بعد فشله في الملف الليبي أردوغان يلجأ للبيت الأبيض
الخميس 16/يناير/2020 - 11:56 ص
طباعة
حسام الحداد
منذ 2017، والبيت الأبيض يعتبر نفسه البعيد القريب في الملف الليبي ويعد المشهد الأخير للرئيس ترامب في هذا الملف ظهوره في مؤتمر صحفي الثلاثاء 7 يناير 2020، وقوله بأنه بحث مستجدات الوضع في ليبيا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسيجري مباحثات مماثلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أنه بحث مع أردوغان "سبل إعادة السلام إلى ليبيا".
ومنذ انتهاء فترة تكليف المبعوث الأميركي الخاص لليبيا جوناثان واينر أوائل عام 2017، لم ترسل واشنطن بديلاً منه. ما اعتبره مراقبون تراجعاً للملف الليبي في أولويات البيت الأبيض، خصوصاً أن واشنطن بدت في الفترات السابقة مهتمة بملفات دولية وداخلية من دون أن تبلور رؤية خاصة بها للأزمة الليبية.
وحتى مع تداول تقارير إعلامية عن أنباء وجود روسي خفي إلى جانب قوات الجيش، وأن شركة فاغنر الروسية أرسلت مقاتليها إلى محاور القتال في جنوب طرابلس، لم يحمل الموقف الرسمي الأميركي أكثر من القلق إزاء تلك التقارير. كما أن اتصال ترمب بالمشير خليفة حفتر في أبريل 2019 ومباركته جهود الجيش في محاربة الإرهاب وبعدها لقاء وفد أميركي رفيع المستوى حفتر في نوفمبر 2019، لم يعتبره مراقبون أكثر من إجراءات دبلوماسية تشير إلى بقاء واشنطن قريبة من الأزمة الليبية من دون أن تحدد موقفها.
وتحاول تركيا الأن تجاوز مازقها في الملف الليبي وذلك باللجوء للولايات المتحدة الأميركية بعد فشلها في فرض اجنداتها على قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في روسيا وذلك لإنقاذ حكومة الوفاق التي تعاني ميليشياتها تقهقرا في الاسابيع الاخيرة.
وفي هذا الاطار قال البيت الأبيض والرئاسة التركية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء 15 يناير 2020، التطورات في ليبيا، وذلك قبل أيام من قمة في برلين ستتناول الصراع الليبي.
وتستضيف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زعماء تركيا وروسيا وبريطانيا وإيطاليا يوم الأحد المقبل في القمة، التي تأتي عقب اجتماع في موسكو يوم الاثنين فشلت فيه الأطراف المتحاربة في ليبيا في توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال البيت الأبيض في بيان إن ترامب وأردوغان بحثا أيضا الوضع في سوريا والاحتجاجات في إيران وإسقاط إيران طائرة ركاب أوكرانية.
وبالتزامن مع ذلك شن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلوهجوما حادا ضد عدد من الدول العربية الرافضة للتدخلات التركية في الملف الليبي
وطالب تشاووش أوغلو في مقابلة مع تلفزيون "سي إن إن تورك" مساء الأربعاء بمشاركة قطر في المباحثات جنبا الى جنب مع دول عربية اخرى كمصر والامارات في محاولة لإنقاذ حلف بدا يخسر جولة جديدة على الرض الليبية.
وكان حفتر قد انسحب من المباحثات برعاية روسيا اثر إصراره على حل الميليشيات والجماعات الإرهابية المؤيدة لحكومة السراج.
وكان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح الأربعاء والبرلمان العربي قاما بسحب الاعتراف من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق معتبرا انه انتهك الاتفاق السياسي المبرم في الصخيرات بالمغرب والذي يدعم جهود الشعب الليبي في مكافحة الإرهاب.
وأكد صالح في كلمة ألقاها أمام جلسة البرلمان العربي التي انطلقت الأربعاء في القاهرة بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، على أن "مجلس النواب هو الجسم الشرعي في ليبيا"، مشددا على أن "أي اتفاق يتم توقيعه بدون موافقة مجلس النواب باطل ولا أثر له".
ولا يعترف قائد القوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر والحكومة المنبثقة من البرلمان المنتخب في 2014 ويتخذ من شرق البلاد مقرا، بشرعية حكومة فايز السراج التي تشكلت بموجب اتفاق الصخيرات (المغرب) بإشراف الأمم المتحدة في ديسمبر 2015.
وحث عقيلة صالح البرلمان العربي على اعتبار ما قام به المجلس الرئاسي من "خروقات للاتفاق السياسي والإعلان الدستوري مساساً بسيادة ليبيا ووحدتها وسلامتها وسلامة الدول المجاورة وهو ما يستوجب سحب الاعتراف به".
وقال صالح إن "الاتفاق لم يتم تضمينه في الإعلان الدستوري، وحكومة الوفاق لم تنل ثقة مجلس النواب ولم تؤد اليمين الدستورية، كما أن الاتفاق ينص على مكافحة الأعمال الإرهابية وهو ما لم يحدث".
كما طالب بأن يدعم البرلمان العربي "حق الليبيين وجيشهم الوطني في مكافحة الإرهاب، والتصدي للغزو التركي".
وتدخل أردوغان في الملف الليبي بشكل علني ومباشر بعد أن كان يدعم الميليشيات وحكومة الوفاق عسكريا في السر، حيث أعلن أواخر نوفمبر الماضي توقيع مذكرة تفاهم أمنية وعسكرية بين تركيا وحكومة الوفاق برئاسة السراج، بشأن الحدود البحرية أثارت غضب دول المنطقة.
واتخذت أنقرة من الاتفاق مع السراج ذريعة لفتح الباب أمامها بالتدخل في الأزمة الليبية بهدف تثبيت تواجدها العسكري في منطقة شمال إفريقيا والمتوسط حيث يدور سباق للتنقيب عن موارد الطاقة واستغلالها وسط تسجيل اكتشافات ضخمة في السنوات الأخيرة.