرح أردوغان أن قواته ستؤدي دوراً تنسيقيّاً وتدريبيّاً، مشدداً على أنها لن تقاتل. وفي غضون ذلك، نشرت تركيا ميليشياتٍ من سوريا للمحاربة إلى جانب "حكومة الوفاق الوطني"، مضيفةً إلى الخليط المزيد من المقاتلين الأجانب وقد نفت أنقرة إرسالهم، لكن السفارة الأمريكية في طرابلس، التي تعمل حالياً من تونس، أكدت وجودهم.الامر الذى يفضح كذب اردوغان ويكشف عن وجهه القبيح
بالإضافة إلى إثارة ارتدادات سياسية ملحوظة من دول "الاتحاد الأوروبي" التي تعارض تدخّل أنقرة، ساهم الطابع المطوّل والبارز للمشاركة بين "حكومة الوفاق الوطني" وتركيا في التصعيد العسكري الأخير.
وذكر الباحث انه في عام 2016 أمضت الولايات المتحدة ستة أشهرٍ في مساعدة القوات الموالية لـ"حكومة الوفاق الوطني" من مصراتة على طرد تنظيم «داعش » من المدينة. بالإضافة إلى ذلك، توفّر سرت بعداً استراتيجيّاً لمصراتة، .الامر الذى قد يؤدي الي عودة داعش وبعثه من جديد عن طريق قوات مرتزقة اردوغان . و الصعوبة تتضاعف خاصة وان أبوظبي والقاهرة مقتنعتيْن تماماً أن "حكومة الوفاق الوطني" المعترف بها دوليّاً مدينة بالفضل "للميليشيات الإسلامية"،. ويعزز دعم أردوغان لـ "حكومة الوفاق الوطني" وجهة النظر هذه، بما أن المسؤولين الإماراتيين والمصريين يعارضون سياسات اردوغان إقليميّاً ويعتبرونه راعي لعدد من الجماعات الارهابية . وطالب الباحث الإدارة الأمريكية مع روسيا العمل علي اصدار قرارٍ في "مجلس الأمن الدولي" يدعم وقف إطلاق النار. وسبق أن اعترضت إدارة ترامب على هذا الإجراء المهم ، لكنها تحظى الآن بفرصة أخرى للدفع باتجاهه نظراً إلى دعوة بوتين بنفسه إلى وقف إطلاق النار.