في محاولة لتنفيذ مخططاته.. الجولاني يعترف بارتكاب أخطاء في إدلب
السبت 22/فبراير/2020 - 01:14 م
طباعة
أميرة الشريف
اعترف القائد العام لـ"هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، بارتكاب أخطاء في إدلب، وخاصة فيما يتعلق بمهاجمة فصائل المعارضة السورية والقضاء عليها.
جاء ذلك في لقاء أجراه موقع Crisis Group في أواخر يناير الماضي، بحضور مركز الحوار الإنساني، وعرضه الموقع الخميس 20 فبراير 2020.
وظهر الجولاني، أول فبراير الجاري، لأول مرة منذ بدء حملة النظام السوري في أرياف إدلب وريف حلب الغربي، رابطا عصبة حمراء على رأسه، كما ظهر للمرة الثانية منذ المعادرك في سوريا يوم 15 فبراير الجاري حينما امتدح المشاركة التركية في معارك أرياف إدلب وحلب، ضد النظام السوري، متحدثا عن أسباب الانتصارات، وفق زعمه.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) مع فصائل أخرى على إدلب وأرياف حلب الغربي وحماة الشمالي واللاذقية الشمالي الشرقي.
ويعد "الجولاني"من أكثر الشخصيات الجهادية في سوريا التي يكتنفها الغموض في العديد من تفاصيل حياته، وقد زادت أهميته عقب إعلانه عدم الالتزام ببيعة أبو بكر البغدادي زعيم "داعش " وبعدها تم إدراجه من قبل وزارة الخارجية الأمريكية بأنه "إرهابي عالمي" يوم 16 مايو 2013م ليصبح على رأس قائمة أخطر عشرة إرهابيين في العالم.
وتحدّث القائد العام لـ "هيئة تحرير الشام" عن تطورات المرحلة السابقة للتنظيم، بدءا من انتقاله من العراق وصولاً إلى سوريا "وبدء مسيرة الكفاح" وفق تعبيره.
وبدأ الجولاني مسيرته الجهادية مع تنظيم داعش الإرهابي، قبل الانفصال عنها والانضمام إلى تنظيم القاعدة في 2013، تحت اسم “جبهة النصرة” التي وضعتها معظم الدول على قوائم الإرهاب.
وفي 2016 أعلن الجولاني فك ارتباطه بتنظيم “القاعدة”، وتشكيل فصيل جديد تحت اسم جبهة فتح الشام، الذي خاض اقتتالًا داخليًا ضد فصائل إسلامية في إدلب، قبل أن يندمج مع فصائل أخرى ليصبح اسمه “هيئة تحرير الشام” في 2017.
وعلّق "الجولاني" على مسيرته في التنظيمات المتشددة بالقول: انفصلنا عن داعش، لم يكن لدينا أي خيارات جيدة، فاضطررت إلى اتخاذ قرار سريع، عندما جمعت الدائرة الداخلية المقرّبة وأخبرتهم أنني أفكر في تنظيم القاعدة، وهو ما اعتبره بعض المقربين مني بالانتحار".
لكن بالمقابل، أكّد "الجولاني" أنّه تقدّم بتعهّد بعدم استخدام سوريا من قبل "تنظيم القاعدة"، كمنصة إطلاق للعمليات الخارجية، وبعد سنوات على قتال الفصائل، وسحب سلاحها الثقيل منها، واعتقال عشرات القياديين و "الثوار" اعتبر "الجولاني" أن هدفهم حالياً هو قتال النظام، متجاهلاً تحقيق أي انتصار لهم عليه في جميع معاركهم.
وقال "الجولاني" في اللقاء الذي استمر 4 ساعات، إن الهيئة على استعداد لتسهيل عمل المنظمات من أجل الدعم الإنساني العاجل في إدلب، متجاهلاً الضرائب والأوتاوات التي يفرضها التنظيم على كلّ مفاصل الحياة في شمال غرب سوريا.
وجدّد التأكيد على أنّ الهيئة ارتكبت أخطاء، مشيراً إلى أنّه على استعداد لحلّ الخلافات مع الفصائل، فيما يعتبر الكثير من السوريين أنّ الحديث عن إصلاح الأخطاء تأخر كثيراً، وكان متعمّداً تأخيره من الهيئة.
وتطرق الجولاني في حديثه إلى مهاجمة الهيئة لعدد من الفصائل في إدلب وريف حلب، وسحب السلاح الثقيل منها وحلها.
وأكد الجولاني استخدام القوة العسكرية في الماضي ضد الفصائل التي اعتبرتها الهيئة إشكالية، وبرر ذلك بأن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت عن طريق الخطأ إنشاء ودعم مجموعات ليس لها وجود في سوريا.
ووفق موقع Crisis Group اعتبر الجولاني أن الهيئة بحاجة إلى التحدث مع المعارضة، كونها لا تستطيع حكم إدلب بمفردها، قائلًا: لقد استخدمنا القوة في الماضي ضد الفصائل التي اعتبرناها إشكالية، نحن بحاجة إلى التحدث إلى المعارضة، لا ندرك أننا نستطيع أن نحكم إدلب بمفردنا، نعم، مثل معظم الحركات في وقت الحرب، ارتكبنا أخطاء، لكننا نحاول إصلاحها الآن.
وهاجمت الهيئة خلال العامين الماضيين، العديد من الفصائل، أبرزها جيش المجاهدين وثوار الشام وحركة نور الدين الزنكي، في ريف حلب الغربي، وتم طردها من المنطقة وسحب سلاحها الثقيل.
وفي إدلب هاجمت الهيئة حركة أحرار الشام وصقور الشام، وجبهة ثوار سوريا، والفرقة 13، وسحبت سلاحها الثقيل.
وحول عمل المنظمات الإنسانية، أكد الجولاني التصالح مع المنظمات التي حاربتها سابقًا، وأعلن استعداد الهيئة لتسهيل عمل أي منظمة ترغب بالعودة إلى إدلب.
ويأتي خطاب الجولاني في ظل صراع عسكري تشهده مدينة إدلب، بين روسيا والأتراك الذين هددوا قوات النظام السوري بعمل عسكري في حال لم ينسحب من النقاط التي سيطر عليها حتى نهاية شباط الحالي، وأدخلت تركيا عناصر ومعدات عسكرية كبيرة إلى إدلب، موقع Crisis Group.
وكانت الهيئة تسيطر على إدلب وريف حلب الغربي، بشكل كامل، لكن مع التوتر الحاصل ودخول مئات الجنود الأتراك والجيش الوطني من ريف حلب الشمالي إلى إدلب، انحصر وجود الهيئة في عدد من المناطق بريف إدلب الشمالي.