المعارضة التركية: أردوغان ينتهج سياسات طائشة ويرى الوضع في سوريا فرصة لتسويق أوهامه
الثلاثاء 25/فبراير/2020 - 11:44 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
ضربات وخسائر ضخمة تتعرض لها القوات التركية ومرتزقة أردوغان في سوريا، أجبرت الرئيس التركي على الاعتراف بمخططاته التخريبية بعد أشهر من الإنكار والنفي.
فخلال شهر فبراير الجاري قتل نحو 16 جنديا تركيا، وخسرت أنقرة معدات حربية بالجملة، في معارك واشتباكات مع الجيش السوري، ليجد أردوغان نفسه في حرج أمام الشعب التركي، ويفضح مساعيه بنشر الفوضى في سوريا ما يزيد من الضغوط الداخلية عليه بسبب الفشل المتكرر في معالجة قضايا تركيا الداخلية والخارجية.
نائب رئيس الوزراء التركي ووزير المالية الأسبق؛ عبد اللطيف شنار، أكد أن "مواصلة أردوغان سياساته الحالية إزاء سوريا من شأنه أن يؤدى إلى دمار تركيا"، مشيراً إلى أن "أردوغان يرى الوضع فى المنطقة فرصته الثمينة لتسويق أوهامه في إحياء الخلافة والسلطنة العثمانية والتي شجعتها بعض العواصم الغربية".
وقال شنار لـ "قناة تيلي ون" إن "سياسات أردوغان أدت إلى جر المنطقة لخلافات وصراعات وعداوات وحروب دموية".
من جهة أخرى، قال رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليتشدار أوغلو، إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ينتهج سياسات طائشة ويدعم الإرهابيين في سوريا ولا سيما في إدلب"، مشيراً إلى أن "هذه السياسات لا تصب فى مصلحة الشعب التركي".
وأضاف أوغلو في تصريح لصحيفة له أن "أردوغان أرسل الجيش التركي إلى إدلب لحماية إرهابيى تنظيم جبهة النصرة محولاً بذلك تركيا إلى دولة حامية وراعية للإرهاب"، داعيًا أردوغان لـ"المثول أمام البرلمان التركي للكشف عن علاقته المباشرة مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي".
وتابع؛ "الجميع يعرف أن ما يهدف إليه الجيش العربي السوري هو القضاء على الإرهابيين فى إدلب أو أى مكان آخر في سوريا بينما يرسل أردوغان الجيش التركي ليعرقل هذه المهمة".
وفي سياق متصل، وصف وزير الثقافة التركي الأسبق، نامق كمال زايباك، سياسات اردوغان فى سوريا والمنطقة بأنها "سياسات إخوانية فاسدة بكل المعايير والمقاييس" لافتاً إلى أن "أردوغان هو رئيس فرع تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية فى تركيا".
وأوضح زايباك فى تصريح صحفي اليوم الثلاثاء 25 فبراير، أن "أردوغان يعادى جميع دول المنطقة بسبب مخططاته الإخوانية الخطيرة"، مؤكدًا على أن "حالة العداء التى ينتهجها حيال سوريا ومصر لا تخدم المصالح التركية لما لهاتين الدولتين من دور وتأثير في مجمل حسابات المنطقة".
يأتي هذا في الوقت الذي يواصل فيه الجيش السوري تقدّمه في ريف إدلب الجنوبي مستهدفًا بشكل متكرر قواعد الاحتلال التركي، حيث قتل وجرح أمس عشرة جنود أتراك، لتتعمق جراح النظام التركي أكثر فأكثر في الشمال السوري، قبل قمة رباعية تتلهف لها أنقرة، لإنقاذ ما تبقى من أحلام في الحل السوري.
كما قتل خمسة جنود أتراك، ومثلهم جرحوا أمس، في غارات شنها سلاح الجو السوري على نقطة المراقبة التركية المتمركزة في "كنصفرة" بريف إدلب.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت سابق أمس - أن الطائرات الحربية السورية شنت غارات على محيط النقطة التركية.
وأكدت تقارير ميدانية احتراق وتدمير آليات عسكرية تركية عدة جراء الغارات السورية.
المرصد أكد أيضًا أن الجيش السوري رصد هجوماً برياً جديداً تنفذه القوات التركية والفصائل السورية العميلة لها على بلدة النيرب الخاضعة لسيطرة الجيش السوري.
وأشار إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين للمرة الثالثة على التوالي، بعد فشل الهجومين السابقين للفصائل والأتراك في السيطرة على البلدة.
يأتي هذا بالتوازي مع استعادة الجيش السوري قرية ورمية غرب قرية النقير وقريتي أرينبة وسطوح الدير ومنطقة تل الكرم جنوب غرب قرية ورمية في ريف ادلب الجنوبي، بعد معارك مع جبهة النصرة الإرهابية والفصائل المرتبطة بها.
وأعلنت وكالة "سانا" السورية الرسمية صباحاً، عن استعادة الجيش السوري عدداً من قرى ريف إدلب الجنوبي في ضربة جديدة للقوات المدعومة من تركيا.
وقالت الوكالة إن الجيش حرر قرى الشيخ مصطفى والنقير وكفر سجنة وأرينبة وسطوح الدير بعد معارك مع المجموعات الإرهابية.
الوكالة ذكرت أن الجيش يتقدم باتجاه دير سنبل وترملا، غداة سيطرة الجيش السوري على قريتي الشيخ دامس وحنتوتين جنوب غرب وشمال غرب معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، في المنطقة الواقعة جنوبي طريق دولي يعرف باسم "إم فورط"، يربط محافظة اللاذقية الساحلية بمدينة حلب.
وأشارت سانا إلى أن وحدات الجيش حررت القريتين المذكورتين جنوب غرب وشمال غرب معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، وذلكبعد أن دمرت آخر تجمعات الإرهابيين وتحصيناتهم ولاحقت فلولهم المندحرة باتجاه بلدتي كفرسجنة ومعرزيتا.