مؤتمر الأزهر للتجديد في الفكر الإسلامي.. وتصحيح المفاهيم المغلوطة
الإثنين 27/يناير/2020 - 11:15 م
طباعة
حسام الحداد
انطلقت اليوم أعمال مؤتمر الأزهر الشريف تحت عنوان "مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي"، والذي يعقد على مدار يومي الاثنين والثلاثاء 27- 28 يناير 2020، بمشاركة نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلين من وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي.
وقال بيان رسمي صادر عن المؤتمر أن المحاور الرئيسة للمؤتمر تركز على أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.
وقال الشيح أحمد السيابي، أمين عام دار الإفتاء بسلطنة عمان، أن مشكلة العنف الأسرى تعتبر من أكثر المشكلات التي تؤثر سلبيًا على المجتمع بالكامل، فهي تؤثر على الأسرة نواة المجمتع، كما أن تلك المشكلة تؤدي مباشرة الى إنتشار الفساد والكثير من المشكلات السلبية التي نراها حاليًا في مجتمعاتنا بصورة واضحة. وأوضح أمين عام دار الإفتاء بسلطنة عمان خلال الجلسة الرابعة والتي جاءت تحت عنوان" مخاطر العنف الأسري"، أنه لو أعدنا النظر إلى منهج الإسلام في التعامل مع أفراد الأسرة لوجدنا أن الإسلام يحث على العلاقة الطيبة، والتربية الإسلامية التي تفتح للآباء والأبناء طريق الحياة في المستقبل على مستوى عالي من الأخلاق والصفات الحميدة، ومتى دعت الحاجة إلى التأديب فهو تأديب وتهذيب وليس تعذيباً.
وقالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مدير مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، إن مسألة تزويج الصغيرة مختلف فيها، ولكن الأولى منع تزويج الصغيرة، لما فيه من تحقيق لمصلحة الفتاة، ودفع الضرر عنها ، فأهل الاختصاص الطبي والنفسي والاجتماع يجمعون على وجود مضار جمة في تزويج الصغيرة، وأن تطورات العصر والأعباء التي تلقي على كاهل الزوجة لا تقوى عليها طفلة صغيرة، ولذا لا يقال بتزويجها في عصرنا حتى لوثبت تزويج الصغيرات قديما لاختلاف البنية الجسدية والعقلية والتكوين النفسي والأعباء التي تتحملها المرأة في الأزمنة السابقة عن زماننا. وأوضحت الصعيدي خلال الجلسة الرابعة والتي جاءت تحت عنوان " التجديد في مشروع الأزهر للأسرة" أن وظيفة الولي ومهمته هي الرعاية والحماية ونقل الخبرة، وحفظ حقوق الفتاة، وتنفيذ عقد النكاح، وإدخال الفرحة والسعادة عليها، وأن الشرع الحنيف قد اشترط على الولي وإن كان أباها أن يقوم بهذه الوظيفة في حيز وحدود رضاها و موافقتها بسعادة لا بإكراه لها. وأكدت مدير مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين أن السفر في هذا العصر يختلف عن السفر في الماضي، فقد تطورت وسائل السفر وتدابيره الأمنية في زماننا، فأصبح في الغالب بطريقة جماعية سواء أكان في طائرة أو باخرة أو قطار أو حافلة، مما يتوفر فيه التأمين وعدم الخلوة، ورفع المشقة والحفاظ عليها، وهذا يكون بمثابة المحرم أو يزيد. وبينت الصعيدي أن القوامة تعني الرعاية والمسؤولية، وليست كما يظن كثير من الناس أنها سلطة منحت للرجال تفضيلا وتسليطا لهم على النساء، فالقائم على الشيء هو القائم على أمره، مشددة على أنه يجب العمل على تصحيح مفهوم القوامة، ووضعه في إطاره الصحيح؛ بغية استقامة البيوت، ومنع تعنت الأزواج، وانفلات المرأة وتضييعها لأسرتها.
وقال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي هو تجمع عالمي يرد على كل من يتهم الأزهر بمقاومة التجديد، بل إن مؤتمرات الأزهر دائما تكون بمثابة أجراس تدق ناقوس الخطر نحو أخطار حقيقية لابد من مواجهتها والتصدي لها. وأضاف الدكتور الفقي خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي أن جولات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، شرقا وغربا كانت سببا رئيسا في تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، مشيرًا إلى أن التجديد هو قبول الآخر والانفتاح على ثقافته وفتح آفاق جديدة لتقبله والعيش معا. وأوضح الدكتور الفقي أن المهمة الأخطر تتمثل في كبح جماح التنظيمات المتطرفة والجماعات الدموية التي روّعت الآمنين وجعلت غيرنا يستهين بنا ويتطاول على نبينا ويدعو إلى حفلاتٍ لحرق كتابنا المقدس القرآن الكريم، لافتًا أن المواجهة ستكون مضنية ولكنها مسئوليتنا جميعًا إذا أردنا أن نعيش حياة العصر وأن نكون جزءًا لا يتجزأ من عالم اليوم.