نشاط أذرع إيران.. قراءة في مشهد الإرهاب المحتمل في 2020
الأربعاء 15/يناير/2020 - 03:10 م
طباعة
شيماء حفظي
يدخل تنظيم «داعش» الإرهابي، عام 2020، كمجموعة مختلفة عما كان عليه قبل ست سنوات، فخلافته المزعومة سقطت، لكن أشباله مازالوا يعبثون في بعض المناطق.
وفي مقال حول الاتجاهات المحتملة في الإرهاب، الذي قد يهيمن على المشهد الأمني العالمي، في عام 2020، يقول «كولين ب. كلارك» في «منصة أبحاث فورين بوليسي» الأمريكية: إن عمليات إعادة التنظيم الجيوسياسية والتغيرات الديموجرافية، ستساهم في ظهور مظاهر مختلفة للعنف ذي الدوافع الأيديولوجية والسياسية.
ويشير الكاتب، وهو زميل غير مقيم في برنامج الأمن القومي بمعهد أبحاث السياسة الخارجية (FPRI) إلى أن التحديات تبدو أكثر تعقيدًا؛ نتيجة لعولمة العنف، والتهديد الذي يمثله الإرهاب في عام 2020 معقد للغاية.
وعلى الرغم من شن تنظيم «داعش» عددًا من الهجمات؛ لإثبات تواجده حول العالم، يبدو أنه سيواجه مزيدًا من التفتيت؛ ما يجعله أضعف في بعض النواحي؛ ليتحول مرةً أخرى إلى تنظيم مركزي، خاصةً وأن تقارير تفيد بأنه يحاول إعادة بناء نفسه، ويعتمد على تكتيكات حرب العصابات والكر والفر في الهجمات، ضد قوات الأمن العراقية والنظام السورى.
وكان التهديد الذي يمثله عودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية، أقل مما كان متوقعًا، ولكن لا يزال هناك عدد كبير من المتشددين، مجهولي المصير، وقد يسافر بعضهم إلى مناطق صراع أخرى، ويعملون كمضاعفين لقوة الجماعات التي تقاتل في الحروب، أو التمرد في الدول الضعيفة والفاشلة.
وبحسب الكاتب، فقد يرى تنظيم «القاعدة» والمنظمات التابعة له، فرصة في العام الجديد؛ للاستفادة من مقتل زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019، على الرغم من خسارته وريثه الواضح «حمزة بن لادن»، فقد اكتسب «القاعدة» أرضًا في النزاعات في سوريا واليمن، وكذلك في جميع أنحاء إفريقيا.
وإذا سحبت الولايات المتحدة الآلاف من القوات من أفغانستان ـ كما وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - فإن «القاعدة» في وضع جيد؛ للاستفادة من فراغ السلطة الناتج، وتجديد شبكته في جميع أنحاء جنوب آسيا، خاصةً وأن «القاعدة» تاريخيًّا نجا لأكثر من ثلاثة عقود، وهو دليل على قدرته على الابتكار، من خلال تحسين التكتيكات والتقنيات والإجراءات، التي تظهر التركيز على التعلم التنظيمي باستمرار.
إرهاب ميليشيا إيران
ويشير العام الجديد أيضًا، إلى ارتفاع الإرهاب الإيراني؛ إذ لا تزال الدولة الراعية الرئيسية للإرهاب في العالم، وتواصل تمويل وتدريب وتجهيز مجموعة من المجموعات بالوكالة، بدرجات متفاوتة من القدرات والأهداف.
ويعتبر «حزب الله» اللبناني، قوة فعالة، كما كان من قبل، ليس فقط القتال في الحرب السورية، ولكن أيضًا الحفاظ على بصمة عالمية.
كما نقلت إيران أسلحة متطورة، بما في ذلك صواريخ باليستية قصيرة المدى، إلى الجماعات الشيعية في العراق، بما في ذلك كتائب حزب الله في وقت تبرز فيه عدد من النزاعات المحتملة في الشرق الأوسط.
ويعد أحد أكثر الاتجاهات إثارة للقلق في الإرهاب العالمي، انتشار المنظمات المتطرفة العنيفة، ذات التفوق الأبيض، وغيرها من الجماعات التي تحركها أشكال مختلفة من التطرف اليميني.
وبحسب الكاتب «كولين ب. كلارك»، فيبدو أن هذه المجموعات تزداد قوة وشعبية في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا وأماكن أخرى، في محاولة لتعميم الأيديولوجيات اليمينية، واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ لنشر الدعاية وتجنيد أعضاء جدد، وتمويل منظماتهم وعملياتهم.
ويضيف، أن تحول التركيبة السكانية في الغرب، وزيادة تدفقات الهجرة، والجمع السام بين الشعوبية وكراهية الإسلام، يمكن أن يؤدي جميعها إلى المزيد من الإرهاب، من جانب المتطرفين اليمينيين في عام 2020، وقد يشعر المتطرفون البيض والنازيون الجدد بالجرأة، ويحاولون استخدام زخمهم المتوقع؛ لتجنيد المزيد من الأعضاء والتخطيط لهجمات مدمرة مماثلة في العام الجديد.
ويمكن أن يشهد عام 2020 أيضًا، ارتفاعًا في الإرهاب، في بلدان مثل «أيرلندا الشمالية وكولومبيا»، وهما دولتان اعتادتا على العنف السياسي الذي يبدو الآن، ربما عن طريق الخطأ.