بعد التدخل القطري المشبوه.. القبائل الليبية ترفض دعوة تونس لحل الأزمة

الأربعاء 26/فبراير/2020 - 01:54 م
طباعة بعد التدخل القطري أميرة الشريف
 
تعيش ليبيا حالة من التخبط والنزاعات في ظل تعنت الأطراف المتصارعة في الجلوس علي طاولة المفاوضات لإيجاد حلول للأزمة الليبية، رفض المجلس الأعلى للقبائل الليبية دعوة تونس لعقد اجتماع ثان موسع يضم كل القبائل لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد، معتبرين أن مبادرة وراءها قطر هي مبادرة مشبوهه.
وكان أعلن عنه الرئيس التونسي قيس سعيد، أنه ناقش مع أمير قطر تميم بن حمد، القضية الليبية، وكيفية جمع القبائل الليبية للتمهيد لانتخابات ليبية تحدث دون تدخل خارجي، خلال زياة الأخير إلى تونس والتي انتهت اليوم الثلاثاء 25 فبراير.
و تبذل تونس الكثير من الجهود في إطار المساهمة في حل الأزمة الليبية الممتدة منذ العام 2011 وحتى اليوم.
وقال سعيد خلال كلمة مسجلة من قصر قرطاج مع الأمير القطري الذي يزور تونس اليوم "على المستوى الخارجي، القضية الأولى التي ناقشناها هي القضية الليبية، وكيف يجب أن يكون الحل ليبيا، كما تم التطرق إلى كيفية جمع القبائل الليبية الذين لهم مشروعية شعبية، وكيف يمكن أن تكون هذه الشرعية طريقة تمهد لانتخابات دون أي تدخل خارجي".
وفي ديسمبر 2019 استقبل رئيس الجمهورية التونسي قيس سعيّد بقصر قرطاج، ممثلي المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية من أجل الخروج بمبادرة لحل الأزمة الليبية.
وقال بيان للرئاسة التونسية حينها، إن اجتماع الرئيس جاء "إثر تفويض لرئيس الدولة من المجلس الأعلى للقبائل بهدف التدخل العاجل لحقن الدماء ولم الشمل بين أبناء الوطن الواحد".
وأكد المجلس الأعلى للقبائل الليبية، في بيان نشر على تويتر، أنه يرفض الدعوة لاجتماع القبائل الليبية في أي مكان خارج ليبيا خاصة إذا كانت قطر تقف وراء الاجتماع.
وأضاف البيان أنه "في الوقت الذي نحترم فيه مساعي الرئيس التونسي تجاه الملف الليبي، ونحترم ونقدّر فيه الصوت القومي العربي في تونس الشقيقة لكننا نرفض وبشدة مقترحات من هذا النوع بخاصة عندما تكون برعاية قطرية واضحة، وهذه الأخيرة قد فعلت في الليبيين ما فعلت، وأنفقت أموالا طائلة في زرع الإرهاب في بلادنا".
ودعا البيان كافة القبائل الليبية إلى "الوقوف صفا واحدا وأن نلتزم جميعا بما جاء في مقررات ملتقى مشايخ وأعيان ونخب ليبيا في ترهونة".
ووفق وكالة سبوتنيك الروسية، قال الشيخ السنوسي الحليق شيخ مشايخ قبيلة زوية، إن الدعوة لمؤتمر أو ملتقى بين القبائل في تونس الفترة المقبلة لن تشارك فيها القبائل الليبية التي تمثل 98% من عموم ليبيا.
وأضاف أن القبائل التي تجتمع في تونس لا تمثل القبائل الليبية، بل تمثل جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، وأنهم لا يمثلون أي مكونات اجتماعية ليبية بالشكل الذي يمكن اعتبارهم قبائل ليبية.
وأوضح أن ملتقى القبائل الذي عقد في ترهونة التي تبعد نحو 80 كيلو مترا عن طرابلس حضره أكثر من 5 آلاف شيخ من القبائل الليبية في عموم الدولة بما فيها المنطقة الغربية.
من ناحيته قال العجيلي البريمي رئيس المجلس الأعلى للقبائل الليبية والمدن الليبية، إن الرئيس التونسي التقى في وقت سابق بعدد من مجلس أعضاء المجلس، وأن المجلس سيشارك في اللقاء المقبل حال توجيه الدعوة للمجلس.
وفي تصريحات سابقة قال منسق قبائل الغرب الليبي، الشيخ فرج بلق، إن مدينة ترهونة جمعت كل القبائل الليبية بحضور أكثر من 5 آلاف شخصية قيادية في الملتقى الذي عقد قبل أيام.
وأكد بلق، أن "القبائل هي من بيدها الحل الليبي وليست الاجتماعات الخارجية"، مشيرًا إلى أن "القبائل لا تنتمي لأي طرف بعينه في ليبيا لا لحكومة الوفاق ولا للحكومة المؤقتة بل يتبعون الوطن كوحدة واحدة وسلطة واحدة".
وأعيد تشكيل وهيكلة المجلس الأعلى للقبائل الليبية  20 من فبراير الحالي خلال اجتماع عقد في ترهونة، لمدة 3 أيام بحضور عدد كبير من الشخصيات القبلية من كافة أنحاء البلاد.
وقبل أيام أكد ملتقى القبائل الليبية الذي انعقد في ترهونة لبحث المسارات المقترحة للمشهد المتأزم في البلاد، التمسك بديمقراطية واستقلال ليبيا، داعيا إلى محاسبة المتسببين في تعميق الصراع الداخلي.

شارك