التوافق اليساري مع ارهابيي جبهة النصرة.. والأسئلة المفتوحة
الإثنين 17/فبراير/2020 - 01:47 م
طباعة
حسام الحداد
من المفترض ان تتعلم الشعوب من بعضها البعض، وكذلك تتعلم المنظمات والحركات خصوصا اليسارية من تجارب من سبقوها، فما اطلق عليه الربيع العربي في تونس ومصر ومن بعد ذلك ليبيا وسوريا واليمن به ما نتعلمه الكثير، وحسب القاعدة اليسارية التي يعلمها الصغير والكبير أنه من الممكن ان تقيم تحالف مرحلي مع عدو اقتصادي، ولكن يستحيل في المقابل اقامة مثل هذا التحالف مع عدو أيديولوجي، وحينما تجاوز اليسار المصري هذه القاعدة وقام بالتحالف مع التيار المتأسلم تحت مسمى "عاصري الليمون" شاهدنا جميعا ما حدث، وما نتج عن هذا التحالف من تراجع لدور اليسار بشكل عام، وتقريبا ما حدث في مصر هو نفسه ما يحدث الأن في سوريا فبعد ان خرج علينا أبو محمد الجولاني القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، وحدد أسباب التقدم المتسارع لقوات النظام السوري المدعوم من الطيران الروسي في جبهات ريف إدلب وريف حلب خلال الأسابيع الماضية، من وجهة نظره.
حيث تحدث الجولاني في لقاء مع الإعلامي طاهر العمر، عبر قناته في “تلغرام” السبت 15 فبراير 2020، عن ثلاثة أسباب أدت إلى تقدم قوات النظام تتعلق بضعف التنسيق، وكسر خطوط الدفاع.
ورؤية الجولاني من تواجد القوات التركية في إدلب، بأن الشعب التركي معني بالمعركة لأن نتائجها في حال كانت سلبية ستنعكس عليه اقتصاديًا وأمنيًا وعسكريًا.
واعتباره أن المعركة في إدلب مع روسيا إذا انتهت بشكل إيجابي لصالح المعارضة السورية فإن ذلك سينعكس إيجابيًا على الشعب التركي.
كلمات الجولاني هذه اشاد بها المعارض السوري برهان غليون ووصف ما جاء فيها من تعهدات بأنها “خطوة بناءة على درب وحدة المقاتلين والثوار”، معتبرا أن إفصاح “الجولاني” عن نيته عدم الاستئثار بحكم مدينة إدلب ودعوته للحفاظ على الممتلكات والمرافق العامة فيها، يمثل “خطوة ايجابية مهمة يمكن البناء عليها من أجل التوصل إلى حل للمعضلة السياسية الكبرى التي لا تزال تضعف قوى الثورة وتأكلها من الداخل”.
واعتبار الجولاني شخصية ثورية وجهادية من قبل مفكر بحجم برهان غليون يطرح كثير من التساؤلات التي تنتظر اجابات من اليسار السوري وخصوصا من الذين سبقوا برهان غليون في اتخاذ موقف مشابه لموقفه وعلى رأسهم الأستاذ ميشيل كيلو والمناضل رياض الترك وفهمهم المغلوط للعمل السياسي فهم لا يدرون ان الإخوان هم مصيبة العصر وأول من يخونوه هو من يعمل معهم والنصرة وداعش والإخوان تيار واحد في سورية فصائلهم المسلحة تعمل موحدة بدعم قطري تركي، ليس هذا فقط بل يرى “غليون” أن ما جاء في كلمة “الجولاني” من شأنه أن يقضي على “الشكوك التي يثيرها الكثيرون في الداخل والخارج حول العلاقة بين القوى الجهادية والقوى الوطنية، والتي تجعل المستقبل يبدو غامضا بالنسبة للسوريين إزاء أي تقدم على الارض وفي مجال التحرير”.
وتابع: “وهي (كلمة الجولاني) تؤكد ما ذكرته في رسالتي للائتلاف من أن المنطق الذي مكن المقاتلين من التفاهم على خطة لتحرير إدلب، يمكن أن يمكنهم من التوصل أيضا إلى صيغة متفق عليها لصيانة هذا النصر، والتعاون على حماية المدن والقرى المحررة، وتجنب الفوضى والانقسام والاقتتال، إذا بذل فيه ما يجب من الجهد والنقاش الجاد. وهذا ما حصل بالفعل”.
واستدرك “غليون” في نهاية كلامه: “بيد أننا لا ينبغي أن نركن لهذا الانجاز ونعتبره كسبا ناجزا ما لم يتم الاتفاق بشكل واضح على تعميم هذه الصيغة، ليس في إدلب فحسب، وإنما في كل شبر يتم تحريره من سوريا، من جهة، وما لم نضع القواعد التي تحول دون عودة النزاع وترسم الطريق الصحيح لحله إذا نشب مهما كانت الظروف والحيثيات من جهة ثانية”.