بحجة «الاستفزاز».. تلميحات تركية بعملية عسكرية جديدة في الشمال
الخميس 16/يناير/2020 - 01:07 م
طباعة
معاذ محمد
يبدو أن الشمال السوري،على موعد مع عملية عسكرية جديدة، خاصة بعد تهديد خلوصي أكار، وزير الدفاع التركي، بلجوء بلاده إلى ما سماه «سيناريوهات بديلة» للقضاء على الخطر الذي يهدد أمنها من المنطقة المذكورة.
وقال «أكار» في تصريح لممثلي وسائل الإعلام التركية في أنقرة، الأربعاء 15 يناير 2020: «أكدنا مرارًا أننا لن نسمح بإنشاء منطقة خاضعة للإرهابيين على حدود تركيا، وأصبحت عملية نبع السلام تأكيدًا واضحًا لذلك»، مؤكدًا أن تركيا ستنفذ سيناريوهات بديلة للقضاء على التهديد، حال عدم توقف استفزازات من وصفهم بـ«إرهابيي وحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة»، حتى بعد الاتصالات مع الجانب الروسي.
وأشار وزير الدفاع التركي، إلى دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية، والتي تعتبرها أنقرة إرهابية خلال السنوات الأخيرة، موضحًا أن «البنتاجون» زودها بـ30 ألف شاحنة أسلحة ومعدات عسكرية، بالإضافة إلى إرسال 4500 طائرة محملة بمثل هذه المعدات.
وأوضح خلوصي أكار، أن المنطقة التي تمت فيها العملية المعروفة بـ«نبع السلام»، تم تطهيرها بالفعل من «الإرهابيين»، على حد وصفه، إلا أنه شدد على استمرار «الاستفزازات» عن طريق عمليات القصف والهجمات الانتحارية.
لقاء مخابراتي ثلاثي
في 13 يناير 2020، عقد اجتماع ثلاثي «سوري روسي تركي» في موسكو، ويعد أول اتصال رسمي منذ سنوات بين دمشق وأنقرة، وقالت وكالة «رويترز» إن رئيس وكالة المخابرات التركية ونظيره السوري، درسا وقف إطلاق النار في إدلب بالشمال السوري، والتنسيق المحتمل ضد الوجود الكردي في شمال البلاد.
ونقلت الوكالة عن مسؤول تركي قوله: إن المحادثات تضمنت إمكانية العمل معًا ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية في شرقي نهر الفرات، إلا أن وكالة الأنباء السورية «سانا» نقلت عن مصدر وصفته بالمطلع، نفيه لما أوردته «رويترز» بأن يكون الاجتماع قد تطرق إلى تنسيق محتمل ضد وجود قوت سوريا الديمقراطية «قسد» شمال البلاد.
وأوضحت الوكالة، أن المحادثات انحصرت في الانسحاب التركي من كامل الأراضي السورية، ولم تتناول إمكانية العمل المشترك ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
افتعال عملية جديدة
يتضح مما سبق ذكره أن تركيا لم تتوصل إلى حل مع رئيس المخابرات السورية للعمل ضد وحدات حماية الشعب الكردية، فأرادت أن تبرر لنفسها ما قد تقدم عليه، للقضاء على ما سماه وزير دفاعها تهديدًا لأمنها، وهو ما قد ينذر بعدوان تركى جديد على غرار «نبع السلام، وغصن الزيتون».
«السيناريوهات البديلة» التي تحدث عنها «أكار» لا تخرج عن عملية عسكرية جديدة، فقبل «نبع السلام» في 7 أكتوبر 2019، هدد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بتنفيذ ما سماه «خطط خاصة»، إذا لم تتعاون الولايات المتحدة معه لإنشاء المنطقة الآمنة، وانتهى الأمر بعملية عسكرية، كان الغرض غير المعلن منها القضاء على وحدات حماية الشعب الكردية وإجلائهم من المنطقة، ما تسبب في قتل الكثير من المدنيين وهروب الكثير من «الدواعش» من السجون التي كانت تشرف عليها قوات سوريا الديمقراطية.
وتم الاتفاق بين أنقرة وموسكو في 22 أكتوبر 2019، على إجلاء «قسد» من المنطقة بعمق 30 كيلومترًا، وتسيير دوريات مشتركة بين تركيا وروسيا، وتعترف الأولى أن المنطقة تم تطهيرها بالفعل ممن تعتبرهم إرهابيين، لكنها تقول إن هناك «استفزازات» من قبل الأكراد، لتبرر ما قد تقدم عليه الفترة المقبلة.
ويتبين من تصرفات تركيا أنها تصر على البقاء في سوريا، من خلال افتعال بعض الأزمات والتحدث عن التهديدات لأمنها القومي عبر منطقة الشمال السوري، ففي 6 ديسمبر 2020، قال وزير الخارجية تشاووش أوغلو، إن خروج بلاده من الشمال السوري الآن سيكون لمصلحة الإرهابيين، مشددًا على أنه «لن نخرج من سوريا من دون تسوية سياسية فيها».