أردوغان دفع بهم للجحيم.. مرتزقة الأغا العثماني يتساقطون في ليبيا
الأربعاء 15/يناير/2020 - 03:06 م
طباعة
مصطفى كامل
تعرضت العناصر المرتزقة التي أرسلها الرئيس التركي جب طيب أردوغان، إلى ليبيا (أغلبهم ينتمي للفصائل السورية المدعومة من تركيا) إلى انتكاسات عدة خلال الأيام الماضية، إذ قتل عدد منهم جراء العمليات العسكرية التي تشنها قوات الجيش الليبي ضد ميليشيات الوفاق، كان آخرها مقتل 3 من فصيل يسمى بـ«الجيش الوطني» الموالي لأنقرة ليرتفع عدد قتلى مرتزقته في ليبيا إلى 14، إضافة إلى إرسالهم دفعة جديدة من المقاتلين المرتزقة ويقدر عددهم بنحو 100 إرهابي إلى ليبيا، ليصل عدد المرتزقة إلى 1700 -وفق تقرير المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا.
ويقوم مرتزقة «أردوغان» بتنفيذ عددِ من الأعمال الإرهابية في ليبيا، من بينها تنفيذ إعدامات ميدانية بحق الأسرى الذين وقعوا في قبضتهم خلال تلك المعارك، وانتهاكات أخرى بحق المدنيين الليبيين باستهدافهم بالطائرات بدون طيار التي تسيرها تركيا لدعم حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.
قتلى مرتزقة أردوغان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن ثلاثة من المرتزقة الذين أرسلهم «أردوغان» للوقوف بجانب ميليشيا الوفاق ضد الجيش الليبي، سقطوا في المعارك الدائرة في ليبيا بين ميليشيا السراج وقوات الجيش الليبي الوطني قيادة المشير خليفة حفتر.
وأوضح المرصد السوري في بيان له الثلاثاء 14 يناير 2020، أن القتلى الثلاثة من مرتزقة أردوغان يعملون ضمن فصيل يسمى بـ«الجيش الوطني» الموالي لتركيا، حيث يرتفع عدد قتلى المرتزقة جراء العمليات العسكرية في ليبيا إلى 14 من فصائل «لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات».
وتوافدت جثث المرتزقة السوريين ممن تطوعوا للقتال في ليبيا من مقاتلي فصائل «الجيش الوطني» عبر صناديق خشبية، حيث أكد المرصد السوري أن 6 من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا قتلوا عقب مقتل 3 من عناصر «لواء المعتصم» و3 من فصيل «السلطان مراد»، وآخر من فرقة المعتصم الموالين لتركيا، إضافة على إعطاء عائلات القتلى تعويض مالي كبير لمدة عامين، ومغريات أخرى لإرسال مقاتلين آخرين.
ولفت المرصد السوري إلى أن أنقرة تعمل على تسوية أوضاع السجناء ضمن المناطق التي سيطرت عليها تركيا مؤخرًا جراء الغزو التركي للشمال السوري، من بينهم سجناء متهمين بالتعامل في السابق مع تنظيم داعش الإرهابي.
انتهاكات مماثلة
وبالطريقة التي عمدت إليها الفصائل الموالية لتركيا في عفرين وتقديم أنقرة الدعم الكامل لها في مارس 2018، من انتهاكات بحق المدنيين في مدينة عفرين وقراها بالقتل والخطف وفرض الإتاوات بهدف الضغط آنذاك على من تبقّى منهم على النزوح استكمالاً لمخطط التركي في المنطقة، فإن تلك الممارسات لجأوا إليها في ليبيا عن طريق ميليشياته التي أرسلتها تركيا، حيث قامت –بحسب المرصد السوري- بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحق الأسرى الذين سقطوا في قبضتها خلال المعارك التي جرت قرب العاصمة الليبية.
وفي المقابل، أكد معهد دراسات الأوسط -مؤسسة بحثية أمريكية مقرها الرئيسي بنيويورك- في تقرير له أن المدنيين في ليبيا هم الضحايا الوحيدون لقصف الطائرات بدون طيار، التي تسيرها تركيا لدعم حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج؛ لافتًا إلى أن أنقرة تخوض مع دول أخرى حروبًا سلاحها الأساسي طائرات «الدرون» بدون طيار، كما أنها تشرف على تشغيل تلك الطائرات وانتقاء أهدافها والتي غالبًا ما تستهدف الليبيين أو اللاجئين من جنسيات أخرى.
التحقيق في جرائم مرتزقة أردوغان
دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، الإثنين 13 يناير 2020، في تقرير لها بعثته إلى مجلس حقوق الإنسان الدولي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان وفريق الخبراء التابع للأمم المتحدة والمعني بليبيا، لتشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن ما يرتكبه أردوغان ومرتزقته في الأراضي الليبية والتدخل الفوري لإدانته، موضحةً أن مواصلته لعملياته عبر تجنيد مرتزقة من الفصائل المسلحة بسوريا وإرسالهم إلى ليبيا يعد انتهاكًا واضحًا لقرار مجلس الأمن الدولي.
وقالت المنظمة في تقريرها: إن الاعتماد على العناصر المتطرفة بات أحد الأبواب الخلفية للانخراط التركي من وراء ستار في مناطق الصراعات، حيث توجه في الثامن من يناير 2020 نحو 260 من المرتزقة المدعومين من نظام أردوغان إلى ليبيا، للقتال إلى جانب صفوف قوات حكومة الوفاق الوطني، ومعظمهم من فصيل يسمى "فيلق الشام"، لافتًا إلى أنه بذلك ارتفع عدد المرتزقة في ليبيا إلى نحو 1000 مسلح، في حين أن عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1700 مجند، وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير.